الرئيسية » الهدهد » عباس وهنية في السعودية.. ما هدف ابن سلمان الخفي من محاولته لم الشمل الفلسطيني؟

عباس وهنية في السعودية.. ما هدف ابن سلمان الخفي من محاولته لم الشمل الفلسطيني؟

وطن- قالت وسائل إعلام فلسطينية، إنّ طائرة أردنية هبطت في مقرّ المقاطعة برام الله عصر الأحد، لتقلّ الرئيس محمود عباس إلى الأردن، ومن ثم سيتوجّه غداً إلى السعودية، للمشاركة في مأدبة إفطار رمضاني بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي الدعوة التي وجّهت لعباس منذ نحو أسبوعين.

هل ينجح ابن سلمان في لمّ شمل السلطة وحماس؟

وقال سفير فلسطين لدى السعودية باسم الآغا لإذاعة صوت فلسطين (حكومية)، إنّ عباس “سيصل السعودية، يوم الاثنين، وسيجري لقاءاته يوم الثلاثاء”.

وذكر الآغا كما نقلت وسائل إعلام فلسطينية، أنّ الزيارة تأتي استمراراً لزيارات سابقة، “وهناك تواصل مستمر مع قيادة المملكة العربية السعودية لمواقفها المتميزة والراسخة تجاه فلسطين، ولبحث آخر المستجدات السياسية” دون تحديد مدة الزيارة.

ومن المقرر أن تستمرّ زيارة عباس من 17 إلى 19 أبريل الجاري، فيما يصل وفد من حركة حماس إلى السعودية، اليوم الأحد، لأداء مناسك العمرة في ظلّ غياب أيّ معلومات عن اجتماع متوقّع بين رئيس السلطة الفلسطينية ووفد حماس.

مما فتح باب التكهنات عن مغزى توقيت الزيارتين، وفيما إذا كانت هناك وساطة سعودية للمّ الفرقاء الفلسطينيين بعد التغييرات الدراماتيكية التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الماضية.

ويسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤخراً لعقد عدة تحالفات عربية وتصفير خصوماته السابقة، بعدما وجد نفسه محاصراً، حيث اضطرّ لتغيير سياساته تجاه محيطه العربي والدولي.

وظهر ذلك جليّاً في الصلح مع قطر والتقرب منها، وكذلك إنهاء الأزمة مع تركيا، مروراً بالاتفاق مع الحوثيين استعداداً لإغلاق ملف اليمن بوساطة عمانية، ووصولاً إلى عودة العلاقات مع النظام السوري.

وعلى نفس النهج يبدو أنّ ابن سلمان يريد كسب نقطة جديدة لصالحه، بلعب دور الوساطة بين السلطة الفلسطينية وحماس، وتوقيع اتفاق صلح بينهما من الرياض.

أنباء عن زيارة وفد من حماس برئاسة هنية إلى السعودية الإثنين
أنباء عن زيارة وفد من حماس برئاسة هنية إلى السعودية الاثنين

محمود عباس وإسماعيل هنية في السعودية

وتأتي زيارة عباس للسعودية بعد مشاركته في القمة العربية-الصينية، في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2022، التقى فيها نظيره الصيني، الرئيس شي جين بينغ، في العاصمة السعودية الرياض، على هامش انعقاد القمة.

وفي حينه، لم يلتقِ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أيّ مسؤول من مستوًى رسمي سعودي، بالرغم من طلبه ذلك، بحسب ما أكدته تقارير متداولة وقتَها.

وكان مصدر فلسطينيّ مُطّلع كشف أنّ وفداً رفيعاً من “حماس” بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية يبدأ زيارة إلى السعودية هي الأولى من نوعها منذ سنوات.

وقال المصدر لوكالة الأناضول، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، إنّ “وفداً قيادياً رفيعاً من حركة حماس سيصل إلى السعودية الإثنين”، فيما لم يصدر تعليق فوريّ من الرياض بهذا الشأن.

وأضاف المصدر: “الوفد بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ويضمّ كلّاً من خالد مشعل رئيس الحركة في الخارج، وعدداً من أعضاء المكتب السياسي أبرزهم خليل الحية وموسى أبو مرزوق”.

وتابع: “من المقرر أن يلتقي الوفد بمسؤولين سعوديين؛ للتباحث في عدد من القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإقليمي، والقضايا الثنائية بين المملكة والحركة”.

محمود عباس وإسماعيل هنية في السعودية
محمود عباس وإسماعيل هنية في السعودية

ملف المعتقلين الفلسطينيين

وذكر أن “ملف المعتقلين الفلسطينيين سيتصدر جدول أعمال زيارة وفد حماس، حيث من المقرّر أن تستغرق عدة أيام”.

وكانت آخر زيارة لحركة “حماس” إلى الرياض في عام 2015، حينما التقى وفدٌ بقيادة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين سعوديين في مدينة مكة المكرمة.

وكانت السعودية تقيم علاقات طيبة مع حماس، إلا أنها دخلت في مرحلة فتور ثم قطيعة خلال السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد أن خرقت حماس “اتفاق مكة” الذي رعته الرياض للمصالحة بينها وبين حركة فتح في قطاع غزة، في فبراير/ شباط 2007.

وتبعها اعتقال مباحث أمن الدولة السعودية عشرات النشطاء من الحركة والقياديين من بينهم مسؤولون كبار في حماس في المملكة العربية السعودية، بقيادة محمد خضري (81 عاماً)، والذي كان الممثل الرسمي لحركة حماس في المملكة.

فصل جديد بين حماس والسعوديين

ووفق تقرير لموقع “now14” العبري، فقد صودرت عشرات الحسابات المصرفية والأصول المالية لقيادات فلسطينية في 2019، ووصفت الصحف السعودية حركة حماس بأنها “منظمة إرهابية”.

وتمّ الإفراج عن الخضري ونقله إلى الأردن مع سجناء آخرين في أكتوبر الماضي، وهي خطوة كانت بمنزبة بداية لفصل جديد بين حماس والسعوديين.

وأضاف المصدر أنّه ليس من قبيل الصدفة أنّ حماس كانت من أوائل من رحّبوا بالمصالحة بين السعوديين والإيرانيين في الآونة الأخيرة.

وتابع أنّ حماس تبدو الآن من أكبر المستفيدين من المصالحة بين إيران الشيعية والسعودية السنية، حيث تلقّت حماس قدرًا كبيرًا من الغضب والنقد عندما قرّرت التوجه إلى المحور الشيعي.

وذلك على الرغم من حقيقة أنّ السعوديين طالبوها مرارًا وتكرارًا بأن تعلنَ للعالم أجمع أنها تنتمي إلى المعسكر العربي السعودي السني وتعارض إيران الفارسية الشيعية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.