الرئيسية » الهدهد » مقال جديد لعماد الدين أديب يلمح فيه لانهيار نظام السيسي.. ماذا قال هذه المرة؟

مقال جديد لعماد الدين أديب يلمح فيه لانهيار نظام السيسي.. ماذا قال هذه المرة؟

وطن– من جديد، عاد الكاتب المصري عماد الدين أديب، لكتابة مقال لمح فيه لانهيار نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على وقع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بالبلاد حاليا.

عماد أديب عنونه مقاله بـ”وَهْم أنّ “الوضع تحت السيطرة“، وهي عبارة لطالما يروج النظام المصري بقيادة السيسي لمفهومهم على الرغم من ضراوة الأمة الاقتصادية.

مقال عماد الدين أديب بعنوان الوضع تحت السيطرة
مقال عماد الدين أديب بعنوان الوضع تحت السيطرة

 

قال أديب، إنّه في التاريخ المعاصر وَهم عظيم يقوم على قاعدة أنّ التحكم بكل أشكال القوة يؤدي إلى التمكن من إيصال البلاد، في أي زمان ومكان إلى وضع يُوصف بأنه “تحت السيطرة”.

وأضاف: “غالباً ما يكون الوضع الذي يُعتقد أنّه تحت السيطرة، والقائم على فرض الأمر الواقع بالقوّة الإجبارية، هو وضع مؤقّت وهشّ وقابل للانهيار، طال الزمان أو قصر.. وكان المفكّر العظيم مونتسكيو يقول: السلطة القائمة على الرضا الشعبي والاختيار الجماهيري الحرّ هي المرجعية الضامنة للاستقرار”.

وأشار إلى أنّ السيطرة بهذا المفهوم هي الاستقرار، والاستقرار يأتي من الرضا، والرضا يعبّر عن إرادة مجموع غالبية الشعب الذي يمتلك حقّ الاختيار وحقّ تقرير المصير وحقّ المشاركة الفعّالة والمتغلّبة في صناعة القرارات العليا المؤثّرة في واقعه ومستقبله.

أمثلة لأنظمة سقطت تاريخيا

وضرب أمثلة ببعض الأنظمة التي وقعت تاريخياً في سوء تقدير مفهوم “تحت السيطرة” حتى سقطت في النهاية، وقال: “هتلر كان يؤمن إيماناً راسخاً بأنّ بلاده وثلث العالم تحت السيطرة.. موسوليني كان يؤمن بأنّ المذهب الفاشي سيجعله المسيطر الأوّل والأوحد على إيطاليا.. صدّام حسين، معمّر القذّافي، علي عبد الله صالح، جعفر نميري وزين العابدين بن علي، رحمهم الله، كان لديهم ثقة مطلقة بأنّ سيطرتهم نهائية وأنّ الأوضاع كلّها “تحت السيطرة”.

وأشار أيضا إلى أن واشنطن اعتقدت خاطئة بأنّها قادرة بالقوّة المسلّحة على السيطرة على فيتنام وإيران وأفغانستان وفنزويلا وكوبا و”القاعدة” و”داعش”، ولفت كذلك إلى صراعات إقليمية كثيرة في العالم وفي الشرق الأوسط قيل عنها إنّها لا تدعو للقلق وإنّها “تحت السيطرة”.

ونوه أديب، بأن التعريف القاموسي السياسي لمصطلح “تحت السيطرة” يعني أنّ “الوضع تتمّ إدارته” أو أنّ “الأزمة أو الصراع يتمّ احتواؤه بنجاح”، وأنّ “حالة الخطر التي كان يشكّلها أصبحت الآن لا تشكّل خطراً”، وفي قواميس أخرى يصبح المصطلح مرادفاً لحالة الردع أو الضبط أو الكبح أو اللجم.

وتابع: “المصطلح يستخدم ليل نهار في كلّ أوجه حياتنا اليومية، سواء في الحرائق أو الأسعار أو النزاعات أو الخلافات الحدودية والطائفية والقبلية والتظاهرات الشعبية والفئوية”.

