الرئيسية » تقارير » الغارديان تهاجم الجامعة العربية والقادة العرب بأقذر الألفاظ بسبب إعادة بشار الأسد

الغارديان تهاجم الجامعة العربية والقادة العرب بأقذر الألفاظ بسبب إعادة بشار الأسد

وطن- شنّت صحيفة “الغارديان” البريطانية هجوماً عنيفاً على الجامعة العربية والقادة العرب عقب قرارها الأخير بعودة نظام الأسد إلى “حظيرة” الجامعة رغم ما قام به من جرائم تقشعر منها الأبدان بحق السوريين.

وقالت صحيفة الغارديان، إن إعادة التأهيل المروعة لنظام بشار الأسد الذي تمت دعوته بحرارة رغم إجرامه لحضور قمة جامعة الدول العربية هذا الأسبوع في المملكة العربية السعودية، هو أمر منطقي للحكومات العربية المتشائمة، حيث إنهم يأملون في تقليل اعتماد دمشق على إيران، وتشجيع اللاجئين على العودة، ووقف مضارب المخدرات التي ترعاها الدولة، والاستفادة من إعادة الإعمار.

واعتبرت الصحيفة، أنه من منظور إنساني، فإن قرارهم مخجل تمامًا، حيث قُتل أكثر من 300 ألف مدني منذ أن وجّه بشار الأسد بنادقه إلى انتفاضة الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية في سوريا عام 2011، فيما فرّ نحو 14 مليون شخص، نصف سكان سوريا، من ديارهم، مع التوضيح أن معظم الذين بقوا يعانون من نقص الطعام، ليأتي لاحقاً الزلزال الذي زاد من المأساة.

الصراع في سوريا ما زال مستمراً

وأكدت الصحيفة أن الصراع في سوريا لم ينتهِ بعد، مشيرة إلى استشهاد وجرح المئات من المدنيين في غارات جوية شنتها الحكومة السورية وروسيا وقنابل عنقودية وصواريخ على مخيمات النزوح في شمال غرب إدلب ودرعا وحماة وشمال حلب.

أدت الحرب التي شنها بشار الأسد ضد المعارضة السورية إلى آلاف القتلى وملايين المهجرين watan.com
أدت الحرب التي شنها بشار الأسد ضد المعارضة السورية إلى آلاف القتلى وملايين المهجرين

وقالت “الغارديان”، إنه بحسب أحدث تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإن “هذه الهجمات وغيرها قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب”.

ونبهت الغارديان إلى تحذيرات الأمم المتحدة من أن “الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري والوفيات في أثناء الاحتجاز مستمرة”، موضحةً أن العائدين “رأوا منازلهم تُنهب أو تُصادر ممتلكاتهم، مما يؤكد تمامًا أن سوريا لا تزال غير آمنة للعودة إليها”.

ازدواجية المعايير في التعامل مع بوتين والأسد

وقالت صحيفة الغارديان، إن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، موثّقة جيدًا في سوريا، ومع ذلك، لا يوجد احتمال أن يواجه الأسد العدالة، في حين أن المحكمة الجنائية الدولية وجّهت بسرعة إلى زميله الطاغية فلاديمير بوتين لائحة اتهام بشأن أوكرانيا.

وتساءلت “الغارديان” حول لماذا لم توجّه الجنائية الدولية لائحة اتهام ضد بشار الأسد؟، لافتة إلى أن ذلك إغفال لا يمكن تفسيره. وبدلاً من ذلك، يجب تكريم الأسد والعفو عنه ومكافأته من قبل الأثرياء المستبدين في الخليج الذين يبدو أنهم يهتمون أكثر بأسعار النفط والقصور وأندية الدوري الممتاز لكرة القدم أكثر من حياة ورفاهية وحقوق الإنسان للعرب.

 مقابلة الأسد لمحمد بن زايد
بشار الأسد ومحمد بن زايد

التواطؤ الغربي في ضمان بقاء الأسد

ولم تستثنِ الصحيفة من انتقادها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، مؤكّدةً أنها مشاركة في هذا “العار”، موضحةً أن الولايات المتحدة وحلفاءها كان من الممكن أن يوقفوا المذبحة، مؤكدة أن تباطؤهم هذا سمح بدخول إيران والروس، وضمن بقاء الأسد، وبدلاً من ذلك، أضرت العقوبات الغربية التي تهدف إلى إسقاط النظام بالمدنيين.

أضرت العقوبات الامريكية على سوريا بالمدنيين العزل

وأشار محللون، بحسب الصحيفة، إلى أن عودة الأسد إلى الحظيرة العربية، إلى جانب التقارب الذي توسّطت فيه الصين بين حليفته، إيران والمملكة العربية السعودية، قد يفرز نظامًا أمنيًا محليًا في الشرق الأوسط، يمكن أن يؤدي توسيع الانفراج إلى تهدئة اليمن، وتحقيق الاستقرار في لبنان، والتخفيف من عبء اللاجئين عن الأردن وتركيا.

ونوّهت الصحيفة إلى أنه يجب التعامل مع هذا الاقتراح بعناية، حيث تعمل التطورات الأخيرة على تسريع تهميش أمريكا في منطقة كانت تهيمن عليها ذات يوم، وترك السياسة الغربية في حالة يرثى لها، مع تأكيدها أن محاولات إسرائيل غير الوسيطة لـ”التطبيع” -من خلال بناء تحالفات مع الأنظمة الاستبدادية الخليجية لمواجهة إيران وتحالفاتها مثل حزب الله- معرّضةٌ للخطر إن لم يتمّ الخلط بينها.

