الرئيسية » الهدهد » بعد رعاية المصالحة الإيرانية السعودية.. هل تفعلها الصين وتصنع سلاما فلسطينيا إسرائيليا؟

بعد رعاية المصالحة الإيرانية السعودية.. هل تفعلها الصين وتصنع سلاما فلسطينيا إسرائيليا؟

وطن– أفادت وسائل إعلام صينية رسمية، أنّ وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، أبلغ نظيريه الفلسطيني والإسرائيلي أنّ بكين مستعدّة للمساعدة في تسهيل محادثات السلام. وذلك بعد أسابيع من نجاح بكين في رعاية اتفاق مصالحة بين إيران والسعودية.

وفي مكالمات هاتفية منفصلة مع المسؤولين، قال وزير الخارجية الصين إنّ بلاده قلِقة من تصاعد التوترات الإسرائيلية الفلسطينية وتدعم العودة إلى محادثات السلام.

وعرضت الصين، التوسّط بين إسرائيل وفلسطين في الماضي، وجاء أحدث عرض لها خلال حرب مايو 2021 بين إسرائيل والمقاومة في قطاع غزة المحاصر، عندما قدّمت اقتراح سلام من أربع نقاط. وفي نهاية المطاف، أدى وقف إطلاق النار الثنائي الذي توسّطت فيه مصر وبدعم من الولايات المتحدة إلى إنهاء التصعيد.

الصين تعزّز حضورها

لكنّ العرض الصيني الجديد يأتي وسط مؤشرات على أنّ بكين تزداد جديةً بشأن تعزيز دورها السياسي في المنطقة. وفي الشهر الماضي، توسّطت في اتفاق بين الخصمين اللدودين السعودية وإيران لاستعادة العلاقات الدبلوماسية.

وقال تشين لوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إنّ الصفقة الإيرانية السعودية تقدّم “مثالاً جيداً” للتغلّب على الخلافات من خلال الحوار، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الصينية.

وأضاف البيان: “ليس للصين مصالح أنانية في القضية الفلسطينية. ونأمل أن يتعايش الجانبان بسلام ويدافعان عن السلام والاستقرار الإقليميين”، وفق تقرير لصحيفة ميديل إيست آي.

ولم يتمّ الإعلان في إسرائيل عن عرض الصين للتوسط في محادثات مع الفلسطينيين، لكنّها قالت إنّ تشين وكوهين ناقشا “أهمية الحفاظ على الهدوء في الحرم القدسي، خاصة في الأيام الأخيرة من رمضان”.

والأسبوع الماضي، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنّ جميع الزوار اليهود وغير المسلمين سيتمّ منعهم من دخول مجمع المسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان.

جاء القرار، الذي اتخذته إسرائيل في السنوات السابقة، بعد أيام فقط من اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين والقوميين المتطرفين للمسجد الأقصى، حيث مُنع الفلسطينيون من الوصول إلى الموقع.

وأدّت الغارات الإسرائيلية العنيفة على المصلين في المسجد الأقصى في وقت سابق من هذا الشهر، إلى سلسلة من الهجمات الصاروخية الانتقامية التي انطلقت من لبنان وغزة وما تلاها من غارات قصف شنّتها إسرائيل ردّاً على ذلك.

وأثار كوهين مخاوف إسرائيل بشأن التهديد من برنامج إيران النووي، وطلب من الصين المساعدة في منع طهران من الحصول على أسلحة نووية.

يُنظر إلى اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية على أنه ضربة لخطط إسرائيل لعزل طهران وإقامة علاقات أوثق مع الدول العربية.

وقد أعربت الرياض عن استعدادها للتعامل مع إسرائيل، لكنّها تطلب في المقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة ومساعدتها في برنامجها النووي.

رقعة الشطرنج تتحرك

لكنّ ذوبان الجليد في العلاقات مع إيران دفع رقعة الشطرنج في المنطقة، حيث تتطلع الرياض الآن، إلى إبرام اتفاقات سلام مع المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن وإعادة إحياء العلاقات مع حماس.

اعتبر محللون أنّ علاقات الصين مع كلٍّ من المملكة العربية السعودية وإيران هي أحد الأصول لقدرتها على التوسط.

والصين هي أكبر مشترٍ لخام البلدين. في عام 2021، استوردت ما قيمته 43.9 مليار دولار من النفط من الدولة الخليجية. في غضون ذلك، تعهّدت باستثمار 400 مليار دولار في إيران على مدى السنوات الـ25 المقبلة.

الصين هي ثالث أكبر شريك تجاري لإسرائيل بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وبلغت قيمة التجارة بينهما 18.16 مليار دولار في عام 2021. ويقال إنهما يقتربان من صفقة التجارة الحرة، وهو تطور أفادت ميدل إيست آي سابقًا بأنه أثار حفيظة واشنطن.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “بعد رعاية المصالحة الإيرانية السعودية.. هل تفعلها الصين وتصنع سلاما فلسطينيا إسرائيليا؟”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.