الرئيسية » تقارير » بلومبيرغ: إذلال السعودية جائزة إيران الكبرى من الاتفاق الأخير.. كيف ذلك؟

بلومبيرغ: إذلال السعودية جائزة إيران الكبرى من الاتفاق الأخير.. كيف ذلك؟

وطن- اتفقت السعودية وإيران في العاصمة بيكين بواسطة من التنين الصيني، على إعادة العلاقات الثنائية بينهما إلى سابق عهدها، في خطوة اعتبرتها صحيفة “بلومبيرغ” نصراً مكتملَ الأركان لصنّاع القرار في طهران، على حساب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي المملكة.

إذلال السعودية جائزة إيران الكبرى من الاتفاق

قال “بوبي غوش”، وهو كاتب عمود لمقالات الرأي في “بلومبيرغ” الأمريكية، متخصص في الشرق الأوسط، إنّ إذلال السعودية هي جائزة إيران الكبرى من الاتفاق المبرم بين طهران والرياض في العاشر من الشهر الجاري في العاصمة الصينية بيكين بواسطة من الصين.

اتفاق، كانت أهمّ مخرجاته إعادة فتح السفارتين، وتعهّد الطرفان بالعمل معًا من أجل السلام الإقليمي.

في السعودية، يجادل النشطاء وكتاب الرأي والصحافيون المقربون من دوائر صنع القرار، بأنّ زعيمهم، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أظهر الحكمة والحنكة السياسية في الاتفاق مع إيران: الصفقة ستسمح له بالتركيز على أجندته الاقتصادية الطموحة للمملكة، وتخليص نفسه من حربه الفاشلة في اليمن.

كما أنّ ذلك الاتفاق، سيضع الأمريكيين في حجمهم الحقيقي في علاقات بالسعودية وقضايا الشرق الأوسط، حسب ما ادّعى بعض المحللين المقربين من النظام السعودي.

لكن وعلى النقيض من مزاعم النصر الذي يُسوق له السعوديون؛ في الجمهورية الإسلامية، تُصوَّر الصفقة على أنها هزيمة ليس فقط للولايات المتحدة ولكن أيضًا على أنها نهاية للجهود الإسرائيلية لإدخال السعوديين في إطار اتفاقيات إبراهيم المزعومة.

قدّمت الصين مساهمة قليلة في المفاوضات، ولكن من خلال وضع موافقتها على الاتفاق، تتحمل بكين المسؤولية الجسيمة المتمثلة في منع الموقعين من السعي وراء عرقلة مصالح بعضهما.

ليس لدى الولايات المتحدة كثير لتخسره، والسعوديون على كلّ حال، لم يمنعوا اتفاقات إبراهيم، وحتى إن لم ينخرطوا فيها إلا أنّهم كانوا من أبرز المشجعين على تنفيذها.

بغض النظر عن كل ما سبق، وحدَها إيران تمتلك حقوق المفاخرة الحقيقية، كونها الرابح الأبرز من الاتفاق، فعودة علاقاتها مع السعودية هو نجاح نادر في السياسة الخارجية لنظام يسعى للخروج من العزلة، تقول بلومبيرغ.

سيشعر صناع القرار في طهران بأنّ سياسة الترهيب التي انتهجوها منذ عقود ضد منافسهم الرئيسي في الشرق الأوسط، قد آتت أكلها أخيراً.

ما مفاعيل الاتفاق السعودي-الإيراني في حدوده الدنيا والقصوى؟
ما مفاعيل الاتفاق السعودي-الإيراني في حدوده الدنيا والقصوى؟

محمد بن سلمان استسلم أمام إيران

خلاصة القول هي أنّ السعوديين استسلموا لحملة متواصلة من المضايقات من قبل وكلاء إيران في اليمن -ميليشيا الحوثي- ولتهديدات الجمهورية الإسلامية نفسها، وعلى رأسها برنامجها النووي.

بعد أن تمكّنت إيران من تركيع السعودية بهذه الوسائل، من غير المرجّح أن تخفّف قبضتها على صناع القرار في الرياض من الآن فصاعداً، تؤكّد الصحيفة الأمريكية.

صحيحٌ أنّ طهران قد وعدت بتعليق إمداداتها من الأسلحة إلى الحوثيين، لكنّها لا تهتمّ كثيرًا بالسماح للرياض بالراحة حيال التهديدات القادمة من الجنوب، اليمن.

يقول كاتب المقال، إنه من المرجّح أن تشجّعَ إيران الحوثيين على إجراء أي مفاوضات ستفضي لاحقاً نحو الانسحاب السعودي من اليمن، والتمسّك بشروط ستزيد من وطأة الإذلال للأمير محمد بن سلمان.

كما لا ينبغي للسعوديين، بحسب بلومبيرغ، أن يتوقعوا أيّ تخفيف للتهديد من الشمال: فالميليشيات التي تعمل بالوكالة لإيران في العراق، بعد أن أطلقت بالفعل صواريخ وطائرات بدون طيار في عمق المملكة، ستبقى مسلحة وخطيرة وجاهزة للتفعيل متى كان ذلك يناسب طهران.

تعرف الرياض أنّ الأمر سيستغرق كثيراً لإرضاء الإيرانيين في الحفاظ على السلام. ومن ثم، فإن وزير المالية محمد الجدعان يتحدث عن آفاق الاستثمارات السعودية في إيران، حتى أنّ ذلك قد يحدث “بسرعة كبيرة”، على حدّ تعبيره.

إن شعورَه بأنه مضطرّ لتقديم وعود لا يستطيع الوفاء بها -قلة من المستثمرين السعوديين الذين يجرؤون على مواجهة تحديات العقوبات الأمريكية- تنمّ عن اليأس الذي يعيشه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في علاقة بقضية إيران وميليشياتها التي تهدّد أمن السعوديين، تقول بلومبيرغ.

محمد بن سلمان: إيران جارتنا للأبد ولن نتمكن من التخلص من بعضنا بعضا ويجب حل الأمور بيننا
محمد بن سلمان: إيران جارتنا للأبد ولن نتمكن من التخلص من بعضنا بعضا ويجب حل الأمور بيننا

وتتساءل: هل تقبل طهران تعويضات عينية؟

السعوديون ليس لديهم كثير لتقديمه على الجبهة الدبلوماسية. إن قيادة المملكة لمجلس التعاون الخليجي ليست ذات فائدة تذكر لإيران، التي لديها بالفعل علاقات مع الأعضاء الآخرين.

للرياض نفوذ محدود في الأمم المتحدة والهيئات المتعددة الأطراف الأخرى. وعلاقاتها مع إدارة بايدن، حتى لو لم تكن متوترة، لن تخدم أي أغراض أو مواقف ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في الوقت الحالي، وفي ظلّ غياب المزيد من الفوائد الملموسة، سيتعيّن على إيران القبول بخضوع وإذلال السعوديين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.