الشعب السوري سيظل في خطر دائم

وتساءلت الصحيفة إن كانت الحقبة الجديدة من الصداقة والوحدة العربية الفارسية احتمال معقول أم مجرد تمنيات؟، لتؤكد أن سوريا الأسد ستبقى غير مستقرة بشكل كبير مهما حدث، مقسمة بين الشمال الغربي الذي تحتله تركيا جزئياً، حيث يتجول الجهاديون بحرية، وبين الشمال الشرقي الذي يحكمه الأكراد المعادين لدمشق؛ والوسط والجنوب الذي يسيطر عليه النظام في الغالب، ما يعني أن شعبها سيظل في خطر دائم.

واعتبرت الصحيفة أن هذا التطور، الذي يمثل قطيعة مع النظام العالمي بقيادة الغرب، بعد عام 1945، هو جزء من تحول القوة نحو الشرق.

وفي هذا السياق، قال تشارلز جلاس، المراسل الأمريكي المخضرم، من دمشق: “سوريا اليوم عبارة عن سيرك متعدد الحلقات حيث تدخل القوات المسلحة من تركيا والولايات المتحدة وروسيا وإيران في صراع سري بدون هدف واضح”، كما أنه يمكن أيضًا إضافة الجيش الإسرائيلي إلى تلك القائمة.

واعتبرت الصحيفة أن دعوة جامعة الدول العربية غير المشروطة للأسد تتجاهل هذا الواقع المحموم، مشيرة إلى ما كرره أنتوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي حول وجهة النظر الغربية، استنادًا إلى قرار الأمم المتحدة لعام 2015، بأن الانتقال السلمي الذي يتضمن انتخابات حرة وإلغاء الأسد هو “الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع”.

وقالت الصحيفة، إنه يجب التعامل مع الانفراج بين إيران والسعودية بتشكك أيضًا، حيث إن ملالي إيران المنبوذين دوليًا والمكروهين محليًا يسعون للحصول على ما يمكنهم الحصول عليه لن يتغير سلوكهم التخريبي، في حين أن الرياض تريد من جانبها تجنب الانجرار إلى قتال كامل مع طهران.

وقّعت السعودية وإيران بوساطة صينية اتفاقاً بعد عداوة دامت سنوات

حكام السعودية يخشون من التمرد عليهم

وفي سياق آخر، نوهت الصحيفة إلى أن السعوديين ينظرون بارتياب إلى الاحتجاجات الاقتصادية المناهضة للحجاب التي هزت إيران لأشهر، حيث إنه بسبب افتقارهم للشرعية الديمقراطية هم أنفسهم يخشون التمرد.

احتجاجات إيران
شهدت إيران احتجاجات بعد مقتل الشابة مهسا أميني في مركز تحقيق

وأكدت الصحيفة أن الانفراج بين إيران والسعودية يهدف إلى تعزيز الحكام، ولن يؤثر في أي من البلدين لتعزيز العدالة والمساواة للمحكومين، مع التأكيد على أن فكرة إمكانية قمع الخصومات التاريخية والدينية الراسخة بنجاح لفترة طويلة تبدو خيالية للغاية.

فشل الغرب في حل القضية الفلسطينية

إلى جانب الكارثة السورية، فقد أدى فشل القوى الغربية إلى أطول إخفاق لهم على الإطلاق؛ الوعد الذي لم يتحقق بإقامة دولة فلسطينية.

وقالت الصحيفة إن معاناة المدنيين الفلسطينيين اشتدت حيث اندفعت إسرائيل -دون رادع من قبل الحكومات العربية أو الغرب- نحو اليمين المتطرف، وشهدت الضفة الغربية أكثر من 100 قتيل على أيدي قوات الجيش هذا العام.

وفي غضون ذلك، فإن تجدد أعمال العنف المرتبطة بغزة أودى بحياة المزيد من الأبرياء، معظمهم من الفلسطينيين. ومع ذلك، يتصرف العديد من السياسيين ووسائل الإعلام والمعلقين الغربيين كما لو أنّ هذا لا يحدث، موضحة الصحيفة أن هذا ما يعنيه التطبيع حقاً في الشرق الأوسط، فقد أصبح قتل المدنيين أمرًا روتينيًا.

العدوان الإسرائيلي على غزة
شنت إسرائيل عدواناً جديداً على غزة خلّف عشرات الشهداء ومئات الإصابات

 

كما اعتبرت الصحيفة أن القادة العرب ليسوا أفضل، موضحة أنه بالنسبة لهم أيضًا، تعميهم المصلحة الذاتية والنرجسية عن الإنسانية المشتركة، مع التأكيد أنه لا يمكن لضحايا الأسد والنساء المحتجات في إيران والفلسطينيين المضطهدين أن يتوقّعوا أي مساعدة من هذا الحي أيضًا.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “الغارديان تهاجم الجامعة العربية والقادة العرب بأقذر الألفاظ بسبب إعادة بشار الأسد”

  1. نـبـاح أذنـاب نظام تـمـيـم ذنـب أمريكا وبريطانيا ضد انتصار ونجاح الدولة السودية مثير للسخرية ههههههههه

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.