الرئيسية » تقارير » “ليبراسيون” تكشف عن قيادة البحرين لحملة ضد قطر في فرنسا عبر نائب ومذيع مغربي

“ليبراسيون” تكشف عن قيادة البحرين لحملة ضد قطر في فرنسا عبر نائب ومذيع مغربي

وطن– كشف تحقيق موسع لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية عن تورط البحرين في تحريك دعاوى ورفع قضايا ضد قطر في فرنسا.

وقالت صحيفة “ليبراسيون” في تقريرها، إن اسم هذه المملكة الصغيرة في لا يظهر في أي مكان، ولكن وفقًا للتحقيقات، فإنه من عاصمتها المنامة، تم التحكم عن بعد في الهجوم القضائي والإعلامي ضد قطر في فرنسا، عبر نائب عن حزب فيندي والصحفي المغربي رشيد مباركي الذي يعمل مذيعاً في تلفزيون “بي أف أم تي في”.

وقالت الصحيفة في تحقيقها، إن وثيقة من 15 صفحة تندد بأعمال الفساد المحتملة مرفقة بملف كثيف من 45 وثيقة، وصلت في ديسمبر 2022 إلى مكتب المدعي العام المالي الفرنسي المسؤول عن كشف القضايا التي تؤثر على النزاهة العامة أو الحالات المعقدة للتهرب الضريبي.

فيليب لاتومبي هو النائب الوحيد الذي قدم بلاغات ضد قطر

ولفتت الصحيفة إلى أنه وفقاً للمادة (40) من قانون الإجراءات الجنائية يلزم أي موظف أو موظف عام بإبلاغ المدعي العام بالوقائع التي تشكّل جريمة أو جريمة يعلم بها، مشيرة إلى إنه لم يقدّم أحد أي اتهام لقطر سوى النائب حزب فيندي، فيليب لاتومبي.

ووفقاً للتحقيق، فإن الشكوى تشير إلى عقارات اشتراها بعض الناس بدعم من “قطر“، حيث كتب البرلماني دون تردد، أن الممتلكات من المحتمل أن تشكّل “مكاسب غير مشروعة” مصدرها “السلوكيات المؤهلة للفساد واستغلال النفوذ”.

وبحسب التحقيق، اتضح أن النائب فيليب لاتومبي الذي يشغل منصب نائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الإسرائيلية يقوم بتوجيه الاتهامات إلى قطر بتوجيه من المنامة ومن خلال المذيع المغربي رشيد مباركي.

وأكد التحقيق على أن الشكوى التي قدّمها “لاتومبي” حول عقارات اشتراها حفنة من الأشخاص بفضل دولة “قطر”، يكتب البرلماني دون تردد. الممتلكات التي من المحتمل أن تشكّل، بحسبه، “مكاسب غير مشروعة”، مصدرها “سلوك يوصف بالفساد واستغلال النفوذ”، كان متفقاً عليها.

لتعلن قناة “بي ف م تي في” بعد ذلك، في نشرة منتصف الليل، عن إلقاء النائب لاتومبي للتو قنبلة على قطر. كان ذلك ليلة يوم 14 ديسمبر، حيث أشار رشيد مباركي، أحد الوجوه التاريخية للقناة، ومقدم النشرات الليلية، بعجالة، إلى مبادرة النائب البرلماني فيليب لاتومبي، لا سيما استهداف النائب العام القطري السابق بشكل مباشر، مظهراً صورته على الشاشة.

وقال رشيد مباركي في تقديمه: “تم توزيع آلاف المنشورات، خاصة في باريس، لدعوة النواب الآخرين إلى طلب فتح تحقيق في فرنسا، بخصوص مساعي قطر لتحقيق مكاسب غير مشروعة”.

غير أن “ليبراسيون” كشفت أن هذه الوثيقة الموجهة للعدالة الفرنسية هي تتويج لعملية تأثير كبيرة نفذها بلد أجنبي هو مملكة البحرين، تم فيها اتخاذ القرار، والبدء في الهجوم القضائي الذي يهدف إلى مهاجمة قطر ومدعيها العام السابق، بالإضافة إلى شخصيتين أخريين.

تعليق عمل رشيد مباركي

يشار إلى أن رشيد مباركي أصبح حديث الصحافة الفرنسية خلال الأيام الماضية، حيث تم تعليق مهام الصحفي ومذيع الأخبار الفرنسي من أصول مغربية الذي يعمل لصالح محطة “بي إف إم” الإخبارية إلى غاية انتهاء التحقيق الذي يطاله، والذي يخصّ حسب ما أشارت إليه بعض الصحف بـ”تلميع النظام المغربي في فرنسا”، من خلال تقرير إخباري “منحاز”.

وكشفت صحيفة “بوليتيكو”، أن القناة الإخبارية الفرنسية “بي إف إم تي في” فتحت تحقيقاً بشأن محتوى يتم بثّه دون إجراء فحوصات تحريرية مناسبة، مما أدى إلى الاشتباه في تدخل متعمد من قبل دولة أجنبية (المغرب).

حاول الصحفي المغربي رشيد مباركي تلميع النظام المغربي في فرنسا

ووفقاً للصحيفة، يحقّق العديد من أعضاء هيئة التحرير في تقرير إخباري، قدّمه مباركي، حول المنتدى الاقتصادي بالداخلة، وهي مدينة في جنوب المغرب، حيث قال إن المستثمرين الإسبان اجتمعوا في يونيو 2022، في حين كشفت صحيفة “الكونفيدنسيال” الإسبانية أنّ الأمر لم يكن كما وصفه “مباركي”.

على خلفية الصور الترويجية للحدث، أشار المذيع “مباركي” حينها، إلى “دفء العلاقات الدبلوماسية” بين إسبانيا والمغرب، بسبب “الاعتراف الإسباني بالصحراء المغربية”.

إدارة القناة تشتبه بتدخل دولة أجنبية في الأمر

وتشتبه إدارة القناة في أن ذلك جاء نتيجة تدخل خارجي، ولا يزال مصدره غير واضح.

وعقدت جلسات استماع مع زملاء المذيع رشيد مباركي الذي لم يظهر على الهواء منذ منتصف يناير كانون الثاني.

حساسية ملف الصحراء المغربية في الإعلام الفرنسي

وقالت الصحيفة، إن هذا تعبير غير معتاد في وسائل الإعلام الفرنسية للإشارة إلى وضع الصحراء الغربية، في قلب أزمة دبلوماسية خطيرة بين المغرب والجزائر، حيث يمارس المغرب ضغوطاً على فرنسا للابتعاد عن موقف الحياد الذي فضلت حتى الآن اعتماده بشأن هذه القضية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.