الرئيسية » حياتنا » “لون وحيد” يغيب عن جميع أعلام دول العالم.. والسبب غريب ومدهش!

“لون وحيد” يغيب عن جميع أعلام دول العالم.. والسبب غريب ومدهش!

وطن- تعدّ الأعلام من أهم ما يميز البلدان، وتعكس ثقافة الدولة بتصميمها وألوانها التي تحمل دلالات معينة. ولكن ما يثير الانتباه أن “اللون الأرجواني” لم يدخل في أيٍّ من هذه الأعلام ولم تستخدم أي دولة سواء في الشرق أو الغرب هذا اللون في أعلامها، في ظاهرة تدفع إلى التساؤل والفضول.

هناك مجموعة متنوعة من الأنماط والتصاميم الفريدة التي نراها عندما يتعلق الأمر بالأعلام الوطنية لبلداننا. استخدم بعضهم الألوان الزاهية مثل البرتقالي والأصفر، بينما وضع بعضهم الآخر النجوم والتنين في ألوانهم.

علم سريلانكا
علم سريلانكا
علم فنزويلا
علم فنزويلا

الأرجواني رمز البذخ

وأشار موقع “edtimes” في تقرير له كتبته “سنيها باروا”، إلى أن هناك نظريات عدة حول سبب ذلك. أحدهما هو أن اللون الأرجواني كان مرتبطًا بشكل أساسي بالملكية.

وبينما كان العالم يتجه نحو الجمهوريات، لم يكن من المناسب أن تضع الدول اللون الأرجواني في أعلامها الوطنية.

وأضاف التقرير أن النسيج الأرجواني كان باهظ الثمن فيما مضى من القرون، ولم تكن البلدان قادرة على تحمّل مثل هذا الإسراف في ذلك الوقت، وخصوصاً في القرنين السادس عشر والسابع عشر، لدرجة أن أصحاب الثراء الفاحش فقط هم من يستطيعون استخدام هذا اللون. ومن ثم، كان يُنظر إليه على أنه رمز البذخ.

وأضاف التقرير أن الملكة فيكتوريا الأولى، في قوانين سومبتوري التي وضعت قواعد للتحكم في إنفاق شعبها، حرمت حرفيًا أي شخص من ارتداء اللون الأرجواني واقتصاره على الأفراد المُنتمين للعائلات الملكية والنبيلة.

الملكة فيكتوريا
الملكة فيكتوريا الأولى ترتدي فستاناً باللون الأرجواني

وكان هذا اللون يرمز للثروة الفاحشة. وذلك لأن الرطل الواحد من صبغة الأرجوان كان يُباع قديماً بسعر يبلغ ثلاثة أضعاف رطل الذهب تقريباً، أو ما يُعادل مبلغ 65 ألف دولار بقيمة الأموال اليوم.

مدينة صور الفينيقية

وتعود أصول الصبغة الأرجوانية إلى مدينة صور الفينيقية القديمة (الواقعة في لبنان حاليًا) على ساحل البحر الأبيض المتوسط. واعتاد سكان صور على إنتاج صبغة أرجوانية من حلزون البحر المعروف باسم صبغة الموركس الشوكية الأصلية في تلك المنطقة.

حلزون البحر
تنتج الصبغة الأرجوانية من حلزون البحر المعروف باسم صبغة الموركس الشوكية الأصلية

وكان الصيادون يتحمّلون مشاقّ صيد الحلزون النادر كريه الرائحة، واستخراج مادة “الأرجوان” في سبيل بيعه مقابل ثروة كبيرة، تفرز هذه الحلزونات رائحة كريهة لإبعاد عدوها عنها.

وأقام الفينيقيون مصانع لهذه المادة النادرة، تمتد على الساحل بأسره، خاصة في صور وصيدا.

وكانوا يقومون بالبحث عن القواقع البحرية على شواطئ البحر، وفتح أصدافها واستخراج المخاط اللزج من غددها، حيث يعرض بعدها لأشعة الشمس.

وعند تعريضه لأشعة الشمس، يتحوّل المخاط إلى اللون الأبيض، ثم الأصفر والأخضر، ثم الأحمر، وفي النهاية يتم الحصول على لون أرجواني عميق ونابض بالحياة. وعُرفت هذه الصبغة الأرجوانية باسم Tyrian Purple.

ومع ذلك كانت العملية تستغرق وقتًا طويلاً وتتطلب جهدًا كثيفًا. علاوة على ذلك، كان يلزم ما يقرب من آلاف الحلزونات لإنتاج جرام واحد فقط من الصبغة، وهو ما يفسّر بوضوح سبب كونها أغلى من وزنها بالذهب.

إنتاج الصبغة الأرجوانية

ولكن كيف ولماذا أصبح اللون الأرجواني رائجًا الآن.. تجيب كاتبة التقرير أنّ الفضل في ذلك يعود إلى الكيميائي الإنجليزي ويليام هنري بيركين، الذي اخترع عن طريق الخطأ في عام 1856 الطريقة الاصطناعية لإنتاج الصبغة الأرجوانية، عندما كان يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا فقط كطالب كيمياء!

ويليام هنري
الكيميائي الإنجليزي ويليام هنري بيركين اخترع عن طريق الخطأ اللون الأرجواني

وكان يحاول في الواقع صنع الكينين الاصطناعي المستخدم في علاج الملاريا، ولكن بدلاً من ذلك انتهى به الأمر إلى صنع اللون الأرجواني.

وأردف التقرير أن بيركين حصل على براءة اختراع عن هذه الطريقة الاصطناعية في صنع الأصباغ الأرجوانية، وبنى مصنعًا وبدأ في إنتاج أطنان من اللون الملكي مما جعله متاحًا للجمهور غير الثري أيضًا.

جرة من اللون الأرجواني
جرة من اللون الأرجواني

ولكن ورغم أن اللون الأرجواني أصبح شائعًا بعد القرن العشرين، كان قد تم بالفعل تصميم جميع الأعلام الوطنية من قبل الدول ولم يتم تغييرها منذ ذلك الحين، ولم يتم إضافة اللون الملكي إليها باستثناء دولة واحدة فقط هي دومينيكا التي تم اعتماد علمها الحديث في عام 1978، وعليها تلميح من اللون الأرجواني.

أيضاً، علم دولة (نيكاراغوا) الذي اعتمد في سنة 1971 يتضمن قوساً من الألوان المتعددة مع شريط بنفسجي واضح.

علم دولة دومينيكا
علم دولة دومينيكا يحتوي بعضاً من اللون الأرجواني

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.