الرئيسية » الهدهد » نظام السيسي يدفع بمعتقلي الرأي للانتحار.. رسالة صادمة مسربة من “سجن بدر 3”

نظام السيسي يدفع بمعتقلي الرأي للانتحار.. رسالة صادمة مسربة من “سجن بدر 3”

وطن- أشادت السلطات المصرية “بسجن بدر 3” الذي تمّ افتتاحه في سبتمبر 2021، ويقع على بعد 70 كيلومترًا شمال شرق القاهرة، باعتباره “سجنًا نموذجيًا”. لكنّ المعتقلين السياسيين يروون داخل أسواره وزنزاناته قصصاً أخرى أبعد ما تكون عن التفاؤل.

السيسي يتفاخر بمعتقلاته

ومنذ أن أصبح رئيسًا في عام 2014، بنى السيسي ما لا يقلّ عن 28 سجنًا جديدًا، أي أكثر من ثلث العدد الإجمالي لمصر، والذي يقدّر الآن بـ 81 سجناً.

وروّج السيسي لمنشآت السجون الجديدة كنموذج في الامتثال لحقوق الإنسان، لكن الجماعات الحقوقية انتقدتها لأنها لا تفي بالمعايير الدولية.

وبعد ذلك بوقت قصير، افتتحت السلطات مجمّعينِ سجنيين كبيرين، بدر ووادي النطرون، وبعد عام بدأت في نقل السجناء السياسيين إلى المنشآت الجديدة.

وبحسب موقع “ميدل إيست آي“، استنكرت عدة منظمات حقوقية مصرية ودولية ضعفَ معايير حقوق الإنسان في سجن “بدر 3″، وادّعت أنها أدّت إلى مقتل العديد من المعتقلين ودفعت إلى إضراب جماعي عن الطعام.

وقالت لجنة العدل، وهي منظمة حقوقية مقرّها جنيف، إنها وثّقت ما لا يقلّ عن خمس حالات وفاة لسجناء، بسبب الإهمال الطبي في بدر 3.

تفاصيل صادمة في رسالة مسربة جديدة من سجن "بدر3" بمصر
تفاصيل صادمة في رسالة مسربة جديدة من سجن “بدر3” بمصر

مؤلمة.. رسالة كارثية مسرّبة من داخل “سجن بدر3”

وفي فضيحة جديدة لنظام السيسي وتكذيبٍ لادعاءاته عن تطوير السجون والمعاملة الآدمية داخلها، نشرت منظمات حقوقية مصرية، من بينها “منصة حقهم“، ومركز الشهاب لحقوق الإنسان، رسالةً جديدة من سجناء مجمع التأهيل (سجن بدر 3)، وجّهوا فيها رسالة نداء لكل منظمات حقوق الإنسان.

وجاء في نص الرسالة المسرّبة من داخل السجن والمكتوبة بخط اليد، والتي تعدّ الثامنة منذ بداية مارس/آذار: “نداء لكل من ما زال يحمل في قلبه ذرة من تقديس للإنسانية.. ما زال هناك في بدر 3 (500 إنسان) معزولون عن العالم لا يعلمون أي شيء عن العالم والعالم لا يعلم أي شيء عنهم”.

وتابعت الرسالة المؤلمة: “معزولون عن كل شيء ومحرومون من كل مقومات الحياة، إلا قليلاً من طعام رديء لا يكفي لإقامة صلب طفل في المرحلة الابتدائية”.

وأضافت: “بعد ترحيل أكثر من ثلثي قوة السجن دخل مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون على أحد الشباب وسبّه بألفاظ نابية، وقال له لفظاً (الشعب 108 مليون أنتم مفكرين الـ500 دول فارقين مع السيسي احنا ممكن نقتلكم)”.

“وبعدها، بدأت إدارة السجن بقيادة مسؤول أمن الدولة لمنطقة بدر (يحيى زكريا) باتباع سياسة الموت البطيء، حيث تمّ نشر المعتقلين على جميع غرف السجن، وأصبحت الغرف يسكنها فردان بعد أن كانت هناك غرف يسكنها 20 فرداً.

وتمّ أخذ كل مقومات الحياة منهم سوى ما ننام عليه والملبس فقط وبعض الغرف بها 3 أفراد كأقصى عدد، وفي إحدى المشكلات رفض المعتقلون الخروج من الغرف في أثناء النقل ودخلت القوات التابعة لمنطقة بدر ومصلحة السجون وأخرجتهم بالعنف وحدثت 3 محاولات انتحار في هذا الحدث.

