وطن– عقب سخرية العديد من المغردين الإماراتيين على خضوع السعودية للحوثيين وإرسال وفدٍ رسميّ إلى العاصمة اليمنية صنعاء ولقاء مهدي المشاط، للتباحث حول تمديد الهدنة وتحقيق السلام، شنّ الإعلامي السعودي ممدوح الرفيد هجوماً غير مسبوق على الإمارات بطريقة غير مباشرة.
وردّاً على ما أثير من سخرية على خضوع السعودية بعد خسارتها عشرات المليارات في حربها ضد الحوثيين، قال “الرفيد” في تدوينة مطوّلة رصدتْها “وطن“: “السعودية لم ولن تركع إلاّ لله وتاريخها المُشّرف خير شاهد على ذلك”.
وأضاف قائلاً مشيراً للإمارات: “ذهبوا الى إيران في ذروة الصراع معها في اليمن وعقدُ الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية معها”، مردفاً: “ذهبوا إلى تركيا في ذروة المقاطعة الاقتصادية والحملات الاعلامية ودعموا اقتصاد اردوغان ولم يتوقف التبادل التجاري بل زاد”.
وواصل مستذكراً ما قامت به الإمارات: “ذهبوا الى نظام الأسد بدون الجامعة العربية ودعموه في ذروة المجازر.. ذهبوا وطبّعوا مع اسرائيل تحت ذريعة إيقاف الاستيطان فزادت اسرائيل من مستوطناتها! عملوا على شيطنة القضية الفلسطينية بكل الطرق والوسائل. ذهبوا إلى لبنان ( حزب الله )عندما اساء وزير خارجيتها شربل وهبي للخليج ودعموه اقتصادياً دعموا فئة وشيطنوا الأخرى في اليمن مما تسبب بتشتت الجهود وشق الصف وتقوية الحوثي”.
“الهمز واللمز”
وتابع بالقول عبر حسابه في “تويتر“: “مُغردُيهم المعروفين لم يتوقفوا يوماً عن الهمز واللمز والاسقاط ضد المملكة تلميحاً وتصريحاً! كل هذا ويدّعون أنهم أصحاب رؤية ثاقبة ومبادرات سلام تخدم المنطقة وأنهم السبّاقون لذلك”.
وعبّر “الرفيد” عن غضبه من سخريتهم مما قامت به السعودية: “ولكن عندما تصالحت المملكة مع إيران بوساطة ورعاية وضمانة صينية وعندما تفاوضت المملكة مع الحوثي جنَّ جنونهم واطلقوا مغرديهم لتصوير المملكة بإنها هُزمت من إيران بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص”.
واختتم قائلاً: “بئسَ الأخوة إن كانت كذلك”.
السعودية لم ولن تركع إلاّ لله
وتاريخها المُشّرف خير شاهد على ذلك.ولذلك نقول
ذهبوا الى إيران في ذروة الصراع معها في اليمن وعقدُ الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية معها!
ذهبوا إلى تركيا في ذروة المقاطعة الاقتصادية والحملات الاعلامية ودعموا اقتصاد اردوغان ولم يتوقف التبادل…
— ممدوح الرفيد (@mamdouh4729) April 10, 2023
وفدان سعودي وعماني يجريان مباحثات مع الحوثيين في صنعاء
وكان وفدان سعودي وعماني قد أجريا محادثات مع مسؤولين من جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الأحد، في الوقت الذي تسعى فيه الرياض إلى وقف دائم لإطلاق النار لإنهاء مشاركتها العسكرية في الحرب المستمرة منذ فترة طويلة في البلاد.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، تشير الزيارة إلى إحراز تقدّم في المشاورات التي تتمّ بوساطة عُمان بين الرياض وصنعاء، والتي تجري بالتوازي مع جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة، حيث اكتسبت مبادرات السلام زخماً بعد اتفاق الخصمين اللدودين السعودية وإيران على إعادة العلاقات في صفقة توسطت فيها الصين.
وتحاول سلطنة عُمان، التي لها حدود مشتركة مع اليمن، منذ سنوات تجسير الخلافات بين الأطراف المتحاربة في اليمن، وعلى نطاق أوسع بين إيران والسعودية والولايات المتحدة.
وذكرت وكالة الأنباء الحوثية (سبأ)، أنّ المبعوثين الذين وصلوا في ساعة متأخرة من مساء السبت التقوا برئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط في القصر الرئاسي بصنعاء.
وجدّد الرئيس المشاط موقف الجماعة الداعي إلى “سلام مشرف”، وأنّ الشعب اليمني يتطلع إلى “الحرية والاستقلال”.
وأضافت أن الجانبين سيتفاوضان لإنهاء الأعمال العدائية ورفع الحصار الذي تقوده السعودية على المواني اليمنية.
تفاصيل الاتفاق المتوقّع
وقالت مصادر لرويترز، إنّ المحادثات السعودية-الحوثية تركز على إعادة فتح المواني التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بالكامل، ودفع رواتب الموظفين العموميين، وجهود إعادة البناء، وإطار زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.
يشار إلى أنّ حرب اليمن ينظر إليها على أنها واحدة من عدة معارك بالوكالة بين إيران والسعودية، حيث أطاح الحوثيون، المتحالفون مع إيران، بحكومة تدعمها السعودية من صنعاء في أواخر عام 2014، ويسيطرون بحكم الأمر الواقع على شمال اليمن، قائلين إنهم ينتفضون ضد نظام فاسد وعدوان أجنبي.
ويقاتل الحوثيون ضد تحالف عسكري تقوده السعودية منذ عام 2015 في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف وترك 80٪ من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
الإفراج عن 13 معتقلاً حوثياً
وقال مسؤول حوثي، السبت، إن الجماعة استقبلت 13 معتقلاً أطلقت السعودية سراحَهم مقابل إطلاق سراح معتقل سعودي في وقت سابق، قبل تبادل أوسع للأسرى اتفقت عليه الأطراف المتحاربة.
واتفقت الحكومة اليمنية والحوثيون خلال محادثات جرت في سويسرا الشهرَ الماضي بحضور الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر على إطلاق سراح 887 معتقلاً، وقال عبد القادر المرتضى المسؤول في جماعة الحوثي، إنّ السجناء الـ13 هم جزء من الاتفاق.
السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر يعلق
من جانبه، أكد السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، الإثنين، أنّه يزور العاصمة اليمنية صنعاء مع وفد عماني من أجل تثبيت الهدنة وبحث الوصول إلى حلٍّ سياسي شامل ومستدام.
“حل سياسي مستدام”
وكتب آل جابر في حسابه عبر تويتر: “أزور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن”.
وأضاف أنّ الزيارة تأتي أيضاً “استمراراً لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في 2021”.
استمراراً لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في ٢٠٢١م، ازور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن. pic.twitter.com/AtQMLQ69I9
— محمد ال جابر (@mohdsalj) April 10, 2023