وأوضح أن العالم يواجه حاليا حالة انفلات في شؤون البيئة والطاقة والأغذية والسلع الأساسية وسلاسل الإمداد، وبعد كارثتَيْ تكاليف جائحة كورونا وفاتورة الحرب الروسية الأوكرانية وارتباك علاقات مربّع الصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يخرج العالم بالأرقام من حالة “تحت السيطرة”.

وأفاد بأن ثلث سكان العالم البالغ عددهم 7 مليارات و750 مليون نسمة، باتوا تحت خطّ الفقر، ونصف سكان العالم يعانون اليوم نقصاً في المياه النظيفة والغذاء الصحّي وفرص العمل.

وبلغت فاتورة كورونا 3 تريليونات دولار، وبلغت فاتورة الحرب الروسية الأوكرانية في 12 شهراً 1.7 تريليون دولار، ولن يزيد معدّل النموّ الاقتصادي العالمي هذا العام على 2% فقط، وهناك تهديد وجودي للطبقة الوسطى وارتفاع متوقّع للتضخّم لا يقلّ عن 10%، وهو ما يخلق حالة شديدة الخطورة لأيّ شعور بالرضا، ويهدّد الاستقرار العالمي ويصيبه في مقتل.

لكن أديب استكمل: “عدم الرضا الذي يصل إلى نقطة انكسار الثقة بالحكومة يظهر في الدول الديمقراطية الصناعية من خلال عدم تجديد التفويض الشعبي عبر الصندوق الانتخابي والانتقال السلمي السلس لاختيار حزب آخر كي يدير الحكم بطريقة مغايرة تحقّق رغبات الجماهير”.

مقال عماد الدين أديب
مقال عماد الدين أديب

كلمات عماد أديب في مقاله، تحمل تلميحات بانهيار نظام السيسي، باعتباره دائما ما يروج لمفهوم أن الأمور في البلاد تحت السيطرة، ويحرص على طمأنة المواطنين رغم الانهيار الاقتصادي.

14 سبباً لسقوط الحكّام والأنظمة

وهذه ليست المرة الأولى من نوعها، التي يكتب فيها عماد الدين أديب مقالا ضد السيسي، إذ كتب في وقت سابق مقالا تحت عنوان “14 سبباً لسقوط الحكّام والأنظمة“.

عماد الدين أديب يكتب مقال ضد السيسي بعنوان 14 سبباً لسقوط الحكّام والأنظمة
عماد الدين أديب يكتب مقال ضد السيسي بعنوان 14 سبباً لسقوط الحكّام والأنظمة

وعبّر أديب عما وصفَه بخوفه الشديد على كثير من الأنظمة والشعوب من الآن حتى منتصف العام المقبل، وعدّد أسبابا لسقوط الأنظمة في العالم العربي المعاصر، وذكر منها اعتماد الحاكم على رجال ثقة موالين له على الرغم من ضعف كفاءتهم وفشلهم في التصدّي لمشكلات البلاد والعباد.

وهذه الأسباب هي الفساد المطلوب للحاكم، وعدم فساد الحاكم، لكن تغاضيه وسماحه للحلقة الضيّقة القريبة منه بممارسة الفساد والإفساد، والاعتماد على رجال ثقة موالين له على الرغم من ضعف كفاءتهم وفشلهم في التصدّي لمشكلات البلاد والعباد، وتحوّل رجال الثقة بعد تمكّنهم من مفاصل الدولة إلى خدمة مصالحهم قبل مصالح الدولة، والولاء لأنفسهم قبل الولاء للحاكم والنظام.

