وطن- أصابت ظاهرة غريبة ومحيّرة سكان إحدى القرى في “دارفور” غرب السودان، بحالة من الذعر والهلع، عندما شاهدوا نيراناً تخرج من باطن الأرض وتلتهم عشرات المنازل، ومحاصيل القرويين في قرية غربي البلاد.
نيران تخرج من باطن الأرض في السودان
وأرسل أبناء المنطقة نداءات استغاثة، مطالبينَ السلطات السودانية بالإسراع لمحاصرة الظاهرة التي وصفوها بالمحيرة.
وأكد بيان صادر عن صفحة الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية بحسب وسائل إعلام، أن النيران قضت على 75 منزلاً في قرية “عيال أمين” التابعة بمحلية الطويشة.
في حادثة محيرة.. نيران من باطن الأرض تلتهم قرية بدارفور وتثير الهلع بين السكان#تواصل #السودان pic.twitter.com/z329NhlDIA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 5, 2023
وذلك بعد مضيّ أسبوع واحد من عودة الفريق الفني الجيولوجي الذي كُلّف من حكومة ولاية شمال دارفور، للتقصي حول أسباب الحرائق المتكررة المجهولة الأسباب بقرية “مليسة” بمحلية سرف عمرة، والتي تبعد مسافة (٢٦٥ كلم) جنوب غرب الولاية.
ووفقاً لأحد أبناء المنطقة، فإن النيران تخرج من باطن الأرض وتأخذ شكلاً عمودياً قبل أن تلتهم ما حولها، مشيراً إلى أن النيران أدت إلى خسائر فادحة في ممتلكات السكان.

وكشف المدير التنفيذي لمحلية الطويشة سليمان علي بحر، في تصريح لوكالة السودان للأنباء “سونا“، عن أن قرية “عيال أمين” التي تبعد مسافة (٤٥ كلم) إلى الجنوب من رئاسة المحلية، قد ظلّت تشهد حرائق مجهولة المصدر منذ الخامس عشر من شهر فبراير الماضي.
مبيّناً أنّ تلك الحرائق تكررت عشرات المرات، وظلت تلتهم منازل المواطنين بكامل محتوياتها من المخزونات الغذائية والأثاث والأمتعة الشخصية. وذلك نسبة لعدم وجود وسيلة للإطفاء.
فيما طالب أحد أعيان المحلية ويُدعى سليمان مختار، الذي تحدث (لسونا) بضرورة تسريع الخطوات من أجل إغاثة الأسر المتضررة، التي وصف أوضاعها بالمأساوية، مطالِباً كذلك بضرورة إجراء دراسة جيولوجية عاجلة لتحديد طبيعة مشكلة الحرائق وإعداد خطة لمعالجتها.
في شئ مقلق جدا يحصل في السودان مالوش أي تفسير "نيران غامضة تخرج من باطن الأرض تحرق المنازل"
سكان قرية سودانية فوجيء بنشوب نيران من باطن الأرض، والتهامها لعدد كبير من المنازل.
وأصيبوا السكان بحالة هلع، بعدما دمرت النيران منازلهم، وهناك مخاوف من امتداد النيران للقرى المجاورة🤔🤔 pic.twitter.com/7HRWHdzgtr— samy ammar (@Samyamar58Ammar) March 5, 2023

هل يتسبب غاز ميثان كثيف تحت الأرض بهذه الحرائق الغامضة؟
وبحسب تقارير إخبارية محلية، يُرجّح أن يكون السبب غاز ميثان كثيف تحت الأرض أو تفاعل نفايات عضوية، وهي المرة الثانية التي تظهر فيها النيران بإقليم دارفور السوداني.
وقال خبراء في البيئة، إنه من المبكر الجزم بأسباب هذه النيران، ورجّح أنّ مثل هذه الظواهر تنتج في الغالب إما عن وجود غاز ميثان كثيف تحت الأرض، أو نفايات عضوية تتفاعل وتشتعل بفعل السخانة الشديدة.
وقال مستشار العناية بالبيئة واستدامة التنمية عيسى عبد اللطيف لموقع “سكاي نيوز“، إن مثل هذه الظواهر تنتج في الغالب إما عن وجود غاز ميثان كثيف تحت الأرض، أو نفايات عضوية تتفاعل وتشتعل بفعل السخونة الشديدة.
وأشار عبد اللطيف إلى ضرورة الإسراع بإرسال فريق مختص لدراسة التربة بعد أخذ عينات تفحص معملياً، لمعرفة الأسباب الحقيقة التي تقف وراء اشتعال تلك النيران.
نيران غامضة من باطن الأرض تحرق 75 منزلا في دارفور بـ #السودان. لا يوجد أي توضيح رسمي لسبب تلك النيران أو مصدرها حتى الآن.
ربما تكون ناتجة من انبعاث غاز الفسفور أو الميثان. pic.twitter.com/SniyrZVMKn— Dr Mahmoud Saad د محمود سعد (@doc_mahmoudsaad) March 5, 2023
فيما رجح المهندس الجيولوجي عبد الشافع آدم، في تصريح للمصدر ذاته، أن تكون النيران مرتبطة بعوامل جيولوجية كسخانة الصخور أو نوعية التربة، أو نتيجة للانبعاث الحراري لغازي الفسفور والميثان، أو بسبب المخلفات البيئية.
وأضاف “عبد الشافع”، أنهم ينتظرون النتائج المعملية لمعرفة الأسباب الحقيقية، لأن الفريق الفني الذي يتم إرساله من المنتظر أن تعود بعينات من التربة.
وفي أغسطس الماضي، تعرّضت دارفور لفيضانات كارثية، أسفرت عن مقتل العشرات.
وارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات في السودان منذ بَدء موسم الأمطار في البلاد إلى 89 قتيلاً، فيما واصلت الأمطار الغزيرة إغراق قرى في أنحاء البلاد.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن المتحدث باسم المجلس القومي للدفاع المدني السوداني العميد عبد الجليل عبد الرحيم، أن 36 شخصاً على الأقل أصيبوا منذ مايو.
وأشار إلى أن عدد المنازل التي دمّرت بشكل كامل بلغ نحو 20 ألف منزل في جميع أنحاء البلاد، بينما تضرر أكثر من 30 ألف منزل بشكل جزئي.
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في ست ولايات من أصل 18 ولاية بالبلاد.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، كان إقليم دارفور الغربي وولايات نهر النيل والنيل الأبيض وغرب كردفان وجنوب كردفان الأكثر تضرراً.
إقليم دارفور أو المعروف في مخططات وزارة البترول في السودان بالبلوك رقم ١٣ غني بالبترول و الغاز الطبيعي، ويحتوي باطن الأرض في تلك المنطقة على احتياطيات ضخمة من نوعيات البترول و الغاز الطبيعي عالي الجودة.
ولو كان الزعيم العسكري فاهم شغله تمام ما كان يحتاج يشحت شنط الدولارات الخليجي.