خطة إسرائيلية تحدد مصير المسجد الأقصى وتثير رعب الفلسطينيين.. ما فحواها؟

وطن – طرح عضو في الكنيست الإسرائيلي من حزب الليكود، خطة لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين اليهود، ما يثير مخاوف كبيرة لدى الفلسطينيين الذين لديهم مخاوف منذ فترة طويلة من تقسيم الموقع المقدس.

وأوجز أميت هاليفي في مقابلة مع صحيفة Zeman Israel الناطقة باللغة العبرية ، خطة من شأنها تقسيم المجمع الذي تبلغ مساحته 37 فدانًا ، وترك المسلمين في الطرف الجنوبي الذي يحتوي على المسجد الأقصى، بينما يترك الباقي لليهود، بما في ذلك المنطقة التي تقع فيها قبة الصخرة، كما اقترح هاليفي إزالة سلطة الأردن وسيطرته على الأقصى.

العائلة المالكة الهاشمية في الأردن هي أوصياء على كل من الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس ، بما في ذلك الأقصى ، ويعود تاريخها إلى اتفاق أبرم خلال الانتداب البريطاني على فلسطين.

وقال المشرّع الإسرائيلي: “إذا صلوا هناك ، فهذا لا يجعل الحرم القدسي بأكمله مكانًا مقدسًا للمسلمين”، واستخدم المصطلح اليهودي “جبل الهيكل” للإشارة إلى الأقصى.

ويقع مجمع المسجد الأقصى ، على هضبة مرتفعة يشير إليها اليهود باسم جبل الهيكل. تم حظر الصلاة اليهودية في باحات المسجد لعدة قرون ، بما في ذلك من قبل الحكومات الإسرائيلية المتوالية ، وهي مثيرة للجدل إلى حد كبير بين المسلمين واليهود المتدينين على حد سواء.

المسجد هو ثالث أقدس موقع في الإسلام ويوقره المسلمون على مستوى العالم وأصبح رمزًا للثقافة والوجود الفلسطيني، وفق التقرير.

وأضاف المشرّع: “سنأخذ الطرف الشمالي ونصلي هناك. الجبل كله مقدس بالنسبة لنا ، وقبة الصخرة هي المكان الذي قام عليه الهيكل. يجب أن تكون هذه هي خطتنا. إسرائيل تقود. ستكون تاريخية ، بيان ديني ووطني “.

ويسعى هاليفي أيضًا إلى تغيير إجراءات الوصول لليهود الذين يزورون الأقصى ، مطالبًا بالسماح لليهود بدخول المجمع عبر جميع البوابات الأخرى ، وليس فقط عبر البوابة الجنوبية الغربية للمغرب (باب المغاربة) ، البوابة الوحيدة للخروج من المسجد الأقصى. نقاط الدخول الخمسة عشر للمسجد الخاضعة للسيطرة الكاملة للسلطات الإسرائيلية والتي لا يمكن للفلسطينيين الوصول إليها.

اقتحام غير مسبوق

في سبتمبر الماضي ، اقتحم متشددون إسرائيليون الأقصى المبارك عبر باب الأسود (باب الأسباط) ، وهي المرة الأولى التي يدخل فيها المستوطنون باحات المسجد من البوابة منذ احتلال إسرائيل للقدس الشرقية عام 1967.

ويشعر الكثير من الفلسطينيين بالقلق من أن السماح للمستوطنين بالدخول عبر بوابات مختلفة يشير إلى تحرك نحو توسيع السيطرة الإسرائيلية على المسجد وتغيير الوضع الراهن.

وقال المشرّع: “هذا هو مكان الهيكل الأول ومكان الهيكل الثاني الذي بناه مهاجرون بابليون. لا يحتاج أحد لفحص الحجارة ليعرف أنها ملكنا.. توجد مساجد في جنوب الجبل ونحن نحترم ذلك. صلوا هناك وقدموا لنا نصيبنا”.

التوغلات الاسرائيلية في الأقصى

وقد قوبلت الخطة المقترحة بالغضب والرفض من قبل الفلسطينيين الذين قالوا إنها “ستجر المنطقة إلى أتون حرب دينية”.

وقالت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنيسة في فلسطين في بيان، إنه يجب “إيقاف الخطة ومواجهتها”.

ولطالما كان الفلسطينيون يخشون أن يتم وضع الأساس لتقسيم المجمع بين اليهود والمسلمين ، تمامًا مثل الحرم الإبراهيمي في الخليل الذي تم تقسيمه في التسعينيات.

وشهدت السنوات الأخيرة زيادة في عدد التوغلات الإسرائيلية في الأقصى. وانضم العشرات إلى التوغلات ، حيث ارتفع العدد إلى المئات في الأعياد اليهودية ، مثل عيد الفصح ، والبوريم ، ويوم القدس ، وغيرها. على سبيل المثال ، في يوم القدس في عام 2018 ، داهم أكثر من 1600 مستوطن المسجد.

في عام 2009 دخل 5658 مستوطنًا المسجد في مثل هذه التوغلات. في عام 2019 ، قبل جائحة كوفيد -19 مباشرة ، ارتفع العدد إلى 30 ألفًا ، وفقًا لبعض التقديرات.

ويقول الفلسطينيون إن عمليات التوغل هي محاولة من قبل القوميين المتطرفين للمطالبة بالملكية الدينية للمكان المقدس وإزالة الثقافة والدين الفلسطيني من الأقصى.

ولوقف عمليات التوغل ، نظم الفلسطينيون منذ فترة طويلة اعتصامات دينية حيث يتجمع المصلون في المسجد لساعات طويلة وحتى لأيام.