وتشمل أيضا استقواء بعض رجال السلطة وتضحيتهم بالحاكم من أجل بقاء مصالحهم، بمعنى “فليذهب الحاكم مقابل أن يبقى الحزب أو الجهاز أو التيار أو الطائفة”، وقيام بعض عناصر الحكم بالارتباط بعلاقة عمالة مع قوى إقليمية أو دولية للاستقواء بها في معادلة اختطاف الحكم لصالحها، وصراع أجهزة الحكم بعضها مع البعض الآخر بشكل مدمّر، وهو ما يجعل حالة العداء بين أجهزة الحكم بدلاً من أن يكون العداء أو الخصومة لأعداء النظام الحقيقيين. باختصار أن تكون مشاكل النظام الداخلية ذات أولوية على مشاكله مع الأعداء.

وتتضمن كذلك انصراف أجهزة الدولة المنوط بها الحفاظ على المال العامّ إلى الانشغال بتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصالح الوطن من خلال السمسرة والعمولات والرشى في منح التراخيص وترسية المناقصات العامّة بغير وجه حقّ وبدون البحث عن الصالح العامّ في ظلّ الشفافية والحياة التي يوفّرها القانون، وعدم اهتمام فريق الجهاز الحكومي بشؤون الدولة وانصرافه م إلى تصفية بعضه البعض، وهو ما يضعف الحكم والحاكم لصالح القوى المضادّة.

وساق أديب من بين الأسباب أيضا شعور بعض التيارات أو القوى بعدم أحقّيّة الحاكم في الحكم، وهو ما يجعلهم يتآمرون سرّاً على إضعافه والإضرار به حتى يتوافر لهم مناخ يمكّنهم ويُبرّر لهم الإطاحة به تحت دعوى “فشله في إدارة شؤون البلاد، وتعرّض بعض الحكّام إنسانيّاً لضغوط عاطفية من أفراد عائلتهم تجعلهم يضعونهم في مناصب لا يستحقّونها وغير مؤهّلين لإدارتها وتحمّل مسؤوليّاتها الصعبة، وحاكم يجهل ما يُرضي شعبه وما يغضبه، وحاكم يعطي امتيازاً خاصاً استثنائياً لجهاز سيادي أو طبقة أو طائفة أو منطقة حيوية مفضّلاً أحدها على الآخر، وحاكم لا يتابع مدى التزام جهازه التنفيذي بأوامره وقراراته الرئيسية.

وأشار أديب إلى أن أخطر ما يمكن أن يقع فيه الحاكم هو ألّا يُحسن اختيار فريقه الأساسي، وألّا يتعامل مع أعضائه بناءً على مدى التزامهم بالإنجاز بل على أساس عبارات المديح والولاء الفارغة.

وتابع: “كلّ الأسباب السابقة تزداد خطورتها وتصبح معها الأنظمة في مهبّ الرياح إذا ما توافرت وأجتمعت في عالم مرتبك فوضويّ مثل عالم اليوم”.

وكان مقال عماد الدين أديب، الذي حوى تلميحات خطيرة وإشارات صريحة، قد أحدث موجة جدل واسع عبر مواقع التواصل بين النشطاء، الذين اعتبروا ذلك إشارة وتمهيداً لتغيُّر ما داخل نظام الحكم بمصر.

يوسف الحسيني يرد على عماد الدين أديب

وكان الإعلامي يوسف الحسيني قد علق على هذا المقال قائلا: “هل هذه النصيحة موجهة للحاكم فى المطلق أم المقصود حاكم محدد فى بلد معينة”.

وأضاف: “نرجو أن يوضح أكثر من هو المقصود بكلامه عن هذا الحاكم الذى لا يحسن اختيار فريقة السياسي.. وتلميحاته وإشاراته الغامضة الغير مفهومة لنا جميعا ومنذ كتابته لهذه التغريدة لا نستطيع النوم”.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “مقال جديد لعماد الدين أديب يلمح فيه لانهيار نظام السيسي.. ماذا قال هذه المرة؟”

  1. معادلة السفاح السيسرئيلي للقطيع المنحني على قوائمه الأربعة هي الأمن للأغنام مقابل عدم الكلام والسيس لابديل له ياأزلام

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.