الرئيسية » غير مصنف » فضيحة في المغرب.. البرلمان يدرس تجنيس الإسرائيليين المغاربة في فترة قياسية.. ما القصة؟

فضيحة في المغرب.. البرلمان يدرس تجنيس الإسرائيليين المغاربة في فترة قياسية.. ما القصة؟

وطن- بعد يوم من انتهاء زيارة رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أمير أوحانا إلى المغرب، التي التقى خلالها نظيره رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي ووزير خارجية المملكة، ناصر بوريطة، يُخطط البرلمان المغربي للانطلاق في إجراءات لمنح جنسيتها لليهود من أصل مغربي، وبينهم الإسرائيليون.

حقيقة منح الجنسية المغربية للإسرائيليين

وفقًا لقانون الجنسية الإسرائيلي، يحق لكل يهودي الهجرة إلى إسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية، بغض النظر عن بلد المنشأ.

ووفقًا لإحصاءات لعام 2019 نقلتها صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، يعيش في إسرائيل حوالي مليون شخص من أصل مغربي، وهم يشكلون ثاني أكبر مجموعة من اليهود المهاجرين في الدولة العبرية.

وفي الصدد، أفادت موقع “هسبريس” المغربي، أن عددا من النشطاء في المغرب يعتزمون جمع عشرين ألف توقيع من أجل تقديم التماس إلى مجلس النواب بشأن منح أبناء وأحفاد اليهود من أصل مغربي، الجنسية المغربية.

منح الجنسية إلى أبناء وأحفاد اليهود المغاربة
منح الجنسية إلى أبناء وأحفاد اليهود المغاربة

وأوضح الموقع أنه جرى إطلاق هذا الالتماس عبر البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة، ووضع نسخة منه لدى رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي. مشيرا أنه في حال جرى جمع التواقيع المطلوبة سوف تجري دراسة الطلب في البرلمان والبت فيه خلال مدة أقصاها شهرين.

ونقل هسبريس عن الحسين بنمسعود، وكيل الالتماس، تأكيده إن المبادرة تسعى إلى “الحفاظ على الرابطة بين اليهود من أصل مغربي وأمير المؤمنين ووطن آبائهم وأجدادهم من خلال إعادة الجنسية المغربية للأجيال التي فقدتها”.

وكشف ذات المتحدث أنه بعد “بعد مغادرة الآباء والأجداد، لم يتمكن الأبناء والأحفاد من الحفاظ على الجنسية المغربية، إما بسبب بعدهم الجغرافي أو للظروف السياسية أو الأمنية أو القانونية في بلد إقامتهم”.

ولفت بنمسعود إلى أن “الاقتراح التشريعي يجد أساسه الدستوري في الفقرة الثانية من تصدير (مقدمة) الدستور، بالإضافة الفصلين 14 و71 منه”.

كيف ستمنح المغرب جنسيتها لليهود المغاربة في إسرائيل؟

تنص المطالب الحقوقية، في الالتماس المذكور، على منح الجنسية المغربية لجميع اليهود المغاربة الذين سبق لهم أن تنازلوا عنها، ولجميع أولادهم وأحفادهم، على أن تتلقى المصالح الخارجية لوزارة الداخلية طلبات في هذا الصدد من المعنيين بالأمر داخل المغرب، ولدى المصالح القنصلية بالنسبة للمقيمين خارج البلاد.

وفي هذا السياق، دعا النشاطون إلى أن تنظر المحاكم الابتدائية في طلبات الحصول على الجنسية حسب آخر موطن للأب أو الجد، وأن تكون القرارات الصادرة عنها في هذا الشأن قابلة للطعن أمام محاكم أعلى درجة وأمام اللجنة الوزارية المقترح إحداثها لتتبع وتدبير طلبات الحصول على الجنسية.

بالإضافة لما سبق، اقترحت المبادرة أن تعمل الدولة على توفير مختلف التسهيلات والإمكانيات والموارد لإدماج أبناء وأحفاد اليهود المغاربة في الحياة الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية والاجتماعية.

احتجاجات في المغرب تزامنا مع زيارة رئيس الكنيست الإسرائيلي

تزامناً مع زيارة أوحانا إلى المغرب، نظم نشطاء مغاربة، مساء الأربعاء، تظاهرة بالرباط احتجاجاً على وصوله، ورفعوا شعارات مناهضة لزيارته ولتطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي.

ورفع المتظاهرون، وهم نشطاء في منظمات المجتمع المدني وحقوقيون، شعارات مثل “لا تطبيع مع المحتل، المقاومة هي الحل”، و”من الرباط وفلسطين شعب واحد مش شعبين”، و”المغرب أرض حرة، أوحانا يطلع برا”.

كما أحرقوا العلم الإسرائيلي مرددين شعار: “سحقا سحقا بالأقدام للصهيون والأميركان”.

اليهود المغاربة والخيط الرفيع بين إسرائيل والمملكة

منذ تأسيس الاحتلال الإسرائيلي دولته المزعومة على الأراضي الفلسطينية عام 1948، هاجرت مئات العائلات اليهودية المغربية إلى الكيان الجديد، وعلى مدى عقود لاحقة، لعب السياسيون الإسرائيليون من أصول مغربية أدوارًا مهمة في المشهد السياسي الإسرائيلي.

وكمثال على ذلك، ضمت الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة نفتالي بينيت، زعيم حزب يمينا، أربعة وزراء من أصل مغربي ، في حين ضمت حكومة بنيامين نتنياهو السابقة عشرة وزراء من أصل مغربي.

يعيش في إسرائيل اليوم، ما يقرب من مليون يهودي إسرائيلي مغاربة أو من أصل مغربي ، مما يجعلهم ثاني أكبر جالية في البلاد ، وفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

ومنذ تطبيع العلاقات مع الرباط في عام 2020، لعب السياسيون الإسرائيليون من أصول مغربية دورًا رئيسيًا في المشهد الدبلوماسي العام للشراكة بين الرباط وتل أبيب، معتمدين بشكل كبير على الأصول التراثية اليهودية المغربية وطلاقتهم في اللهجة الدارجة المغربية.

لاحقاً، وبعد توقيع اتفاق التطبيع في 22 ديسمبر 2020، صعد مئير بن شبات مستشار الأمن القومي لإسرائيل إلى المنصة وتحدث باللهجة المغربية قائلاً: “إخواننا المغاربة عليكم السلام، وزاد الله عليكم خيركم”.

رئيس الوفد الإسرائيلي
رئيس الوفد الإسرائيلي

وأنهى بن شبات، الذي ينحدر من أصول مغربية، حديثه بـ “الله يبارك في عمر سيدي”، وهي تحية مغربية يستخدمها المغاربة للتعبير عن امتنانهم لملكهم، محمد السادس.

في المغرب، كانت “الملاّح”، وهي الأحياء اليهودية في المدن المغربية العتيقة (فاس على سبيل المثال)، ذات يوم القلب النابض لمجتمع يهودي كبير يبلغ تعداده أكثر من 250.000، لكنها اليوم (أي أحياء الملاح) لاتضمّ سوى حوالي 3000 يهودي مغربي مازالو يعيشون في وطنهم الأم، المغرب.

اللافت في كل ماسبق ذكره، أن العديد من اليهود المغاربة، الذين اختاروا البقاء في المغرب، يرفضون الارتباط بالدعاية الدينية الإسرائيلية معتبرين أن مملكة شمال إفريقيا وطنهم الوحيد، كما أنهم يرفضون دولة الاحتلال الإسرائيلي جملة وتفصيلا ويعتبرونها كيانا غاصبا لأراضٍ ليست ملكه.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.