الرئيسية » الهدهد » انسحاب أمير قطر.. لماذا تصر الدوحة على مقاطعة النظام السوري رغم قطار التطبيع السريع؟

انسحاب أمير قطر.. لماذا تصر الدوحة على مقاطعة النظام السوري رغم قطار التطبيع السريع؟

وطن- مع انعقاد القمة العربية في مدينة جدة السعودية، أثيرت ضجة كبيرة بعد مشاركة رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد استعادة سوريا عضويتها، كما تردّدت أنباء عن أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد انسحب من القاعة قبل أن يُلقي بشار الأسد كلمته.

يُشار إلى أنّ قطر كانت معارضة لعودة عضوية سوريا للجامعة العربية لا سيما وأن الأسباب التي دفعت لتعليق عضويتها لا تزال قائمة، في حين أكدت الدوحة في الوقت أنها ملتزمة بالإجماع العربي، في إشارة إلى احترامها لقرار إعادة عضوية سوريا.

وبالتزامن مع انعقاد القمة العربية، لفتت مشاركة بشار الأسد الأنظار بقوة، وتردد نبأ على كثير من وسائل الإعلام يتحدث عن انسحاب أمير قطر من القاعة وقت إلقاء بشار الأسد كلمته، وهو ما أثار جدلاً على مدار الفترات الماضية بين مؤيد للدوحة ومعارض لها.

موقع المونيتور نشر تقريراً في هذا الصدد، قال فيه إن القادة العرب اجتمعوا في مدينة جدة السعودية يوم الجمعة لحضور القمة العربية السنوية، ورحّب كثير منهم بمشاركة سوريا، التي استؤنفت لأول مرة منذ عقد، لكن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشكل ملحوظ لم يحضر خطاب الرئيس السوري بشار الأسد وغادر القمة سابقًا احتجاجًا على إعادة عضوية سوريا.

وصل الشيخ تميم إلى جدة صباح الجمعة، بعد يوم من وصول الزعيم السوري. وخاطب الأسد القمة في قرابة الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي بحضور قادة المملكة العربية السعودية والأردن والعراق ودولة فلسطين ودول أعضاء أخرى.

ومع ذلك، في الوقت الذي بدأ فيه الأسد خطابه تقريبًا، ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن أمير قطر غادر جدة.

كانت قطر من أشد المنتقدين لنظام الأسد منذ بدء الصراع في عام 2011. وقد قدمت الدولة الخليجية دعمها للمعارضة السورية، ودعت إلى الإطاحة بالأسد من جامعة الدول العربية في عام 2011، وعارضت إعادة عضوية سوريا للجامعة.

تحافظ الدوحة على مقاطعة دبلوماسية لدمشق حتى في الوقت الذي تحاول فيه الدول العربية وتركيا تطبيع العلاقات مع الأسد، في حين اتهم الأسد قطر بدعم الجماعات المسلحة في سوريا.

وقال الأسد في خطابه في القمة، إنه يأمل في زيادة التعاون بين الدول العربية “بأقل قدر من التدخل الأجنبي”، وأضاف: “آمل أن تشكل (القمة) بداية مرحلة جديدة من العمل العربي للتضامن بيننا، من أجل السلام في منطقتنا، من أجل التنمية والازدهار مقابل تدمير الحرب”.

وامتنع الأسد عن انتقاد الحكومات العربية، لكنه انتقد إسرائيل وتركيا، مشيرًا إلى جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وخطر العقلية التوسعية العثمانية.

كما بدأت تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، العمل على إصلاح علاقاتها المتوترة مع الحكومة السورية. وتدعم تركيا الجماعات المتمردة السورية التي تسيطر على أجزاء من شمال سوريا، الأمر الذي يثير استياء الأسد.

ورحّب العديد من القادة العرب الآخرين بعودة سوريا والأسد إلى جامعة الدول العربية في خطاباتهم. وأشاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي ترأّس القمة، بالأسد على وجه التحديد لحضوره.

وقال الأمير محمد: “نحن سعداء اليوم بحضور الرئيس بشار الأسد هذه القمة وإصدار قرار الجامعة العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات جامعة الدول العربية”.

وأضاف: “نأمل أن يدعم ذلك استقرار سوريا وعودة الأمور إلى طبيعتها واستئناف دورها المعتاد في الأمة العربية”.

وقطعت المملكة العربية السعودية العلاقات مع سوريا في عام 2012 واستأنفتها رسميًا قبل وقت قصير من القمة بعد زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل لدمشق والاجتماع مع الأسد في أبريل/نيسان.

كما استأنفت المملكة العربية السعودية العلاقات مع عدوها القديم إيران في مارس/آذار، وتتبنى المزيد من السياسة الخارجية الدبلوماسية، في محاولة لإنهاء الحرب في اليمن واستعادة القوة الناعمة الإقليمية للرياض.

كما أشاد العاهل الأردني الملك عبد الله بانضمام سوريا إلى جامعة الدول العربية. وقال: “نرحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية كخطوة مهمة نأمل أن تساهم في الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة”.

لم يقطع الأردن العلاقات مع سوريا رسميًا، لكنه دعم الجماعات المتمردة في الجنوب في وقت مبكر من الحرب الأهلية. في عام 2021، تحدث الأسد وعبد الله عبر الهاتف لأول مرة منذ عقد. في الآونة الأخيرة، استضاف الأردن قمة في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

ويسعى الأردن لزيادة التجارة مع سوريا التي لا تزال خاضعة للعقوبات الأمريكية والأوروبية. ويريد كلٌّ من الأردن والسعودية كبح جماح تدفق المخدرات من سوريا إلى الأردن.

كما رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمشاركة سوريا، قائلاً إنها تمثّل تفعيلاً عملياً لدور عربي في إيجاد حل للأزمة السورية.

المثير للدهشة، أن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي جاء إلى المملكة العربية السعودية لحضور القمة في محاولة لتحسين العلاقات. شكر زيلينسكي الدول العربية على دعمها لأوكرانيا على المستوى الدولي، لكنه اتهم أيضًا دولًا إقليمية غير محددة بـ”غضّ الطرف” عن الغزو الروسي.

وسوريا هي تجمع قوي لروسيا ودعمت علناً ​​غزو العام الماضي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.