وطن – كشفت وسائل إعلام، مصير الأب التركي الذي شوهد في حالة مؤثرة للغاية، وهو يمسك بيد ابنته المتوفاة تحت الأنقاض، ويأبى أن يفارقها.
وانتشرت صورة التركي “مسعود هانتشر”، وهو يجلس فوق الركام، ويمسك بيد ابنته “إرماك” البالغة 15 عاماً، المتوفاة تحت الأنقاض.
ولاقت صورة هذا الرجل المحطم، تضامنا واسعا، بعد أن تصدرت صورته وسائل الإعلام حول العالم، وشاركها الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي.
صورة تدمي القلب.. أب تركي يمسك يد ابنته المتوفاة تحت الأنقاض#زلزال_سوريا #زلزال_تركيا #العربية pic.twitter.com/EWBUd6uT84
— العربية (@AlArabiya) February 7, 2023
وبعد نحو 3 أسابيع من المأساة غادر “هانتشر”، وهو والد لأربعة أطفال، بلدته كهرمان مرعش، ليستقر في أنقرة.
رجل أعمال ينتشل الأب المكلوم
وفي العاصمة التركية، قدّم رجل أعمال مسكناً له ولأسرته، وعرض تعيينه موظفاً إدارياً في القناة التلفزيونية التي يملكها.
وتحاول العائلة إعادة بناء حياة جديدة رغم مرارة الخسارة التي لا تعوض، فيما تزيّن لوحة رسمها فنان تظهر “إرماك” ملاكاً بجوار والدها، الصالون في منزل العائلة.
الأب يتحدث عن لحظات الوجع
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، قال “هانتشر”: “لم أستطع ترك يدها. كانت ابنتي نائمة مثل الملاك في سريرها”.
وأضاف أنه فقد أيضاً والدته وإخوته وأبناء إخوته في الزلزال، لكنه تابع: “دفن ولدك لا نظير لمأساويته… إنه ألم لا يوصف”.
وفاة الطفلة وعجز الأب
ووقت وقوع الزلزال، كان “مسعود هانتشر” يعمل في مخبزه، واتصل فورا بأسرته للاطمئنان، لكن منزلهم المؤلّف من طابق واحد، رغم تعرضه لأضرار، كان صامدا وكانت زوجته وأولاده الثلاثة البالغون سالمين.
لكن الأسرة لم تستطع الوصول إلى أصغر أفرادها، “إرماك” التي كانت نائمة في تلك الليلة عند جدتها، فقد أرادت هذه الفتاة تمضية مزيد من الوقت مع بنات عماتها اللواتي أتين للزيارة من اسطنبول وهاتاي.
وهرع “هانتشر” الذي شعر بالقلق مسرعا إلى منزل والدته، وهناك وجد المبنى المؤلف من ثمانية طوابق منهارا ومحاطا بجبال من الأنقاض وتحتها ابنته، وفق موقع “swissinfo“.
ولم يأت أي فريق إنقاذ حتى اليوم التالي، ما ترك “هانتشر” وغيره من السكان وحيدين في جهودهم اليائسة للعثور على أحبائهم تحت الأنقاض.
حاول هانتشر سحب جثة “إرماك” من طريق إزالة الكتل الإسمنتية بيديه العاريتين، لكن من دون جدوى، لذلك، بقي جالسا بدون حراك بجوار ابنته المتوفاة.