الرئيسية » الهدهد » اغتصاب جماعي.. ناجيتان من معتقلات الإيغور تكشفان ما يحدث هناك من فظائع

اغتصاب جماعي.. ناجيتان من معتقلات الإيغور تكشفان ما يحدث هناك من فظائع

وطن- قدّمت امرأتان تقولان إنهما عاشتا معسكرات “إعادة التثقيف” الصينية وهربا منها في نهاية المطاف؛ شهادتَهما المباشرة أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي، ليلة الخميس، حيث سردتا روايات مروعة عن الحياة رهن الاعتقال.

انتهاكات مروعة ضد الإيغور في الصين

ويعيش الإيغور في إقليم شينجيانغ شمال غربي الصين، ويشكّلون أغلبية سكانه البالغ عددهم نحو 26 مليون نسمة إلى جانب الكازاخ والهان.

ووفق تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، قالت “غلبهار هايتيواجي”، وهي امرأة من الأويغور في حديثها أمام لجنة خاصة من مجلس النواب في بداية شهر رمضان، إنها أمضت ما يقرب من ثلاث سنوات في معسكرات الاعتقال ومراكز الشرطة، حيث خضعت خلالها لـ 11 ساعة لما وصفته “بغسيل الدماغ” اليومي الذي تضمّن ترديد الأغاني الوطنية والإشادة بالحكومة الصينية قبل وبعد الوجبات.

وقالت هايتيواجي، إنّ المعتقلين يعاقَبون بسبب تحدّثهم بلغة الأويغور، وخضعوا لاستجوابات روتينية، وتمّ خلالها تغطية رؤوسهم وتقييدهم بالأغلال إلى كراسيهم.

وأكدت المرأة الإيغورية، المتهمة بـ”إثارة الفوضى”، واحتُجزت مع 30 إلى 40 شخصاً في زنزانة مخصّصة لتسعة أشخاص، أنّه تمّ تقييدها مع محتجزات أخريات، بالسلاسل إلى أسرّتهن، في بعض الأحيان لمدة 20 يوماً متواصلة.

وأضافت هايتيواجي: “هناك كاميرات في جميع أنحاء المخيم، ترصد كل تحركاتنا”.

وفي إفادة مكتوبة، كتبت هايتيواجي أنه بعد حلق رأسها بدأت تشعر بأنها بدأت تفقد إحساسها بنفسها، وفقدت قدرتها حتى على تذكر وجوه أفراد عائلتها”.

وأدت حملة قامت بها عائلتها ودعوة من قبل الحكومة الفرنسية إلى إطلاق سراح هايتيواجي في عام 2019. وتقول إنه بسبب النحافة أعطتها السلطات الصينية المزيد من الطعام قبل إطلاق سراحها، حتى يبدو مظهرها أفضل، ولضمان عدم الحديث عن سوء المعاملة التي تلقتها خلال فترة الاحتجاز.

وقبل مغادرتها، وجّه المسؤولون الصينيون تحذيراً صارخاً إلى هايتيواجي: “بعدم التحدث عما شاهدته في معسكر الاعتقال، وإذا فعلت ذلك، سينتقمون من أفراد عائلتها في الوطن”.

وتابعت “الغارديان”، أنّ هايتيواجي رفضت التزام الصمت، ونشرت كتابًا عن تجربتها في عام 2021. وقالت إنه بسبب قيامها بذلك، وصفتها الحكومة الصينية بالإرهابية. منذ ذلك الحين، لم تتمكن من الاتصال بعائلتها التي لا تزال تعيش في الصين.

وبدورها، قالت قلبينور صديق، وهي عضو في الأقلية العرقية الأوزبكية في الصين، وتعمل ناشطة في مجال حقوق الإنسان، إن السلطات الصينية أجبرتها على التدريس في أحد معسكرات الاعتقال في الصين.

قاعدة بيانات صينية مسربة تكشف مصير آلاف المعتقلين من مسلمي الإيغور
قاعدة بيانات صينية مسربة تكشف مصير آلاف المعتقلين من مسلمي الإيغور

اغتصاب جماعي وصعق

أدلت السيدتان بشهادتهما أمام لجنة خاصة في الكونغرس، وتحدثتا عن عمليات اغتصاب جماعي وصعق بالكهرباء وحالات غسيل دماغ وجميع أشكال التعذيب النفسي والجسدي ضد المعتقلين.

ووصفت صديق مرافق الاحتجاز، بأنها “مثل منطقة حرب”، مع سياج من الأسلاك الشائكة وحراس مسلحين. ولا تزال الناشطة التي تعيش في هولندا حالياً تتذكر سماع “أصوات الصراخ الرهيبة” لسجناء الأويغور في أثناء تعذيبهم.

ومنذ مغادرتها البلاد، فقدت الاتصال بأسرتها، وقالت: “لست متأكدة ما إذا كان زوجي لا يزال على قيد الحياة أم لا”.

الإيغور: شهادات محتجزات عن الاغتصاب الجماعي والتعذيب في الصين
الإيغور: شهادات محتجزات عن الاغتصاب الجماعي والتعذيب في الصين

واحدة من فظائع القرن

وقال مايك غالاغر من ولاية ويسكونسن، الرئيس الجمهوري للجنة مجلس النواب، في افتتاح الجلسة، إنّ إحدى أولويات اللجنة هي تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوة عالمية عظمى.

وأضاف غالاغر: “أقل ما يمكننا فعله في هذه اللجنة هو التأكد من أنه خلال 50 عامًا، عندما يتم تذكر الإبادة الجماعية في شينجيانغ باعتبارها واحدة من فظائع القرن الحادي والعشرين. لا يوجد مدير تنفيذي للشركة، ولا صانع سياسات، ولا مستثمر، ولا رئيس جامعة يمكنه أن ينظر في أعين أحفادهم ويدعي أنهم لا يعرفون”.

واتهمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة، الصين بقمع واسع النطاق للأويغور والأقليات العرقية الأخرى ذات الغالبية المسلمة في منطقة شينجيانغ، والتي تشمل إرسال مليون أو ربما أكثر إلى معسكرات التلقين، حيث قال الناجون إن النزلاء يتعرضون للقمع الجماعي، فضلاً عن المراقبة الدائمة والتعذيب والاعتداء الجنسي والتعقيم القسري.

وتنفي الصين الاتهامات، مدّعيةً أنّ سياساتها في شينجيانغ مرتبطة بمكافحة الإرهاب والتهديدات المتطرفة.

وقال المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن، ليو بينغيو، إنّ شهود اللجنة كانوا “يختلقون أكاذيب تتعلق بشينجيانغ” بناءً على دوافع سياسية خفية.

وقال ليو: “نأمل أن يتمكن الشعب الأمريكي من التعرف على الوجه الحقيقي لهذه القوات المعادية للصين، وألا تضلل الشائعات والأكاذيب”.

وزعم المسؤول الصيني، أنّ حقوق الإنسان لجميع الجماعات العرقية في شينجيانغ، “تمت حمايتها إلى أقصى حد”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.