الرئيسية » الهدهد » الحروب لا تُخاض على أجساد النساء.. اغتصاب سودانيات وشهادات صادمة

الحروب لا تُخاض على أجساد النساء.. اغتصاب سودانيات وشهادات صادمة

وطن- في واحدة من نتائج الحرب الكارثية التي تشهدها السودان هذه الأيام، أفادت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان، أنها استقبلت خمس حالات تطلب المساندة إثر تعرضها لاعتداءات جنسية في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم.

ويشهد السودان أعمال عُنف واقتتالاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ 15 أبريل الفائت، ما أودى بحياة أكثر من 800 شخص من المدنيين فقط، وفقاً لتقارير دورية تصدرها منظمة الصحة العالمية.

وأفادت اللجنة التمهيدية لنقبة أطباء السودان في بيان لها عبر حسابها بتويتر نقلاً عن الوحدة، بأن حالتين من هذه الحالات الخمس، كشفتا أن الجناة كانوا عناصر تتبع لقوات الدعم السريع، فيما لم تحدد الحالات الأخرى هوية الجناة.

وتابع البيان: “كما علمنا من مصادرنا الطبية أن هناك 3 حالات اعتداء أخرى، تم تشخيصها بأنها اغتصاب وتم تقديم العلاج الفوري اللازم”.

ومن جانبها، قالت مديرة “وحدة مُكافحة العُنف ضد المرأة” سليمي إسحق لموقع “سودان تربيون“، إن “هناك تأكيداً لخمس حالات اغتصاب لفتيات: اثنتين منهن في الخرطوم بحري، وثلاث في ضاحية الديم في الخرطوم ارتكبت بواسطة عناصر تتبع لقوات الدّعم السريع”.

حوادث اغتصاب واعتداءات جنسية في السودان

وكشفت عن تعرض عشرات النسوة لانتهاكات جسيمة بالتزامن مع الحرب الدائرة الآن من بينها القتل بالرصاص الطائش، وتعرض بعضهن للنهب والسرقة والتهجير القسري من منازلهم.

وتوقعت “اسحق” وجود حالات أكثر للاغتصاب والعنف الجنسي، لكن يصعب التحقق منها بسبب صعوبات الاتصال وانعدام المسارات الآمنة للضحايا.
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
وقالت “وحدة مُكافحة العُنف ضد المرأة”، وهي آلية تنسيق بين أجهزة الدولة والوكالات والمنظّمات المعنية بمكافحة العنف ضد المرأة في السودان، إن النساء السودانيات دفعن أثماناً باهظة في النزاعات المسلحة على مدى حقب مختلفة، تشريداً ونزوحاً ولجوءاً وفقداً للموارد والممتلكات، وأفدحها كان العنف الجنسي المتصل بالنزاعات في أقبح صوره.

ودعت الوحدة التابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية الفاعلين الحكوميين والشركاء كافة، إلى تنسيق أكبر في الجهود لتعزيز الدور المؤسسي للوحدة وتوفير استجابة أفضل ورصد وتوثيق الحالات. مناشدة الجميع بإسكات البنادق وإيقاف الحرب.

وفيما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا”، إن القتال المندلع بين الجيش والدعم السريع أودى بحياة 676 شخصًا، تغيب الإحصائيات بخصوص الانتهاكات الإنسانية بين الطرفين.

ارتفاع وتيرة العنف الجنسي

وتنتشر تقارير مختلفة عن ارتفاع وتيرة العنف الجنسي المتصل بالنزاع من قبل أشخاص يرتدون أزياء عسكرية، وهو أمر بالغ الحساسية والخطورة، خاصةً في ظروف تتعذر فيها تقديم المساندة المتخصصة بصورة كاملة، وتضعف آليات التبليغ والإحالة للخدمات وتوثيق حالات العنف الجنسي لطبيعة الانتهاك نفسها ولعدم وجود ممرات آمنة لإيصال الخدمات الإنسانية وتوقف كثير من المرافق الصحية عن الخدمة.

ولعل استخدام الإيذاء الجنسي ضد النساء في المعارك ليس جديداً في السودان، فقد تركزت حوادث الاغتصاب في مناطق النزاعات المسلحة خاصة في دارفور حيث اتُهمت قوات حكومية ومليشيات الجنجويد المدعومة من قبل نظام الإنقاذ.

ففي نوفمبر 2014، اتهمت “هيومن رايتس ووتش” الجيش السوداني باغتصاب ما يزيد عن مئتي امرأة في قرية تابت شمال دارفور.

وعزى التقرير إحجام الضحايا عن كشف ما حدث للتخويف والتهديد الذي انتهجته الحكومة تجاه الضحايا.

وفي يناير 2022 اتهم الأمين العام للجنة إزالة تمكين نظام الإنقاذ ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المجمدة الطيب يوسف، جهات سياسية لم يسمِّها بتعرض ابنته للعنف الجنسي عقب اختطافها لتصفية خلافات ذات طبيعة سياسية، تتعلق بعمله في اللجنة (المجمدة) المناط بها استرداد أموال الشعب السوداني من حكومة الإنقاذ التي تمّت الإطاحة بها بواسطة الثورة السودانية في إبريل 2019.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.