وطن – نعت الساحة الثقافية التونسية والعربية الشاعرة التونسية “سامية ساسي”، التي تُوفيت، الثلاثاء، بعد معاناة وصراع مريرين مع مرض السرطان، دفع حالتها الصحية نحو التأزم في الفترة الأخيرة حتى وافتها المنية.
وفاة الشاعرة التونسية سامية ساسي
تقدّمت شخصيات إعلامية وثقافية مشهورة في العالم العربي وتونس، بالتعازي في وفاة الشاعرة التونسية، حيث كتبت مُواطنتها “منيرة العاتي” عبر حسابها في “فيسبوك”: “وداعا سامية ساسي .. أيقونة الشعر سافرت ..لترقد روحها في سلام الله ورحمته.. أيتها البهية كم كنت تنثرين بيننا تفاصيل البهاء”.
وتابعت: “ماذا سنقول للبحر ياسامية حين تهمي موجاته بالبكاء.. وكيف سنصبّر القصيدة حين تشتاق لستّ النساء.. وكيف سنخبر المحابر حين تجنّ بمدادها الأشياء.. كم ستبكيك الغيمة والسحر والدرب الموصل إلى تفاصيل الحياه.. أيتها المعجونة من ماء الكلمات..كم انتظرناك ونحن نحاذي قلبك بالدعاء.. ولكننا اليوم نزفّك عروسا إلى غيمات السماء”.
وأضافت العاتي: “يا قصيدتها وأساورها وكحل ديوانها ..يا شالها وضحكتها المرمر..سامية اقتفت أثر غيمتها..خبّأت البحر في قلبها ونااااامت”.
وختمت نعيها قائلة: “حين تسافر شاعرة مثل سامية فلا تبكوا..سامية لم تكن أبدا تحب البكاء..زوروا من أجلها البحر وربّتوا على كتفه وهدهدوا موجاته حتى لا يموت شوق الصديقته..اقطفوا لأجلها نجمة وعلقوها في جيد السماء ولونوا بالبهاء تفاصيل قصيدة منسيّة لتغفو أخيرا في قلب سامية البهية….ازرعوا دالية ووزعوا ياسمينها الأبيض على الطرقات وفوق الجسور..ودعوا كل الطيور المشردة تعود أسرابا للشدو والغناء ..فسامية كم كانت تحب الغناء”.
“بيت الشعر التونسي” نعا بدوره، الفقيدة سامية ساسي، وقال في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك“: “ببالغ الحزن وعميق الأسى ينعى بيت الشعر التونسي لأهله من الشعراء والكتّاب والمثقّفين الشاعرة التونسية سامية ساسي.تغمد الله الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنّاته ورزق أهلها وأحبّتها جميل الصبر والسلوان”.
كلمات الشاعرة سامية ساسي الأخيرة قبل وفاتها
كان آخر ما نشرته الشاعرة التونسية سامية ساسي عبر حسابها في “فيسبوك“، أبيات شعر تعود لتاريخ العاشر من إبريل/نيسان 2021، تمنت خلالها “المزيد من الوقت”، وقالت: “أتدري ما أرجوه الآن؟ وقت إضافيّ، لأحوّل ما تحدثناه كل هذه السنوات إلى قصائد”.
الشاعر “رائد الصبح”، عبّر عن عميق حزنه ومواساته بعد قراءاته آخر ما كتبت الشاعرة الراحلة سامية ساسي، وقال في تغريدة على تويتر: “«أتدري ما أرجوه الآن؟ وقت إضافيّ، لأحوّل ما تحدثناه كل هذه السنوات إلى قصائد» هذه كانت أمنية الشّاعرة التونسية سامية ساسي التي كتبتها في سنوات مرضها الأخيرة قبل أن تغادر عالمنا اليوم”.
وتابع: “ما أعمق كلمات الراحلين وأصدقها عندما يشعرون بدنو الأجل. رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه”.
«أتدري ما أرجوه الآن؟
وقت إضافيّ، لأحوّل ما تحدثناه كل هذه السنوات إلى قصائد»
هذه كانت أمنية الشّاعرة التونسية سامية ساسي التي كتبتها في سنوات مرضها الأخيرة قبل أن تغادر عالمنا اليوم.
ما أعمق كلمات الراحلين وأصدقها عندما يشعرون بدنو الأجل.
رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه.— رائد الصّبح (@raeedalsobh) February 28, 2023
وكذلك قال الشاعر “أنس محمد” عبر توتير، معبّراً عن حزنه للفقيدة التي غيّبها الموت قائلاً: “كثيرٌ أيها الموت.. انتقلت اليوم امرأة في قمة الشجاعة والشاعرية إلى عالم أرحب. الشاعرة التونسية سامية ساسي التي تقول: في غيابي، اقتلعوا الشجرة التي حفرتُ عليها اسميْنا. ولتعويضي عن خسارتي العظيمة، اقترحوا أن أطلب ما أشاء، مكاناً لاسمينا معا، ومن خشبها، يصنعونه لي فورا”.
كثيرٌ أيها الموت
انتقلت اليوم امرأة في قمة الشجاعة والشاعرية إلى عالم أرحب.
الشاعرة التونسية سامية ساسي التي تقول:في غيابي، اقتلعوا الشجرة التي حفرتُ عليها اسميْنا.
ولتعويضي عن خسارتي العظيمة،
اقترحوا أن أطلب ما أشاء، مكاناً لاسمينا معا، ومن خشبها، يصنعونه لي فورا— أنس محمد (@anas212009) February 28, 2023
جدير بالذكر، أنه كان للشاعرة الراحلة “سامية ساسي” مساهمات شعرية كثيرة، لعلّ أهمها ديوانها الموسوم: “لا تلتفت لنراها”.
ديوان شعري ثريّ حاولت خلاله الفقيدة اختيار منحًى إبداعي مملوء بالإشكالات الوجودية الخاصة، ففيه يجد القارئ محاولة منها لضبط الذات متورطة في وحدتها وعالمها الداخلي الموحش، وفي عدم قدرتها على التواصل مع هذا العالم المحيط.
فتتجلى وكأنها ذات تتراكم بداخلها أسئلة مشدودة لفعل الكتابة، وللنسوي والوجودي والجسدي، وللأعراف بارتهاناتها الحادة المؤسسة في لحظة واحدة، ويغدو الفصل بينها فصلاً نظرياً يرتبط بالتناول والتركيز على جانب من هذه الجوانب.