الرئيسية » الهدهد » بـ”التودد مع بوتين”.. شراكة طاقة تثير غضبا أمريكيا من محمد بن سلمان

بـ”التودد مع بوتين”.. شراكة طاقة تثير غضبا أمريكيا من محمد بن سلمان

وطن– أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن ارتياحهما المتبادل لأسعار النفط في مكالمة هاتفية، حيث اتفقا على تعزيز التعاون في شراكة طاقة أثارت غضب واشنطن.

وقال الكرملين: “جرت المحادثة بطريقة ودية، وكانت بناءة وغنية بالمعلومات. ومع وضع ذلك في الاعتبار، تم الاتفاق على بناء اتصالات في مجالات محددة من التعاون”، وفق تقرير لموقع ميدل إيست آي.

جاءت هذه الدعوة بعد أسابيع من قيادة الرياض لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفضٍ “طوعيّ” في إنتاج النفط الخام بنحو 1.2 مليون برميل يومياً.

وصدمت هذه الخطوة المفاجئة كلّاً من واشنطن والمضاربين في السوق الذين راهنوا على انخفاض أسعار النفط، وسط مخاوف بشأن صحة الاقتصاد العالمي. وحذّرت وكالة الطاقة الدولية من أنّ الخفض سيؤدي إلى تفاقم عجز النفط العالمي، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم.

وسعر مؤشر West Texas Intermediate أقل بقليل من 79 دولارًا، انخفاضًا من أكثر من 118 دولارًا في مايو الماضي.

انتصار لبوتين

ووصف المحللون قرار المملكة العربية السعودية بتقييد الإمدادات، بأنّه انتصار لبوتين الذي يحتاج إلى أسعار نفط قوية لدعم حربه في أوكرانيا.

والتنسيق بين السعودية وروسيا بشأن أسعار النفط أمر رائع بالنظر إلى أن البلدين انخرطا في حرب أسعار مريرة قبل بضع سنوات فقط.

في مارس 2020، مع تعرّض أسعار النفط للضغط بالفعل نتيجةً لوباء فيروس كورونا، أجرى بوتين مكالمة هاتفية مع محمد بن سلمان لمناقشة الإنتاج، وتحوّلت المكالمة إلى مباراة صراخ.

وقال مسؤول سعودي، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، في ذلك الوقت: “كانت المحادثة شخصية للغاية.. صرخوا على بعضهم البعض. رفض بوتين الإنذار، وانتهت المكالمة بشكل سيئ”.

بعد الخلاف، قرّرت الرياض إغراق السوق بالنفط. دفعت هذه الخطوة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب إلى التدخل، إلى جانب الدول الغربية، لإقناع المملكة العربية السعودية وروسيا في نهاية المطاف بخفض الإنتاج ودعم الأسعار.

خطوط الصدع السعودية-الأمريكية

في الآونة الأخيرة، برز إنتاج النفط كواحد من العديد من خطوط الصدع في علاقات إدارة بايدن بالرياض.

بالإضافة إلى العمل مع روسيا في سوق النفط العالمية، وافق محمد بن سلمان على إعادة العلاقات مع إيران في صفقة توسّطت فيها الصين، ويسعى لإعادة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد.

في حينِ أنّ روسيا قد تستفيد من بعض هذه المبادرات، فإنّ دمشق حليف رئيسيّ لروسيا في المنطقة والكرملين قريب من طهران وبكين، فإنّ سوق النفط العالمية تسلّط الضوء على كيف أن المصلحة الذاتية للرياض تدفع العلاقات. يرى بعض المحللين أيضًا مخاطر محتمَلة في المستقبل في العلاقة.

المواقع تتبدّل

تبادلت دول الخليج أماكن مع روسيا في تجارة الطاقة العالمية، حيث أعادت الرياض توجيه مبيعاتها إلى أوروبا، بينما استعانت موسكو بعملائها التقليديين في آسيا بأسعار مخفضة.

وقال جيم كرين خبير الطاقة والزميل في معهد بيكر بجامعة رايس: “أوروبا هي سوق النفط بالأمس. إنها تتعجل للتخلص من الوقود الأحفوري بأسرع ما يمكن”.

وأضاف: “السعودية لا تريد أن تفقد حصتها من السوق في أسواق النمو الكبيرة في آسيا وأن تتاجر بها مقابل ركود في الأسواق الأوروبية المتراجعة”.

لكن تخفيضات الإنتاج تُبقي كلّاً من الرياض والكرملين سعداء.

وتستخدم المملكة العربية السعودية أرباحها غير المتوقّعة في عائدات النفط لمتابعة المشاريع الضخمة مثل مدينة نيوم المستقبلية وشركة طيران جديدة، والتي صمّمت لتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري. وفي الوقت نفسه، تساعد الأسعار المرتفعة على تعزيز صندوق الحرب الروسي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.