الرئيسية » تقارير » “حقيقة نيوم القاتمة”: تكنولوجيا صينية تضع السكان تحت المراقبة الكاملة .. ما القصة؟!

“حقيقة نيوم القاتمة”: تكنولوجيا صينية تضع السكان تحت المراقبة الكاملة .. ما القصة؟!

وطن– قال تقرير لموقع “businessinsider” الأمريكي، إنّ هناك “حقيقة أكثر قتامة”، وراء الخطة الغريبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي وضعها لبناء مدينة نيوم بقيمة تريليون دولار في الصحراء.

بحلول عام 2040، تهدف المملكة العربية السعودية إلى بناء مدينة مستقبلية في الصحراء تسمى نيوم، وهي جزء من رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع مصادر دخل المملكة بعيداً عن النفط.

لكنّ المحللين يعتقدون أنه يمكن استخدام التكنولوجيا الصينية لوضع السكان تحت المراقبة الكاملة.

نيوم مدينة ضخمة يجري بناؤها في شمال غرب المملكة العربية السعودية
نيوم مدينة ضخمة يجري بناؤها في شمال غرب المملكة العربية السعودية

عزّز ولي العهد علاقاته مع الزعيم الصيني، شي جين بينغ، الذي وافق على توفير تكنولوجيا مراقبة قوية.

قالت جيلي بوليلاني، الزميلة بجامعة هارفارد التي تبحث في طموحات الصين العالمية، لـInsider، إنّ “شي” يسعى إلى “التطبيع والسعي لإضفاء الشرعية على رؤيته للفضاء السيبراني الذي تقوده الدولة والجمهور الخاضع للمراقبة”.

وجد تقرير صادر عن معهد واشنطن للأبحاث، أنّ الصين قدّمت بالفعل تقنية مراقبة لإنشاء ما يسمى بـ”المدن الآمنة”، التي تعمل على بيانات المستخدمين، في مصر وصربيا.

ويبدو أنّ ولي العهد محمد بن سلمان حريص على تَكرار تلك المشاريع على نطاق أوسع.

كيف تشارك الصين؟

في ديسمبر الماضي، رحّب محمد بن سلمان بـ”شي” في المملكة العربية السعودية في قمة فخمة، حيث أعلن القادة التعاون عبر مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك تكنولوجيا المراقبة.

محمد بن سلمان يستقبل الرئيس الصيني
محمد بن سلمان يستقبل الرئيس الصيني

بدا أنها بداية شراكة مثمرة لولي العهد.

يقول الخبراء إنه وجد في “شي” زعيمًا يشاركه اقتناعه بأنّ التكنولوجيا يمكن أن تمكّنهم من توسيع اقتصاداتهم مع التخلي عن أيٍّ من سيطرتهم الاستبدادية.

وقالت الباحث أنيل شيرلاين، في معهد كوينسي في واشنطن العاصمة: “لم نشهد حتى الآن نفس الدرجة من المراقبة الجسدية [في المملكة العربية السعودية] كما رأينا في الصين. لكن الصين تعمل مع السعوديين ودول الخليج الأخرى لبدء تنفيذ ذلك”.

وأضاف: “هذا شيء يبيعه الصينيون للسعوديين ودول الخليج الأخرى”.

وقال جيمس شايرس، الباحث في مركز أبحاث “تشاتام هاوس” بلندن، إنّ أحد الأشكال التي اتخذتها هذه التقنية هو كاميرات المراقبة المرتبطة بتقنية التعرف على الوجه التي يمكن استخدامها لتتبّع حركات الشخص في الماضي وفي الوقت الحقيقي.

وقال: “إنه يمثّل أيضًا خطرًا حقيقيًا على خصوصية الناس، لا سيما اعتمادًا على كيفية جمع البيانات وتخزينها”.

توفّر التكنولوجيا الصينية القدرة على ربط لقطات كاميرات المراقبة بمجموعات بيانات أخرى حول الشخص، بما في ذلك المعلومات البيومترية.

نيوم
نيوم

مصدر قلق محتمَل آخر هو التكنولوجيا السحابية، وتحديداً الشركات التي تخزن كميات هائلة من بيانات الكمبيوتر.

وقّعت شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي بالفعل عقودًا مع المملكة العربية السعودية، بما في ذلك في نيوم.

وقال “جيمس” إنّ هناك أسئلة ضخمة حول مدى حماية الخصوصية التي ستوفرها الشركة للمستخدمين في المدينة.

لم تردَّ Huawei على الفور على طلب Insider للتعليق على دورها في نيوم. ولم يردَّ متحدث باسم نيوم على طلب للتعليق على مخاوف بشأن المراقبة في المدينة.

تحركت المملكة العربية السعودية مؤخرًا لتعزيز قوانين خصوصية البيانات. لكنّ المنظمات بما في ذلك هيومن رايتس ووتش حذّرت من أنّ القوانين ضعيفة للغاية.

كيف يمكن لنيوم استخدام المراقبة؟

في أثناء تصويره لنفسه على أنه يقوم بإصلاحات، تعامل ولي العهد السعودي بوحشية مع منتقدي ومعارضي الحكومة السعودية، بما في ذلك قتل المعارض السعودي جمال خاشقجي في 2018 وتقطيع أوصاله.

وبينما سعى إلى تعزيز سلطته، عمل أيضًا على تعزيز قدرته على مراقبة النقاد من خلال التكنولوجيا، وبالتالي سحق المعارضة.

محمد بن سلمان - ذا لاين
محمد بن سلمان

استخدمت الحكومة السعودية برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس لمراقبة النقاد، وتسلل عميل سعودي إلى موقع تويتر لسرقة البيانات الشخصية للمستخدمين الذين استخدموا المنصة لانتقاد الحكومة السعودية.

شنّت الحكومة السعودية مؤخرًا حملة قمع وحشية على الأشخاص الذين ينتقدون النظام على الإنترنت، والتي ندّدت بها جماعات حقوق الإنسان.

“مدن المراقبة”

وقالت مروة فطافطة الناشطة في حقوق الإنسان ومديرة السياسات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة Access Now التي تعنى بالحقوق الرقمية في العالم، إنه بينما يسعى لدفع المملكة نحو مستقبل عالي التقنية، وفتحها للاستثمار والابتكار، فإنّ ولي العهد سيكون على استعداد للتخلي عن أيٍّ من سلطاته لمراقبة المعارضة وسحقها.

وعلّقت على مشاريع مثل نيوم: “يتم تسويقها على أنها “مدن بيئية” أو “مدن ذكية”. كما نسميها مدن المراقبة لأنها مبنية أساسًا على بنية تغذيها البيانات الشخصية للأشخاص”.

وأضافت: “في بلد مثل المملكة العربية السعودية حيث لا توجد حماية للبيانات أو ضمانات، ولا رقابة، ولا مساءلة، ولا شفافية، ولا فصل للسلطات، حقيقة أن محمد بن سلمان يحكم بالفعل أجهزة الأمن إنها فكرة مخيفة”.

حتى الآن، ما زالت طموحات ولي العهد بعيدة المنال. ويبقى أن نرى ما إذا كان الحاكم المعروف بالاندفاع سيتحلى بالصبر لرؤية مشروع بهذا الحجم.

وقال “جيمس”، إنّ خطط المدينة أثارت أسئلة أساسية حول كيف نريد أن نعيش حياتنا. وما نوع الحياة التي تريد أن تعيشها في مدينة ذكية بشكل أساسي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.