قراصنة يخترقون موقع الرئاسة الإيرانية وينشرون وثائق شديدة الخطورة (شاهد)

وطن- اخترقت مجموعة قراصنة “ثورة حتى إسقاط النظام” المقرّبة من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، مؤسسة الرئاسة الإيرانية على الإنترنت، وتمكّنت من الوصول إلى معلومات في 120 خادمًا.

ونشرت مجموعة القرصنة معلومات “سرية”، و”سرية للغاية”، عن الشبكة الداخلية لمؤسسة الرئاسة الإيرانية، بما في ذلك مكان العمل والراحة، ومسبح الرئيس، ورسالة إبراهيم رئيسي إلى علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني حول احتجاجات الأشهر الأخيرة.

وتمكّنت المجموعة من الوصول إلى “عشرات الآلاف من الوثائق السرية”، لكنها لم تصدر حتى الآن سوى جزء صغير منها. لا يزال عدد الوثائق المنشورة كبيرًا لدرجة أن تحليلها سيستغرق أيامًا إن لم يكن أسابيع.

وزعمت المجموعة أن وصولها إلى الأنظمة الداخلية لمكتب الرئيس كان غير مقيد لدرجة أنهم أرسلوا رسائل بريد إلكتروني إلى قائمة عناوين المستلمين في المكتب مع صور لقادة منظمة مجاهدي خلق وصور المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس رئيسي باللون الأحمر. فوقهم بالإضافة إلى شعارات “الموت لخامنئي” و”حائل للرجوي”، الزعيم الحالي للجماعة المعارضة.

وردّ مكتب الرئيس على الفور، ونفى أن يكون الموقع الرسمي للرئيس معطلاً بسبب أي هجوم. ومع ذلك، لا يمكن للنظام أن يحسم الأمر بهذا السيناريو اعتماداً على الناحية الفنية لأن المجموعة لم تدّعِ اختراق واجهة الموقع؛ ولكن الخوادم الداخلية.

رسالة سرية للمرشد

وجاء ضمن المعلومات الهامة التي سربتها المجموعة بعد قرصنتها لموقع الرئاسة الإيراني، رسالة “سرية” من نائب الرئيس الإيراني، إلى المرشد علي خامنئي.

رسالة سرية للمرشد
رسالة سرية للمرشد

ومن بين الوثائق التي تمّ الإفراج عنها، مراسلات بين مكتب الرئيس ومكتب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني برئاسة علي شمخاني، مما يؤكد شائعات عن إجبار رئيس جهاز الأمن في النظام على التنحي بعد أن قال الرئيس إنه تعرّض للإجهاد، وأنه فشل في فعل ما يكفي لقمع أعمال الشغب، رغم التسبب في مقتل 750 مدنياً واعتقال 30 ألفاً آخرين، وفق موقع إيران إنترناشيونال.

وفي الرسالة الموجّهة إلى شمخاني، انتقد رئيس أركان الرئاسة غلام حسين إسماعيلي، رئيس الأمن لعدم وجود نظرة ثاقبة لموجة الاحتجاجات التي اجتاحت إيران بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في الحجز.

وبلهجة متعالية، انتقد إسماعيلي مكتب شمخاني بسبب “التناقضات والقصور وعيوب أنظمة المخابرات في البلاد”.

كما أن هناك العديد من الوثائق الأخرى التي أظهرت كيف يحاول مكتب الرئيس إبقاء الحكومة واقفة على قدميها في مواجهة نوبات التجمعات المستمرة دون أي إستراتيجية وتكتيك عمليين، والعديد من هذه الوثائق تتعلق بجلسات عقدت لإيجاد طرق لقمع الاحتجاجات داخل الجامعات الإيرانية.

رسالة "سرية" من نائب الرئيس الإيراني، إلى المرشد علي خامنئي
رسالة “سرية” من نائب الرئيس الإيراني، إلى المرشد علي خامنئي

ويقدم عدد كبير من الوثائق المسربة أدلة على الاستغلال المالي للإدارة بالتعاون مع منظمات مختلفة. أحد الأمثلة على ذلك هو خطاب يوضح أن القوات المسلحة للبلاد باعت 400 مليون يورو للبنك المركزي، بينما تُظهر وثيقة أخرى أن القوات المسلحة تبيع أيضًا العملات الأجنبية المكتسبة من تصدير النفط في السوق السوداء.

في الرسالة الموجهة إلى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، قال رئيس البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، إن القوات المسلحة يجب أن توفر العملة التي تم الحصول عليها من بيع النفط للبنك المركزي.

في مارس الماضي، وافق البرلمان الإيراني على قانون يسمح بموجبه لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بتصدير ما قيمته ثلاثة مليارات يورو من النفط الخام والمنتجات النفطية عبر مصافٍ خاصة صغيرة.

وتمّ الكشف عن عمليات المراقبة الوحشية المستمرة في وثيقة أخرى طلب فيها القائد العام للحرس الثوري من نائب الرئيس محمد مخبر توفير الموارد المالية لتجديد كاميرات المراقبة في محطات مترو الأنفاق بالعاصمة لاستخدامها في “قم” بسحق الاحتجاجات.

في الرسالة، قال حسين سلامي إن كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة ونظام مراقبة مترو الأنفاق في طهران قديمة، مما أدى إلى محدودية وظيفتها في قمع الاحتجاجات الشعبية.

ويقال إن المبلغ المطلوب للكاميرات الجديدة يزيد عن 32000 دولار لكل محطة. يوجد في طهران نحو 150 محطة مترو أنفاق، مما يعني إنفاق ما يقرب من 5 ملايين دولار نحو دولة أمنية.

ديون سوريا

وكشفت الرسالة، أن ديون سوريا غير العسكرية والأمنية لإيران بلغت نحو 12 مليار دولار حتى عام 2020، وتحدثت الرسالة عن آليات استرجاع هذه الأموال من سوريا على مراحل.

وحوت الوثائق على أسرار تخصّ الوضع الداخلي، حيث كشفت المعلومات عن تحركات المؤسسات الأمنية ومراكز الحرس الثوري للسيطرة على الاحتجاجات، وعن اجتماعات قادة فيلق “ثار الله” الإيراني، مع جميع رؤساء الأمن والاستخبارات، لقمع الانتفاضة في الجامعات.

العلاقات مع أذربيجان

وجاء في إحدى الوثائق التي نشرتها جماعة القرصنة “ثورة حتى إسقاط النظام”، رسالة وزارة الاستخبارات حول العلاقات بين إيران وأذربيجان.

وفي إحدى هذه الرسائل، جاء أن الشرطة بعد الهجوم الأخير على سفارة باكو في طهران وصلت إلى مبنى السفارة متأخرة 20 دقيقة.

ووفقاً لهذه الوثيقة، فإن وزارة الاستخبارات الإيرانية اقترحت إثارة حساسية روسيا ضد الوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي في جمهورية أذربيجان، بحسب موقع “إيران إنترناشيونال”.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث