الرئيسية » تقارير » السعودية وعمالقة النفط يخفضون الإنتاج فجأةً.. صدمة لواشنطن وملءٌ لخزائن بوتين

السعودية وعمالقة النفط يخفضون الإنتاج فجأةً.. صدمة لواشنطن وملءٌ لخزائن بوتين

وطن– أعلنت المملكة العربية السعودية ومنتجو النفط الرئيسيون الآخرون، عن تخفيضات مفاجئة يصل مجموعها إلى 1.15 مليون برميل يوميًا من مايو حتى نهاية العام، في خطوةٍ قد ترفع الأسعار في جميع أنحاء العالم.

وقالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، في تقرير، إن أسعار النفط المرتفعة ستساعد على ملء خزائن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث تشنّ بلادُه حربًا على أوكرانيا وتُجبر الأمريكيين وغيرهم على دفع المزيد من الأموال، وسط التضخم في جميع أنحاء العالم.

ومن المرجّح أيضًا، أن يؤديَ ذلك إلى مزيد من التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة، التي دعت السعودية وحلفاء آخرين إلى زيادة الإنتاج في الوقت الذي تحاول فيه خفض الأسعار والضغط على الشؤون المالية لروسيا.

وقال كيفين بوك، العضو المنتدب لشركة Clearview Energy Partners LLC، إنّ تخفيضات الإنتاج وحدَها يمكن أن تدفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة للأعلى بنحو 26 سنتًا للجالون، بالإضافة إلى الزيادة المعتادة التي تأتي عندما تغير المصافي مزيج البنزين خلال موسم القيادة الصيفي، وأضاف أن وزارة الطاقة تحسب الزيادة الموسمية بمتوسط ​​32 سنتًا للغالون الواحد.

لذلك، بمتوسط ​​سعر في الولايات المتحدة يبلغ الآن نحو 3.50 دولارات للغالون العادي، قد يعني ذلك زيادة سعر البنزين عن 4 دولارات للغالون الواحد خلال فصل الصيف.

ومع ذلك، قال بوك إن هناك عددًا من المتغيرات المعقدة في أسعار النفط والغاز، ويعتمد حجم خفض إنتاج كلّ دولة على رقم الإنتاج الأساسي الذي تستخدمه، لذلك قد لا يكون الخفض 1.15 مليون.

وقد يستغرق الأمر أيضًا كثيراً من العام حتى تدخل التخفيضات حيّز التنفيذ، وقد ينخفض ​​الطلب إذا دخلت الولايات المتحدة في حالة ركود بسبب الأزمة المصرفية، لكنّها قد تزداد أيضًا خلال فصل الصيف مع سفر المزيد من الناس.

وقال بوك، إنه على الرغم من أنّ خفض الإنتاج لا يمثّل سوى 1٪ من قرابة 100 مليون برميل من النفط يستخدمها العالم يوميًا، فإنّ التأثير على الأسعار قد يكون كبيرًا.

وأضاف: “إنها صفقة كبيرة بسبب الطريقة التي تعمل بها أسعار النفط.. أنت في سوق متوازن نسبيًا. يمكنك سحب مبلغ صغير، اعتمادًا على ما يفعله الطلب، يمكن أن يكون لديك استجابة سعرية كبيرة جدًا”.

السعودية أعلنت أكبر خفض بين أعضاء أوبك عند 500 ألف برميل يومياً

وأعلنت السعودية أكبر خفض بين أعضاء أوبك عند 500 ألف برميل يومياً، وتأتي التخفيضات بالإضافة إلى التخفيض المعلن في أكتوبر الماضي، والذي أثار حفيظة إدارة بايدن.

ووصفت وزارة الطاقة السعودية، الخطوة بأنها “إجراء احترازيّ” يهدف إلى استقرار سوق النفط. تمثّل التخفيضات أقل من 5٪ من متوسط ​​إنتاج المملكة العربية السعودية البالغ 11.5 مليون برميل يوميًا في عام 2022.

وقال العراق، إنه سيخفض الإنتاج 211 ألف برميل يومياً، والإمارات 144 ألفاً، والكويت 128 ألفاً، وكازاخستان 78 ألفاً، والجزائر 48 ألفاً، وسلطنة عمان 40 ألفاً، وتمّ نقل الإعلانات من قبل وسائل الإعلام الحكومية في كلّ بلد.

في غضون ذلك، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إنّ موسكو ستمدّد خفضًا طوعيًا قدره 500 ألف حتى نهاية العام، وفقًا لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية تاس.

وكانت روسيا قد أعلنت عن الخفض أحاديّ الجانب في فبراير بعد أن فرضت الدول الغربية سقوفًا للأسعار.

وجاءت التخفيضات التي أُعلن عنها في أكتوبر الماضي، بنحو مليوني برميل يوميًا، عشيةَ انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة التي كان ارتفاع الأسعار فيها يمثّل مشكلة رئيسية، وتعهّد الرئيس جو بايدن في ذلك الوقت بأنه ستكون هناك “عواقب”، ودعا المشرعون الديمقراطيون إلى تجميدِ التعاون مع السعوديين، فيما نفت كلٌّ من الولايات المتحدة والمملكة أيَّ دوافع سياسية في النزاع.

ومنذ تلك التخفيضات، اتجهت أسعار النفط إلى الانخفاض، تمّ تداول خام برنت، وهو معيار عالمي، حول 80 دولارًا للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي، انخفاضًا من نحو 95 دولارًا في أوائل أكتوبر، عندما تمّ الاتفاق على التخفيضات السابقة.

تخفيضات جوهرية في مخزون أوبك

وقال المحللان جياكومو روميو ولويد بيرن من جيفريز في مذكِّرة بحثية، إن التخفيضات الجديدة يجب أن تسمح بتخفيضات “جوهرية” لمخزون أوبك في وقتٍ أبكر مما كان متوقّعاً، ويمكن أن تؤكد صحة التحذيرات الأخيرة من بعض التجار والمحللين أنّ الطلب على النفط يضعف.

وقالت كريستيان كوتس أولريشسن، الخبيرة الخليجية في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، إنّ السعوديين مصممون على إبقاء أسعار النفط مرتفعة بما يكفي لتمويل مشاريع عملاقة طموحة مرتبطة بخطة رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030 لإصلاح الاقتصاد.

وأضاف: “هذه المصلحة المحلية لها الأسبقية في صنع القرار السعودي على العلاقات مع الشركاء الدوليين ومن المرجح أن تظلّ نقطة احتكاك في العلاقات الأمريكية السعودية في المستقبل المنظور”.

وأعلنت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، التي تديرها الدولة مؤخرًا عن أرباح قياسية بلغت 161 مليار دولار عن العام الماضي، وارتفعت الأرباح بنسبة 46.5٪ مقارنةً بنتائج الشركة لعام 2021 البالغة 110 مليارات دولار، وقالت أرامكو إنها تأمل في زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.

ضغوط متزايدة على التحالف الأمريكي السعودي

وتعرّض التحالف الأمريكي السعودي المستمر منذ عقود لضغوط متزايدة في السنوات الأخيرة بعد مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي، الصحفي المقيم في الولايات المتحدة، في 2018، وحرب المملكة العربية السعودية مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

كمرشّحٍ للرئاسة، تعهّد بايدن بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة” بسبب مقتل خاشقجي، لكن مع ارتفاع أسعار النفط بعد تنصيبه تراجع، وزارَ المملكة في يوليو الماضي في محاولة لإصلاح العلاقات، مما أثار انتقادات لمشاركته في ضربة قبضة مع ولي العهد الأمير محمد.

ونفت المملكة العربية السعودية انحيازَها لروسيا في حرب أوكرانيا، على الرغم من أنها أقامت علاقات أوثق مع كلٍّ من موسكو وبكين في السنوات الأخيرة، وفي الأسبوع الماضي، أعلنت أرامكو عن استثمارات بمليارات الدولارات في صناعة البتروكيماويات الصينية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.