الرئيسية » الهدهد » وسط صمت رسمي في أبو ظبي.. هل يؤكد غياب محمد بن زايد عن قمة جدة الصراع الإماراتي السعودي؟

وسط صمت رسمي في أبو ظبي.. هل يؤكد غياب محمد بن زايد عن قمة جدة الصراع الإماراتي السعودي؟

وطن- بدأت اليوم الجمعة في مدينة جدة السعودية أعمال القمة العربية الثانية والثلاثين بمشاركة عدد من قادة وزعماء الدول العربية، وسط توقعات بإصدار “إعلان جدة” يتضمن مواقف موحدة حول القضايا الإقليمية والدولية.
ورغم ما شهدته هذه القمة من تطورات غير مسبوقة، وأبرزها عودة سوريا إلى المشاركة في أنشطة الجامعة العربية بعد تعليق عضويتها في عام 2011، حيث حضر الرئيس بشار الأسد لأول مرة منذ 13 عاماً.
إلا أن هذه القمة، شهدت غياب قادة بارزين وخاصة من حلفاء المملكة، وأهمهم حاكم الإمارات محمد بن زايد الذي أثار تغيّبه تساؤلات كثيرة حول الأسباب وراءها وما إذا كان الخلاف بينه والسعودية قد بلغ مرحلة “اللاعودة”.

غياب محمد بن زايد عن قمة جدة السعودية

أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية أن منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة سيترأس وفد الدولة إلى أعمال القمة العربية العادية في دورتها الثانية والثلاثين في المملكة.

ورغم أن غياب رأس الدولة في الإمارات عن القمة ليس هو الوحيد من نوعه، في ظل غياب زعماء وقادة عرب آخرين مثل سلطان عمان وملك المغرب والرئيس الجزائري، إلا أنّ ضعف الوفد الإماراتي الذي توجّه إلى جدة وقد اقتصر على كلٍّ من علي بن حماد الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني ووزيري الاقتصاد والتعليم ووزيري دولة، هو الذي زاد من الشكوك حول تصاعد الخلافات بين الرياض وأبو ظبي.

ماذا وراء غياب محمد بن زايد عن قمة؟

عزت مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الألمانية، غياب حاكم الإمارات محمد بن زايد إلى وجوده خارج بلاده في جولة أوروبية رسمية مقررة سابقاً.

ولم تستبعد مصادر أخرى أن يكون سبب تغيّبه خلاف سعودي-إماراتي حول سبل إنهاء الحرب في اليمن ومحاولات أبو ظبي دعم التوجه نحو تقسيم اليمن إلى دولتين شمالية وجنوبية على غرار الوضع السابق في تسعينيات القرن الماضي.

إلى ذلك تجدر الإشارة أن غياب محمد بن زايد عن حدث بهذا المستوى في السعودية، ليس إلا خطوة ضمن سلسلة من الخطورات الديبلوماسية “الصامتة” التي تنتهجها الإمارات ضد السعودية منذ سنوات كما يقول تقرير لموقع “إمارات ليكس”.

محمد بن زايد يؤكد أزمة علاقاته مع السعودية بالتغيب عن القمة العربية

حيث أشار الموقع إلى أنه في مطلع العام الجاري، كشف له مصدر دبلوماسي خليجي عن تنامي المؤشرات على توتر العلاقات بين محمد بن زايد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ونقل الموقع عن المصدر في حينه قولَه، إن محمد بن سلمان رفض دعوة رسمية من محمد بن زايد لحضور اللقاء التشاوري العربي الذي عقد هذا الأسبوع في أبو ظبي.

وذكر المصدر أن ولي العهد السعودي تجاهل الدعوة الإماراتية ولم يردّ عليها وفق الأعراف الدبلوماسية المعمول بها، فضلاً عن أنه رفض إيفاد أي ممثل للمملكة إلى اللقاء.

واستضاف محمد بن زايد لقاءً “تشاورياً” مع كل من قادة قطر وسلطنة عُمان والبحرين والأردن ومصر وسط تغيب بارز للسعودية.
وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام”، إن اللقاء انعقد تحت عنوان “الازدهار والاستقرار في المنطقة”، ويستهدف “ترسيخ التعاون وتعميقه بين دولهم الشقيقة في جميع المجالات”.

وجاء رفض محمد بن سلمان حضور لقاء أبو ظبي رغم الحرص الإماراتي على ذلك، بعد أكثر من شهر على تغيب محمد بن زايد عن القمتين العربية والخليجية مع الصين.
وكان محمد بن زايد اكتفى بإيفاد حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، كممثل عنه في “قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية”، و”قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية” في الرياض.

خلافات بارزة بين النظام السعودي والنظام الإماراتي منذ سنوات

منذ بداية الربيع العربي في عام 2011، كانت السعودية والإمارات حليفينِ مقربينِ في دعم الأنظمة القمعية ومواجهة التحديات الإقليمية وعلى رأسها إيران. لكن في السنوات الأخيرة، بدأت بوادر التنافس والخلاف تظهر بين البلدين في عدة ملفات سياسية واقتصادية وإستراتيجية.

فعلى المستوى الاقتصادي، تسعى كل من السعودية والإمارات إلى تحويل اقتصادها من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع ومستدام. لكن هذه المساعي تصطدم بالتحديات التي تواجهها كل دولة على حدة، فالسعودية تواجه صعوبات في تحقيق رؤية 2030 التي أطلقها محمد بن سلمان، بسبب نقص الموارد المالية والبشرية والفساد والبطالة وغيرها من المشكلات.

أما الإمارات، فتواجه منافسة شديدة من قبل دول أخرى في المنطقة، خصوصاً في مجال جذب المستثمرين والسائحين والأحداث الدولية. وفي هذا الإطار، برز خلاف أوبك+ (منتصف العام الماضي) حول سياسة إنتاج النفط، حيث طالبت الإمارات بزيادة حصتها من الإنتاج للاستفادة من ارتفاع أسعار الخام، في حين رفضت السعودية هذا المطلب باعتباره يضر بالأهداف المشتركة لأوبك+.

وعلى غرار المنافسة الاقتصادية، تشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات جيوسياسية كبرى في ظل الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة الأمريكية من دورها التقليدي في حفظ استقرار المنطقة، وظهور قوى إقليمية جديدة مثل إيران وتركيا وإسرائيل.

هذه التغيرات تؤثر على مصالح كل من السعودية والإمارات، فالأولى تحافظ على موقفها التقليدي كلاعب إقليمي له وزنه في المنطقة، في حين تسعى الثانية إلى تكوين تحالفات جديدة كالتطبيع مع إسرائيل والانضمام إلى حزام آسيا المركزية.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “وسط صمت رسمي في أبو ظبي.. هل يؤكد غياب محمد بن زايد عن قمة جدة الصراع الإماراتي السعودي؟”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.