عندها، ظهر مسؤول أمن الدولة يحيي زكريا، وقال لبعض المعتقلين: (اعتبروا نفسكم في العقرب، أنا قربت أنهي الملف.. انتم العالم كله بيتكلم عنكم ولازم تنزلوا من على المسرح)”.

وعن وصف وضعهم في السجن، قال السجناء في الرسالة: “الوضع الآن كل 2 معتقلين في زنزانة عكس قوانين السجن وتم وقف كل حقوقهم من أدوات نظافة وكمية الطعام غير كافية.. الطعام قليل جداً.. وغير آدمي وتم وقف ما يسمى بالكافيتريا (وجبات نشتريها بسبب قلة كمية الأكل)، وتم وقف الصابون والقصافات و(ماكينات) الحلاقة والآن يتم الضغط علينا بالمرضى”.

وتابع السجناء في رسالتهم: “الإدارة الآن لا تستجيب لأي حالة استغاثة مرضية، حتى بعد الخبط على الأبواب لساعات لا يتم الاستجابة وأصحاب الأمراض المزمنة لا يتم صرف العلاج الدوري لهم ويتم صرف كمية قليلة جداً نوع من كل 4 أنواع بكمية لا تكفي الشهر.. بعد أكثر من طلب لمأمور السجن (محمود الجمل) أو رئيس المباحث (محمد حسن)”.

وأضاف السجناء في بدر 3: “ما يحدث معنا الآن هو محاولة قتل بالبطيء، معظمنا أصبح لا يقوى على التحرك من مكانه بسبب الشعور بالدوخة لضعف التغذية ومحاولات الانتحار ما زالت مستمرة”.

واستطردوا: “هناك أخ منذ 5 أيام قام بشنق نفسه وأخرجته القوات من غرفته محمولاً لا يتنفس وآخر ما قاله عنه ضابط الأمن الوطني في نفس اليوم إنه على جهاز التنفس الصناعي، وبعدها تم ترحيل كل من في العنبر ولا أحد يعلم عنه أي شيء ولا عن حالته الصحية”.

واختتم السجناء رسالتهم بـ”أيها العالم لا تتخلى عنا، لا يمنعهم من قتلنا سوى كلامكم عنا. أيها العالم ما زال هناك 500 فرد في سجن (مقبرة) بدر 3 يموتون بالبطيء. أيها العالم ما زلنا نتنفس”.

نظام السيسي يدفع بمعتقلي الرأي للانتحار رسالة صادمة مسربة من “سجن بدر 3”

رسائل سابقة من داخل معتقلات النظام

وسبق أن سلّطت رسالة مسربة من المحتجزين بالسجن، تمت مشاركتها مع موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في فبراير الماضي، الضوء على الظروف المروعة داخل سجن بدر3، بما في ذلك حظر الزيارات العائلية وعدم كفاية الرعاية الصحية.

وورد في الرسالة أنّ أحد النزلاء وهو حسام أبو شروق، انتحر في زنزانته مطلع فبراير، بينما حاول آخر، وهو محمد ترك أبو يارا، الانتحار بعد أن رفض مسؤولو السجن السماح له بالاتصال بأسرته التي تعيش في المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا. كما حاول النزيل الثالث، عوض نعمان، الانتحار ونُقل إلى مستشفى السجن بعد إصابته.

وجاء في الرسالة أيضاً، أنّ السجين محمد بديع (79 عاماً) زعيم جماعة الإخوان المسلمين، أكبر جماعة معارضة في مصر، بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على سوء المعاملة والإهمال الطبي.

“محرومون من أي اتصال”

في غضون ذلك، وثّقت منظمة العفو الدولية، في تقرير صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، احتجاز السجناء في بدر 3، “في ظروف قاسية وغير إنسانية”.

وقالت منظمة العفو، إنّ “المعتقلين يرتجفون في الزنازين الباردة مع إضاءة الفلوريسنت على مدار الساعة”. “يتم تدريب كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة عليها في جميع الأوقات؛ ويحظر الوصول إلى الضروريات الأساسية مثل الطعام الكافي والملابس والكتب.

وأضاف: “إنهم محرومون من أي اتصال مع عائلاتهم أو محاميهم، وتعقد جلسات تجديد الاحتجاز على الإنترنت”.

وتقدّر جماعات حقوق الإنسان أنّ مصر تحتجز 60 ألف سجين سياسي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.