الرئيسية » تقارير » استثمارات الإمارات في شطر كشمير الهندي.. خيانة كاملة وصناعة لفلسطين جديدة

استثمارات الإمارات في شطر كشمير الهندي.. خيانة كاملة وصناعة لفلسطين جديدة

وطن– تحت عنوان: “استثمارات الإمارات في شطر كشمير الهندي خيانة كاملة”، نشر موقع ميدل إيست آي، تقريراً عن ضخّ أبو ظبي استثمارات من قِبل شركة إعمار الإماراتية في كشمير الهندية، وسْط مخاوف من النشطاء من أنّ القوة الناعمة لنيودلهي وقوتها الاقتصادية ستشهد تهميش الدول العربية للقضية الكشميرية.

التقرير نقل عن ناشطين كشميريين، وصفهم أخبار استثمار شركة العقارات الإماراتية في كشمير الهندية بأنها “خيانة كاملة”، كما يعتقد كثيرونَ أنّ كشمير ستواجه مصيرًا مشابهًا لمصير فلسطين، حيث تسحب بعض الدول العربية والإسلامية دعمها لقضية السكان المسلمين من أجل بناء علاقات اقتصادية ودبلوماسية أفضل مع الهند.

وفي مارس، كشف الرئيس التنفيذي لشركة “إعمار” في الهند عن خطط لبناء مركز تجاري ومجمع مكاتب في سريناغار، عاصمة منطقة جامو وكشمير التي تديرها الهند، وقال أميت جين إنّ الاستثمار بقيمة 60 مليون دولار سيولّد نحو 7000 إلى 8000 وظيفة.

متحدثًا باسم الحكومة الهندية، قال اللفتنانت الحاكم مانوج سينها، إنّ الإعلان يمثّل “يومًا تاريخيًا” لكشمير، وإنّ “قادة الأعمال من الإمارات قد تمت دعوتهم للاستثمار في J&K وأن يصبحوا “شركاء”.

وإقليم كشمير مقسّم بين مناطق تديرها الهند وباكستان والصين، وقد خاضت المعارك منذ تقسيم الهند من قبل الإمبراطورية البريطانية في عام 1947.

والحكومة الهندية متهمة بارتكاب آلاف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وعمليات القتل خارج نطاق القضاء في المنطقة، مع مزاعم القمع الوحشي لنضال الكشميريين من أجل الحرية منذ عقود.

القوة الناعمة الهندية

وقال الناشط الحقوقي الكشميري إرشاد محمود، المدير التنفيذي لمركز السلام والتنمية والإصلاحات ومقره إسلام أباد: “إنني في حالة صدمة مطلقة.. هذه خيانة كاملة لشعب كشمير التي تحتلها الهند ونضالهم”.

وأضاف: “ما كان يجب عليهم فعل ذلك. هذا يعزز موقف الهند تماماً، فهي تعترف بكشمير كأراضٍ هندية وتبييض نضالنا تماماً.. الإمارات أرسلت للتو رسالة إلى شعب كشمير بأنها لا تهتم بحقوقهم وتطلعاتهم”.

رسالة الهند للكشميريين عبر الإمارات

وأوضح ألطاف حسين مدير معهد كشمير للعلاقات الدولية: “الرسالة التي تحاول الهند إيصالها إلى الكشميريين هي أنه لا يوجد أحد معك، حتى الإمارات تستثمر معنا. تأثير سلبي على النضال الكشميري”.

وأكد حسين أنّه لا سلامَ في جامو وكشمير، وأنّ الهند “لديها قائمة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان”.

وقال فهيم كياني من حملة كشمير البريطانية، إن الاستثمار الإماراتي في كشمير التي تسيطر عليها الهند هو مثال على القوة الناعمة الهندية وتحذير للعالم العربي.

وأضاف: “حققت الهند نجاحات كبيرة في دول الخليج.. لذا إذا أبدت الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا بالاستثمار في كشمير، فذلك بسبب ما يسمى بالقوة الناعمة للهند في العالم العربي”.

وتابع: “هذه قضية كبيرة ليس فقط بالنسبة للمسلمين ولكن للإنسانية، حيث تحكم الهند أيديولوجية لا ترى أنّ غير الهندوس متساوون. من الأفضل أن يفهمَها العالم العربي بشكل أفضل”.

“مغازلة الجدل”

وجعلت انتهاكات حقوق الإنسان الهندية في كشمير الاستثمار الدولي مثيرًا للجدل إلى حدٍّ كبير.

