تعليق إماراتي على فتوى سعودية أحرجت أبو ظبي بسبب مشروع بيت العائلة الإبراهيمية

وطن- علّق الأكاديمي الإماراتي البارز عبدالخالق عبدالله، المقرب من رئيس البلاد محمد بن زايد، على فتوى سعودية يُفهَم منها اتهامٌ بالرِّدة وهدم الإسلام لدولة الإمارات، بسبب مشروع بيت العائلة الإبراهيمية.

وقال عبدالخالق عبدالله في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “لا أحد بكامل قواه العقلية يبشر بديانة إبراهيمية جديدة بل بيت العائلة الإبراهيمية الذي يدعو للحوار والتعايش بين أصحاب الأديان الثلاثة”.

وأضاف: “شتان بين البيت الإبراهيمي كبادرة حضارية انطلقت من الإمارات لتعميق الأخوة الإنسانية والدين الإبراهيمي الذي لا وجود له سوى في عقول مريضة وخبيثة”.

الأكاديمي الإماراتي البارز عبدالخالق عبدالله
الأكاديمي الإماراتي البارز عبدالخالق عبدالله

كما شارك الأكاديمي البارز، تصريحات علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، ردّاً على تلك الفتوى.

وقال النعيمي: “يتداول البعض فتوى للجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة والتى صدرت قبل ٢٦ سنة بشأن ما يسمى بالدين الإبراهيمي ويزعم أنها صدرت بشأن بيت العائلة الإبراهيمية الذى افتتح قبل أيام.. الكذب والتدليس لخداع الأمة واختطاف عقول أبنائها نهج المؤدلجين”.

وأضاف: “مبادرة بيت العائلة الإبراهيمية رسالتنا للعالم لتعزيز قيم التعايش والمحافظة على السلم الاجتماعي وتحقيق السلام وترسيخ القيم الإنسانية التى أجمعت عليها الأديان السماوية بين البشر”.

وتابع: “من أراد أن يفهم رؤية الإمارات فيما يتعلق بالتعايش فليراجع صحيفة المدينة والتى وضعها نبينا محمد صلى عليه وسلم لتنظيم مجتمع المدينة بمكوناته المختلفة”.

ماذا تقول الفتوى السعودية؟

والفتوى السعودية المقصودة، قالت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء فيها، إنّ من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع عليها المسلمون، أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبقَ على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام.

وأضافت أنه من أصول الاعتقاد في الإسلام، أن كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولاً وعهدًا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبقَ كتاب منزل يُتعبّد الله به سوى القرآن الكريم.

وأشارت إلى أنه يجب الإيمان بأنّ التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم، وأن ما كان منها صحيحًا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرّف أو مبدّل.

وأشارت إلى أنه أمام هذه الأصول الاعتقادية، والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى “وحدة الأديان” والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد، دعوة خبيثة ماكرة، وأن الغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجر أهله إلى ردة شاملة.

ولفتت إلى الدعوة إلى “وحدة الأديان”، إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام، لأنّها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا، محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع.

وطبقاً لذلك، أكدت رئاسة الإفتاء أنّه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.

بيت العائلة الإبراهيمية.. فتوى سعودية تضع الإمارات في موضع اتهام بالردة وهدم الإسلام
بيت العائلة الإبراهيمية.. فتوى سعودية تضع الإمارات في موضع اتهام بالردة وهدم الإسلام

وأوضحت أنه لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ (التوراة والإنجيل).

وأشارت إلى أنّه لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة “بناء مسجد وكنيسة ومعبد” في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله.

وشدّدت أيضاً على أنه لا يجوز تسمية الكنائس (بيوت الله)، وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله؛ لأنها عبادة على غير دين الإسلام.

افتتاح بيت العائلة الإبراهيمي

ومؤخراً، افتتحت دولة الإمارات بيت العائلة الإبراهيمي ليضمّ كنيساً يهودياً بجانب مسجد وكنيسة، وزعمت أبو ظبي أن الخطوة تستهدف تعزيز الحوار بين الأديان في الدولة الخليجية.

وأطلق على المسجد اسم مسجد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وكنيسة قداسة البابا فرانسيس، وكنيس موسى بن ميمون.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث