الرئيسية » تقارير » هل حقا يمتلك جمال مبارك القدرة على إزاحة السيسي والمنافسة على الرئاسة؟

هل حقا يمتلك جمال مبارك القدرة على إزاحة السيسي والمنافسة على الرئاسة؟

وطن- تسود مواقع التواصل الاجتماعي في مصر منذ مدة موجةُ جدل وأحاديث، عن إمكانية عودة نظام حسني مبارك لحكم البلاد، من بوابة نجله الأكبر جمال مبارك، خاصة بعد تبرئة القضاء للرئيس الراحل مبارك -خلعته ثورة 25 يناير من الحكم- وأسرته من كل التهم التي وجّهت لهم في 2011 عقب الثورة.

حملات تلميع جمال مبارك تغزو مواقع التواصل

وتنشط حسابات عبر مواقع التواصل تتميّز بوجود تفاعل كبير عليها، في الترويج لجمال مبارك ومحاولة تلميع صورته مجدداً، وترسيخ فكرة أن إنقاذ مصر من فشل السيسي، حلّه هو عودة النظام القديم للحكم.

وتعول فئة العوام في مصر والمؤيدين لنظام حسني مبارك، على أمل عودة الأسعار القديمة للسلع وعودة الاقتصاد لوضعه السابق قبل الثورة، من خلال عودة النظام القديم (نظام مبارك). هذا الوهم الذي يراودهم يمكنه أن يتحقق من وجهة نظرهم عبر تولي جمال مبارك رئاسة مصر.

https://twitter.com/Osama_Abdelaal/status/1637399739640561665?s=20

حسني مبارك

وبعيداً عن عشوائية مواقع التواصل، دخل العديد من المحللين السياسيين على الخط فيما يخصّ الحملات التي تروّج لترشح جمال مبارك لرئاسة مصر ومنافسة السيسي على الحكم.

وفي هذا السياق، يرى أمين صندوق وعضو المكتب التنفيذي لحزب “الوفد” المصري، ياسر حسان، أنّ ترشّح جمال مبارك إلى انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة “فكرة لا معقولة من حيث التطبيق”، حسب وصفه.

وأوضح ياسر حسان في تصريحات لوسائل إعلام، أنّ ترشّحَ نجل الرئيس المصري الراحل، يتطلب الحصول على حكم قضائي لممارسة حقوقه السياسية، بعد مرور المدة القانونية عقب الحكم الذي صدر بحقه.

مضيفاً أنّ فكرة ترشّح جمال مبارك للرئاسة يقف وراءها في المقام الأول حركة “آسفين يا ريس”، خاصةً وأنّهم يرون في جمال مبارك امتداداً لوالده، وأنه تأكيد على أنّ ثورة 25 يناير أضرّت بمصر أكثر من الفائدة التي قدّمتها، مستغلين الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية.

كما شدّد “حسان” على أنه عندما تُجرى الانتخابات ويعلن جمال مبارك ترشّحَه للرئاسة، سيُقابَل بهجوم شديد وستُفتَح له العديد من الملفات التي لم يكن يتوقّعها.

هل يمكن أن يصبح جمال مبارك بديلاً للسيسي؟ إليك موقفه القانوني والأوراق التي بيده

معركة مبارك الابن

وأشار حسان إلى أنّ معركة مبارك الابن الانتخابية؛ ستكون صعبة للغاية، وفرصه ضعيفة جداً للفوز بانتخابات الرئاسة.

وأوضح أمين الصندوق وعضو المكتب التنفيذي لحزب “الوفد”: “خاصة وأن جمال مبارك لن يتم دعم ترشحه من القوى والتيارات المدنية الموجودة على الأرض، سواء كانت أحزابا أو تيارات، ولكنه سيقدم على خطوة الترشح بشكل فردي بدعم من مؤيدي النظام المصري قبل ثورة 25 يناير وعلى رأسهم فلول الحزب الوطني المنحل”.

وشدّد على أنّ التيارات المدنية الموجودة على الأرض ولها تواجد كبير على السوشيال ميديا؛ قد تطرح اسماً لمرشّح آخر في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

جمال مبارك مرشّح معدوم الفرص رغم دعم الخليج

“حسان” أوضح كذلك أنّ جمال مبارك مرشّح معدوم الفرص، مشيراً إلى أن الحديث لا يتناول قدرته وكفاءته الشخصية؛ ولكن الظروف المحيطة بترشّحه تجعلُ منه مرشّحاً معدوم الفرص، رغم ما يُشاع عن دعم بعض الدول الخليجية لفكرة ترشح مبارك الابن لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة.

وأشار إلى أن الشارع المصري يرى خلاف ما تراه النخب، ولا يسير وراء توجّهات الدول الخليجية المانحة، ويرى الأمور من زواية مختلفة، والدليل على ذلك نتائج انتخابات نقابة الصحفيين الأخيرة التي جاءت مغايرةً لما كان متوقّعاً، وفازت فيها المعارضة بقيادة خالد البلشي.

وقال ياسر حسان، إنّ أغلبية حملات جمال مبارك على السوشيال ميديا هي حملات مدفوعة لتحسين صورته أمام الشعب المصري، الذي كان يرى به سبباً رئيسياً في قيام ثورة 25 يناير.

كم زعم، أنّ “جماعة الإخوان تجد في جمال مبارك مخرجاً لها من الأزمة الحالية التي يمرون بها”.

وتنتهي الفترة الرئاسية الحالية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في عام 2024، بدلاً من 2022، ويحقّق له الترشّح لفترة رئاسية ثالثة مدتها 6 سنوات، بحسب التعديلات الدستورية التي أقرّها مجلس النواب المصري في 2019.

لجان ممنهجة للترويج لجمال مبارك

وكان تحقيق خطير لمنصة “إيكاد” الشهيرة، وعبر تحليل حزم من البيانات والمعطيات، كشف عن وجود لجان ممنهجة تعمل على تلميع جمال مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل، الذي أطاحتْ به ثورة شعبية من الحكم عام 2011.

وقال تقرير “إيكاد” الذي طالعته (وطن)، عبر حساب المنصة الرسمي بتويتر، إنه في أثناء تحليل النقاشات الطاغية على الساحة المصرية، لاحظ فريق إيكاد تناميًا في النقاشات، وتزايداً ملحوظًا في التغريدات حول نجل الرئيس المصري الأسبق جمال مبارك.

وأوضح أنّ التفاعلات بدت غير طبيعية، ما دفع فريق العمل لتحليلها، ليتبيّنَ لاحقًا أن “لجانًا ممنهجة تعمل على تلميع جمال”.

التفاعلات التي رصدها فريق “إيكاد”، تزامنت مع ما نشره موقع “Africa Intelligence” الاستخباراتي الفرنسي في فبراير الماضي، والذي قال إنّ الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر تغذّي طموح جمال مبارك لمنافسة عبد الفتاح السيسي على الرئاسة، وكشف عن لقاء سري عقده جمال مبارك مع السفير الأمريكي.

واعتبر تحقيق “إيكاد” أنّ ارتفاع التفاعل المبالغ فيه دفع الفريق لتحليل عينة من النقاش العام، لنكتشف وجود لجان وهمية وممنهجة عملت على تضخيم النقاش حول جمال مبارك، وتلميع صورته بطرق شتَّى.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.