دراسة حديثة: لماذا تحتاج إلى النوم أكثر في الشتاء بالتحديد؟
وطن– لا يدخل البشر في مرحلة سبات مثلما تفعل بعض الحيوانات في فصل الشتاء، لكن يحتاج المرء إلى النوم لفترة أطول في هذا الموسم، لا سيما عندما يكون مصدر الضوء قليلاً، في إشارة لقلة سطوع الشمس في هذا الموسم وغروبها سريعًا.
وإذا كنت أيضًا تواجه صعوبة خاصة في الخروج من السرير في الشتاء، فلا داعيَ للقلق: فأنت ببساطة بحاجة إلى مزيد من النوم؛ حيث تشير دراسة جديدة إلى أنه في حين أن البشر لا يدخلون في سبات، فإنهم بحاجة إلى مزيد من النوم خلال الأشهر المظلمة. بيدَ أنه لسائل أن يسأل عن السبب؟
بحسب ما نقلته مجلة “سامانتيريس” الفرنسية، عن دراسة جديدة، فإن سبب النوم بصفة أعمق في الشتاء، لأن نوم حركة العين السريعة يكون أطول في الشتاء، وفقًا لملاحظات الباحثين المنشورة يوم الجمعة 17 فبراير في Frontiers in Neuroscience.
تتغيّر أنماط النوم مع تقدمنا في العمر وهذه هي الفترة العمرية التي ننام فيها أقل
المراحل المختلفة لدورة النوم
تبدأ كل دورة بمرحلة نوم بطيئة وتنتهي بمرحلة نوم حركة العين السريعة. وهذا يحدث عادة في الليل، وكلما مرت الساعات، زادت مدة الدورات.
مرحلة نوم الموجة البطيئة: في هذه المرحلة، يكون الاستيقاظ سهلاً بالنسبة للمرء. وتمثل هذه الحالة نصف إجمالي وقت النوم على مدار الليلة.
مرحلة النوم البطيء العميق: يكون الجسم في حالة راحة ويصعب عليه الاستيقاظ. النشاط الدماغي عند أدنى حد له، والتنفس والدورة الدموية بطيئان، ويعيد الجسم تغذية احتياطه من الطاقة. هذا يمثّل ربع إجمالي وقت النوم.
مرحلة نوم الريم: تتميز بحركات العين السريعة. يتكثف نشاط الدماغ بينما لا يزال الجسم خاملًا. الأحلام في هذه الحالة تكون مفصّلة. تمثل هذه المرحلة ما يصل إلى ربع إجمالي النوم.
ما الرابط بين درجة حرارة الجسم والنوم وهل هناك درجة حرارة مثالية للنوم جيدًا؟
“شعور بالفرار في فبراير ومارس”
أجريت هذه الدراسة التي نقلتها صحيفة الغارديان على عينة من 188 شخصًا يعانون من مشاكل في النوم. ويظهر أن فترة النوم عند المرضى يكون في المتوسط 30 دقيقة أطول في الشتاء منه في الصيف. ومع ذلك، خلال هذه الفترة، يكون الدماغ نشطًا للغاية، ما قد يفسر الحاجة إلى مزيد من النوم. أما المرضى الذين تمت مراقبة نومهم في ظروف معملية، فينامون في الواقع لمدة ساعة أطول في الشتاء.
“الحياة الموسمية منتشرة في كل مكان وفي كل كائن حي على هذا الكوكب”
وفق ترجمة “وطن“، فإن نوم حركة العين السريعة مرتبط بالساعة البيولوجية (ساعة النهار الداخلية لدينا). وأوضح الدكتور ديتر كونز، المؤلف المشارك للدراسة والمتخصص في النوم في مستشفى St Hedwig، ألمانيا: “حتى لو ظل أداؤنا دون تغيير خلال فصل الشتاء، فإن فسيولوجيا الإنسان تخضع لتنظيم منخفض، مع الشعور بالهروب غير المجدي من فبراير أو مارس”. وأضاف: “المراحل الموسمية منتشرة في كل مكان وفي كل كائن حي على هذا الكوكب”.
تكييف عاداتك مع الموسم
يأمل الأطباء أن يكونوا قادرين على إجراء هذه التجارب على الأشخاص الذين ينعمون بنوم هادئ لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها، لكنهم يعتقدون أن الفرق بين الصيف والشتاء قد يكون أكثر إقناعًا لدى الأفراد الأصحاء.
لذلك ينصح الدكتور كونز بتكييف عادات نومك مع الموسم، مثل الذهاب إلى الفراش مبكرًا. ومن الناحية المثالية، قد يوصي حتى باتخاذ تدابير “لضبط ساعات المدرسة والعمل مع احتياجات النوم الموسمية”.