الرئيسية » الهدهد » بيان إثيوبي ناري بعد تصريحات مصرية عن سد النهضة.. الأزمة تتعقد والصدام يقترب

بيان إثيوبي ناري بعد تصريحات مصرية عن سد النهضة.. الأزمة تتعقد والصدام يقترب

وطن – شهدت الأيام الماضية، تصعيدا حادا بين مصر وإثيوبيا في ملف سد النهضة الذي تواصل أديس أبابا بناءه، في حين تشكو مصر أضرار بالغة على حصتها المائية تتعرض لها.

ففي أحدث التطورات، ردت إثيوبيا على تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال فيها إن كل الخيارات مفتوحة، وتظل جميع البدائل متاحة، وأن مصر لها قدراتها وعلاقاتها الخارجية ولها إمكانياتها.

وتزامنت تصريحات شكري مع استعداد إثيوبي للملء الرابع لخزان السد، دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان.

وردا على تصريحات شكري، قالت إثيوبيا في بيان لوزارة خارجيتها، إن مصر خرقت ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي.

وأضاف البيان، أن أديس أبابا ترفض التصريحات غير المسؤولة المنسوبة إلى وزير خارجية مصر، والتي تحمل تهديدا لإثيوبيا”، وفق قولها.

وأشارت الخارجية الإثيوبية، إلى أن مثل هذا التهديد يشكل خرقا صارخا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي.

ولفتت إلى أن هذه التصريحات تمثل أيضا انتهاكا واضحا لاتفاقية إعلان المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، الموقعة في 23 مارس 2015 بين إثيوبيا ومصر والسودان.

وطالب البيان مصر “بأن تكف عن تصريحاتها القاسية وغير القانونية”، وفق تعبيرها، داعية كافة الجهات المعنية “للتنبه إلى انتهاك مصر الصارخ لمبادئ العلاقات الدولية” مؤكدة أنه لا يمكن تحقيق أي مصلحة من خلال “التهديد والترهيب”.

في المقابل، شدد البيان على أن التعامل بحسن نية والاحترام الكامل لمبادئ القانون الدولي، سيجعل الحل الودي بين الدول الثلاث “متاحا الوصول إليه” خلال المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي.

وتابع: “مرة أخرى، تكرر إثيوبيا دعواتها للأطراف لإعادة إشراك الاتحاد الإفريقي، والتوصل إلى حل تفاوضي بشأن سد النهضة”.

وزادت التوترات في الفترة الماضية بخصوص أزمة سد النهضة الإثيوبي، وسط تصاعد مطالب مصرية تحث على مواجهة حاسمة مع إثيوبيا لمواجهة ما تراه القاهرة تعنتا ومُضيًّا من قبل أديس أبابا في أعمال الملء والتخزين دون اتفاق.

وتخشى مصر من تأثر حصتها في مياه النيل، جراء السد الذي تقيمه إثيوبيا منذ عام 2011 على الرافد الرئيسي للنهر.

وتستعد إثيوبيا لتخزينٍ رابع في أغسطس (آب) القادم، ليصبح إجمالي التخزينات السنوية الأربعة 30 مليار متر مكعب.

مطالب مصرية سودانية

وتطالب القاهرة، ومعها الخرطوم، باتفاق قانوني مُلزم ينظّم عمليتي ملء وتشغيل السد، بينما تدفع أديس أبابا بإنشاء السد الكهرومائي بداعي حقّها في التنمية عبر استغلال مواردها المائية.

القاهرة تصعد لهجتها

ومع استعداد إثيوبيا لملء رابع لخزان سد النهضة، خلال موسم الأمطار المقبل، صعّدت القاهرة لهجتها؛ في محاولة للضغط على أديس أبابا، للتراجع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية قبل إبرام اتفاق.

وخاضت مصر لأكثر من عقد مفاوضات مع إثيوبيا إلى جانب السودان؛ في محاولة التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، دون نتيجة، الأمر الذي أدى إلى تجميدها منذ أبريل 2021، بعد فشل الاتحاد الأفريقي في التوسط لحل النزاع، ما دعا مصر إلى التوجه إلى مجلس الأمن الذي أصدر قراراً رئاسياً يدعو إلى تسريع المفاوضات وإبرام اتفاق يُرضي جميع الأطراف.

قرار عربي يغضب إثيوبيا

وقبل أيام، اعتمد مجلس وزراء الجامعة العربية قراراً يؤكد الالتزام العربي بحماية حقوق دول المصبّ لنهر النيل، ويتضمن دعوة الجانب الإثيوبي للتفاعل الإيجابي وإبداء المرونة في هذا الملف، مع طرحه كبند دائم على جدول أعمال مجلس الجامعةـ وهو ما أثار غضب أديس أبابا التي دعت لوقف تمرير الملف إلى مجلس الأمن أو الجامعة العربية، وحلّه عبر الآليات الأفريقية.

وكانت مصادر مصرية قد أشارت إلى أن طرح القاهرة القضية على جامعة الدول العربية مؤخرا، بداية لتصعيد دولي قد يتضمن التوجه مجدداً إلى مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن إجراءات أخرى، لكسر حالة الجمود الراهنة في القضية.

تحذيرات السيسي

سياسيا أيضا، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أن الدولة الأكثر جفافاً في العالم هي مصر، وليست لديها فرصة لتحمل أي نقص من المياه في أي وقت من الأوقات.

وتعقيبا على ذلك، قالت سماء سليمان، وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط»، إن مصر تمتلك الكثير من الأدوات والخيارات السياسية من أجل الدفاع عن مصالح شعبها، في مواجهة هذا التعنت المستمر».

لكن النائبة المصرية، استبعدت الحديث عن أي خيارات خشنة للتعامل المصري مع النزاع حال استمر الموقف الإثيوبي الحالي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.