سميرة مارش المرأة المفخخة.. قصة أسيرة يمنية أثار الإفراج عنها عاصفة غضب

وطن- أثيرت حالة من الغضب بين اليمنيين، بعدما أدرجت سميرة مارش ضمن صفقة تبادل الأسرى، وهي واحدة من أخطر العناصر التي تمّ توظيفها من قبل جماعة أنصار الله “الحوثي” في تنفيذ عمليات لصالح الجماعة.

سميرة مارش من بين الأسرى الذين أفرج عنهم الجانب الحكومي في صفقة التبادل بمرحلتها الأخيرة، في مدينة مأرب، وهي سيدة جندها الحوثيون لتنفيذ عمليات تستهدف القوات الحكومية في محافظة الجوف.

ووصلت سميرة إلى مدرج مطار تداوين، على متن حافلة نقل مع عشرات الأسرى الحوثيين، قبل أن تغادره متقدمة الصفوف صوب الطائرة مغطاة بلباس أسود، وعلى متن تلك الطائرة تغادر مأرب متوجّهة إلى صنعاء، علماً بأنها المرأة الوحيدة في صفقة الأسرى المنفذة بإشراف الصليب الأحمر الدولي.

مصادر يمنية تحدثت لوسائل إعلام محلية، قائلةً إنّ سميرة مارش كانت تتزعم خلية تفجيرات في الجوف عام ٢٠١٧، ونفّذت مع فريق من خمسة آخرين كلهم من الرجال عدة عمليات، أدّت إلى مقتل نحو ١٥ جندياً وضابط وإتلاف آليات لقوات الحكومة.

وأضافت أنّ سميرة مارش أحيلت للمحاكمة مع الخلية، ووجّه لهم اتهاماً، قبل أن تظهر في مقطع فيديو مع بعض عناصر الخلايا الحوثية تعترف بما ارتكبته من جرائم، كما أنّ ضبط سميرة، ساعد الجيش والأمن خاصة في مأرب في كشف خلايا نسائية أخرى أرسلها الحوثيون لاستهداف قوات الجيش والأمن في المحافظة”.

سميرة مارش هي امرأة من فئة المهمشين، كانت تعيش مع زوجها وأولادها حياة صعبة في مديرية المتون بمحافظة الجوف، قبل أن يجنّد الحوثيون زوجها، ويسقط قتيلاً ضمن قواتهم في العام 2016.

وبعد مقتل زوجها في الجبهات، وجدت نفسها بلا معيل، وواجهت صعوبات مالية وبحثت عن مصدر رزق، ولأن زوجها من المهمشين لم يعتمد له الحوثيون أي مستحقات كبقية القتلى في صفوفهم، وفق الإعلام اليمني.

وعندما طالبتهم براتب زوجها رفضوا ذلك، وعرضوا عليها أن تعملَ معهم مقابل الحصول على مال، وقبلت سميرة التجنيد، وعلى يد (أبو ناشر وآخرين وردت أسماؤهم في اعترافاتها) في سوق الاثنين بالمتون، تعلّمت التعامل مع العبوات الناسفة وتركيبها وتفجيرها.

بعد ذلك، أرسلها الحوثيون إلى مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، حيث ادّعت أنها تعمل فراشة في مستوصف الحياة بالمدينة، وكانت تقوم بتنفيذ عمليات تفجير تستهدف آليات وتجمعات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية

وفي منتصف أغسطس 2018، ألقت الأجهزة الأمنية في محافظة الجوف القبض على سميرة مارش، “مع الخلية التابعة لها والمكونة من خمسة رجال، اعترفوا بأن سميرة كانت توجههم وتمنحهم الحوافز المالية وتحدد لهم الزمان والمكان المستهدف، لتبدأ الخلايا الحوثية في مأرب والجوف بالتكشف بشكل أكبر.

وكثيراً ما ندّد الحوثيون بالقبض على مارش وطالبوا بالإفراج عنها، وفي 2019 أعلن الجماعة أن لجنة شؤون الأسرى التابعة لها فشلت في الإفراج عن “سميرة” عبر صفقة تبادل، وقال رئيس اللجنة عبد القادر المرتضى، إنهم طرحوا أسماء كبيرة من الأسرى والمختطفين من أجل الإفراج عنها إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.

وظل الحوثيون يطرحون اسم سميرة مارش في كل جولة تفاوض، ومؤخراً ربطت مصير مختطفين أبرياء تعذبهم باستمرار بالإفراج عنها، ليوافق الجانب الحكومي لدواعي إنقاذ الأبرياء”.

وبعد وصولها إلى مطار صنعاء ضمن المفرج عنهم، ظهرت سميرة مارش رافعة يدها تلوح بالتحية ومردّدةً شعار “الصرخة الحوثية”.

عاصفة غضب

الإفراج عن سميرة مارش أثار عاصفة غضب بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقال الشاعر محمد بن جريد في تغريدة عبر تويتر: “تخيلوا.. هذا بمحافظة مأرب يتم نقل الأسرى الحوثيين الى المطار من أجل تسليمهم في عملية التبادل غير العادلة.. هذه الباصات تحتوي على العديد من القناصين والعديد من القتله والعديد ممن زرعوا العبوات ناسفه ، في هذه الباصات تتواجد المجرمه سميرة مارش التي زرعت الكثير من العبوات ومات بسببها الكثيرون”.

ونشر الإعلامي بشير الحارثي صورة لسميرة مارش معبّرةً عن الدور الذي لعبته الأسيرة الحوثية السابقة في زراعة المتفجرات.

احتفاء حوثي

في المقابل، احتفى الحوثيون بالإفراج عن سميرة مارش، ونشرت قناة المسيرة مقطع فيديو لها، وعنونت: “الأسيرة سميرة مارش تعانق الحرية وتخرج من سجون العدو”.

وكتب المذيع ملاطف الموجاني: “بدءاً من الدمية العليمي وطارق عفاش والعرادة وحتى آخر مرتزق.. لو قُسِّم بينهم هذا الشموخُ والإباءُ والاعتزاز والنخوة التي امتلكتها هذه البطلة سميرة مارش وبدت متسلحةً بها رغم سنوات التعذيب والتغييب لكفاهم.. بل ولجعلهم يغادرون فنادق الارتزاق ويعودون إلى مربع الرجولة وجادة الصواب”.

وغرد الصحفي بندر الهتار: “المختطفة سميرة مارش تصل صنعاء بعد سنوات من الاختطاف في سجون حزب الإصلاح في مأرب”.

وأنهت الحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثي تنفيذ صفقة تبادل للأسرى، قوامها 887 أسيراً ومختطفاً على 3 مراحل، بينهم 19 من قوات التحالف، في ثاني أكبر عملية تبادل منذ عام 2020.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث