الرئيسية » تقارير » تحليل: سلطنة عمان تبدأ عملية تطبيع تدريجي مع إسرائيل بإغراءات اقتصادية أمريكية!

تحليل: سلطنة عمان تبدأ عملية تطبيع تدريجي مع إسرائيل بإغراءات اقتصادية أمريكية!

وطن– نشرت منصة “أسباب” المتخصصة بتحليل أبعاد ومآلات التطورات الإقليمية والدولية من منظور جيوسياسي، تحليلاً هاماً حول قرار سلطنة عمان الأخير المتعلق بفتح أجوائها أمام الطائرات الإسرائيلية لتقصير المسافة نحو آسيا.

واعتبرت المنصة أنّ قرار فتح الأجواء العمانية أمام الطيران الإسرائيلي مؤشرٌ على التطبيع التدريجي الواقعي الذي يستند إلى إغراءات اقتصادية، وهو الأمر الذي يظهر في تزامن القرار مع جولة الحوار الإستراتيجي بين مسقط وواشنطن، والتي ركزت على تعاون اقتصادي بالأساس يفتح المجال للاقتصاد العماني لاستفادة أكبر من برامج تمويل أمريكية.

إغراءات اقتصادية لسلطنة عمان

ولفتت المنصة إلى أنه في نفس اليوم الذي أعلنت فيه سلطنة عمان عن قرارها الخاص بفتح الأجواء أمام الطائرات الإسرائيلية؛ عقدت في مسقط الجولة الأولى من الحوار الإستراتيجي بين السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية.

وجرى على هامشها توقيع مذكرة تفاهم مع بنك التصدير والاستيراد الأمريكي “إكسيم”، لتقديم تسهيلات مالية لإقامة مشاريع صناعية، من بينها معدات الاتصالات اللاسلكية وشبكة الجيل الخامس والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والزراعة ومعالجة المياه، كما تضمنت المذكرة خطة أولية لتقديم قروض وضمانات لتمويل صادرات أمريكية إلى السلطنة.

ونوّهت المنصة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كانت حاضرة في صلب المفاوضات التي استمرت عدة أشهر قبل موافقة مسقط، لذلك وجّه وزير خارجية “إسرائيل” الشكرَ للرئيس الأمريكي ووزير خارجيته، في إشارة لهذا الدور.

ولفتت المنصة إلى أن هذا الإعلان يتفق مع تحليل سابق لها، ذكرت فيه أن مسألة توسيع “اتفاقيات أبراهام” أصبحت سياسة أمريكية راسخة لا ترتبط بهوية الإدارة الأمريكية، وأن الاختلاف بين إدارة “بايدن” وإدارة “ترامب” هو اختلاف في نهج تطبيق هذه السياسة، وليس في مدى الالتزام بها.

رسالة سلطنة عمان من استقبال وزير خارجية إيران وبشار الأسد

وأكد تحليل المنصة، على أن خطوة سلطنة عمان لا تمثّل مفاجأة؛ حيث تحرص سلطنة عمان على مدّ خطوط سياستها إلى جميع المحاور، مشيرة إلى استقبال مسقط مؤخراً وزير الخارجية الإيراني، كما استقبل سلطان عمان هيثم بن طارق رئيس النظام السوري “بشار الأسد”، في زيارة نادرة إلى العاصمة قبل أيام من القرار.

واعتبرت المنصة أن استقبال السلطنة لوزير خارجية إيران و”الأسد“، هي رسالة مقصودة، أن السلطنة متمسكة بنهجها التاريخي القائم على تجنّب سياسة المحاور، وعدم الانخراط في التنافس الجيوسياسي الإقليمي.

وعرجت المنصة إلى أن إيران ستكون غير راضية عن وجود طائرات إسرائيلية قريبة جدًا من مجالها الجوي، لكن من غير المرجّح أن تفعل أيّ شيء ردًا على ذلك في ظل العلاقات الوثيقة مع سلطنة عمان.

ورأت المنصة في تحليلها، أن الخطوة العمانية تعزز من علاقات “إسرائيل” مع محيطها العربي، وتتناغم مع خطوات دمج “إسرائيل“ في المنظومة الإقليمية من خلال علاقات اقتصادية وأمنية ذات طابع إستراتيجي، ودون ارتباط بمدى التقدم في حل القضية الفلسطينية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.