ما هي دلالات اعتراف الملك محمد السادس بالهوية الأمازيغية للمغرب؟
وطن– أعلن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أمس الأربعاء، رأس السنة الأمازيغية عطلةً وطنية رسمية في المغرب مدفوعة الأجر، على غرار الأول من شهر محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، في خطوةٍ رحّب بها المجتمع المغربي، وأمازيغه بشكل خاص.
رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب
وحسب وسائل إعلام مغربية، فقد وجّه الملك محمد السادس، في هذا الخصوص، رئيس الحكومة المغربية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي.
https://twitter.com/2MInteractive/status/1654076817588854784?s=20
ويأتي هذا القرار، بحسب بيان من الديوان الملكي نقلته وكالة الأنباء المغربية، مساء أمس الأربعاء: “تجسيداً للعناية التي ما فتئ يوليها العاهل المغربي، للأمازيغية باعتبارها مكوّناً رئيسياً للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة بدون استثناء”.
https://twitter.com/MAP_Information/status/1653826083148509184?s=20
ويندرج، بحسب نفس المصدر، في إطار “التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.
وعن دلالات هذا القرار الذي جاء بعد سنوات من المطالبة الشعبية، وفي حوار لتلفزيون “دويتشه فيله” الألماني عبر برنامج “جعفر توك” للإعلامي جعفر عبد الكريم، قال أحمد عصيد رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، إنه “اعتراف بالهوية الأمازيغية للمغرب”.
وتابع “عصيد”: “واعتراف بالثقافة الأمازيغية واعتراف بالعادات والتقاليد العريقة التي كانت تمارس على هذه الأرض”.
https://twitter.com/jaafarAbdulKari/status/1654165737873784832?s=20
وبحسب التقرير، فإنه من اليوم وصاعداً سيتمكّن الأمازيغ من الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بعد قرار من الملك محمد السادس باعتباره عطلة رسمية مدفوعة، بعد سنوات من المطالبة الشعبية.
ووصف بعضهم هذا القرار بالتاريخي، ولقيَ ترحيباً واسعاً على وسائل التواصل.
يُذكر أن المغرب دخل الألفية الثالثة مع العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في رُؤية ومقاربة جديدة للأمازيغية، ليصل في دستور يوليو 2011، إلى دسترة اللغة الأمازيغية واعتبارها لغة رسمية، ليكون المغرب الدولة العربية الأولى التي تذهب باتِّجاه إقرار التعددية اللغوية.
https://twitter.com/Prsamibcn/status/1653874277383303172?s=20
ويشار إلى أنه لسنوات، ظلّ مطلب الحركة الأمازيغية في المغرب بإقرار رأس السنة الأمازيغية مناسبة رسمية، على غرار رأسَي السنة الميلادية والهجرية، يراوح مكانه ويثير جدالاً كبيراً في المشهد السياسي بالبلاد.
https://twitter.com/AlwaleedZahir/status/1654151078072528899?s=20
وقد دأبت الحركة الأمازيغية وجمعيات حقوقية عديدة، على رفع مطلب إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، خصوصاً في ظلّ سريان دستور عام 2011 الذي جعل اللغة الأمازيغية رسمية إلى جانب اللغة العربية.
غير أنّ هذا المطلب الملحّ ظلّ عالقاً بسبب ما تعدّه الحركة الأمازيغية غياباً للإرادة السياسية فيما يخصّ التعاطي الإيجابي مع هذا المطلب وإنصاف الأمازيغ عموماً في المغرب.
https://twitter.com/abdellah3366/status/1653911940572278784?s=20
وكانت الدولة المغربية قد اعترفت باللغة الأمازيغية في الخطاب الملكي لعام 2001 في بلدة أجدير شمالي البلاد، قبل أن يُصار إلى الاعتراف الدستوري بها لغةً رسميةً في عام 2011، في حين صدر القانون التنظيمي المتعلق بمراحل تفعيلها في مجالات الحياة في عام 2019.
مَن أمازيغ المغرب؟
“أمازيغ” كلمة أمازيغية تجمع على “إيمازيغن” ومؤنثها “تمازيغت” وتجمع “تِمازيغين”. يعني اللفظ في اللغة الأمازيغية الإنسان الحر النبيل.
https://twitter.com/iz_aldeen_rh63/status/1312118532977516545?s=20
تتباين تسميات رأس السنة الأمازيغية في المغرب من منطقة إلى أخرى، ما بين “إيض يناير” أو “إيض سكاس” أو “حاكوزة”، وهذا العام يُحتفى برأس سنة 2973 بالتقويم الأمازيغي.
يعتدّ الأمازيغ بهذا التاريخ، إذ إنّ تقويمهم يتجاوز التقويم الغريغوري (الميلادي) المعترف به عالمياً بـ950 عاماً.
https://twitter.com/Amel_ait_/status/1298636227516739589?s=20
وينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقَين، الأول يرى أنّ اختيار 13 يناير من كلّ عام يرمز إلى الاحتفال بالأرض والزراعة، لذا يحكى عن “السنة الفلاحية”، في حين يُعيده الفريق الآخر إلى إحياء ذكرى انتصار الملك الأمازيغي شاشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني.
تطبع ليلة رأس السنة الأمازيغية (12-13 يناير) طقوسَ احتفالية شعبية تتميّز بإعداد أطباق مخصّصة لهذه المناسبة، من بين أبرزها الكسكس بسبع خضار، و”تاكلا”.
والأخير عصيدة تحضر بمزج دقيق الشعير أو الذرة مع الماء قبل أن توضع على النار لتنضج، ثمّ تُقدَّم بعد تزيينها باللوز والتمر أو البيض المسلوق بحسب الرغبة، فيما يُسكَب وسطها زيت زيتون أو زيت أرغان أو عسل.
https://twitter.com/sama_lina/status/1517189522617946115?s=20
وتعمد النساء إلى وضع “أغورمي” (نوى التمر) في “تاكلا” (أكلة رأس السنة) قبل تقديمها لأفراد العائلة، ويعتقد أن من يعثر على النوى في أثناء تناول العصيدة الساخنة سوف يكون الأوفر حظاً خلال السنة الفلاحية الجديدة.
كذلك تتضمن الاحتفالات إلقاء محاضرات وتنظيم أنشطة أكاديمية تنظّمها مؤسسات حكومية وجهات أمازيغية، في حين بدا لافتاً في الأعوام الأخيرة انتقال الطقوس الخاصة بالاحتفال من المجال الخاص إلى ذلك العام، لتصير ممارسة جماعية في البلاد.