وبعد إعلان “إعمار” الشهر الماضي مباشرة، ناشدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة ماري لولور السلطات الهندية لوقف الهجمات الأخيرة على نشطاء حقوق الإنسان في جامو وكشمير.

وفي إشارةٍ إلى حملة القمع الأخيرة التي شنّتها السلطات الهندية على تحالف منظمات المجتمع المدني، قال لولور: “يقوم تحالف جامو وكشمير للمجتمع المدني بعمل أساسي لرصد حقوق الإنسان. إن أبحاثهم وتحليلاتهم لانتهاكات حقوق الإنسان لها قيمة كبيرة، بما في ذلك للمنظمات الدولية التي تسعى إلى ضمان المساءلة وعدم تكرار الانتهاكات”.

كما تنتهك الهند قرارات الأمم المتحدة بشأن إجراء استفتاء حول الاستقلال في المنطقة وسحب 600 ألف جندي هندي متمركزين حاليًا في جامو وكشمير.

ويقول أندرياس كريج، الأستاذ المشارك في الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، إنّ العلاقة بين الإمارات والهند إستراتيجية للغاية لكلا البلدين، وبالتالي فإن إثارة الجدل من خلال الاستثمار في كشمير تأتي مع ضرر ضئيل للسمعة.

وأضاف: “حدّدت الإمارات العربية المتحدة اتجاهًا للتحرك مبكرًا والاعتراف بإسرائيل.. لقد اعتقدوا أنه بحلول الوقت الذي يأتي فيه بقية العالم العربي والإسلامي للاعتراف بإسرائيل، ستكون الإمارات العربية المتحدة قد أقامت علاقات قوية مع إسرائيل وستعمل كوكيل من نوع ما وبالتالي تعزيز مكانتها كقوة إقليمية. وهذا ما يفعلونه مع كشمير والهند”.

وتابع: “كل من الهند والإمارات العربية المتحدة من بين الشركاء التجاريين الثلاثة الأوائل لبعضهما. وأصبحت العلاقة بسرعة إستراتيجية للغاية.. تعمل الإمارات العربية المتحدة على تعزيز مصالحها في الهند من خلال بناء علاقات قائمة على التجارة والاستثمارات ومصالح الشركات”.

ومع ذلك، فهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الإمارات جدلاً بشأن كشمير، ففي أغسطس 2019، بعد أن ألغت الهند المادة 370 الشهيرة من دستورها، وألغت الوضع الخاص لكشمير، لم تدن الإمارات هذا الإجراء.

وسمح الوضع الخاص لكشمير للحكومة المحلية بوضع قواعدها الخاصة المتعلقة بالإقامة الدائمة وملكية الممتلكات والحقوق الأساسية، ويقترح النقاد أن الحكومة الفيدرالية الهندية، من خلال سحب الحكم الذاتي لكشمير، تحاول تغيير التركيبة العرقية للمنطقة.

وقال حسين: “من خلال السماح بالهجرة غير المقيدة إلى كشمير، تريد الحكومة الهندية تغيير التركيبة العرقية، في حالة إجراء استفتاء في المستقبل.. سيضعف التصويت الكشميري للاستقلال عن الهند إلى حد كبير”.

وبعد أيام قليلة من رفض الإمارات إدانة القرار، منحت أبو ظبي أعلى جائزة مدنية حكومية لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وقال كريج: “الإمارات تدرك تمامًا أن باكستان لن تكون راضية عن مواقفها تجاه الهند، لكن الإمارات العربية المتحدة تضع اتجاهاً جديداً لقيادة الطريق وتريد أن تصبح قوة إقليمية متوسطة”.

وأضاف: “لقد حسبت الضرر الذي سيلحق بالسمعة في الكتلة الإسلامية وباكستان، لكنها تعتقد أنّ الضرر سيكون على الأرجح طفيفًا”.

وقوبل قرار الإمارات بأن تصبح أول مستثمر أجنبي في المنطقة، بردٍّ خافت من باكستان وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية والكتلة الإسلامية الأوسع.

تقليدياً، فإنّ الأخبار من هذا النوع تثير دعوات إدانة تلقائية من الدول الإقليمية والإسلامية، حيث تهدّد باكستان بإثارة الأمر في الأمم المتحدة.

وتواصل موقع Middle East Eye مع المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية ورئيس آزاد جامو وكشمير للتعليق، لكن لم يتلقَّ ردًا حتى وقت النشر.

وأخبر سكرتير رئيس إقليم كشمير الخاضع للإدارة الباكستانية “ميدل إيست آي“، أنّ “الرئيس يفكر في طلبك للحصول على بيان أو مقابلة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.