وطن– انتشر مقطع فيديو مؤثر جداً، يوثّق أعداداً كبيرة من السوريين المنكوبين وهم يفترشون الشوارع بعدما تقطّعت بهم السبل في أعقاب الزلزال المدمر.
وأظهر الفيديو، عشرات السوريين وهو يتخذون من الأرصفة ملجئاً لهم، بعد انهيارات ضخمة ضربت أعداداً كبيرة من المباني من جراء الزلزال.
وما زاد من معاناة السكان هو موجة الطقس البارد، حيث يواجهون أجواءً مناخية بالغة الصعوبة وهم في العراء، في حالة إنسانية بالغة القسوة.
لجأ سكان شمال سوريا إلى الشوارع بعد عشرات الهزات الارتدادية بعد الزلزال.
المصيبة التي اصابتهم عظيمة pic.twitter.com/2Mvc8j8lQh
— Hanzala (@Hanzpal2) February 7, 2023
زلزال عنيف ضرب تركيا وسوريا
وقُتل وأصيب الآلاف في زلزال قوي ضرب جنوب شرقي تركيا قرب الحدود السورية وأجزاءً واسعة من شمالي غرب سوريا، فجر الاثنين.
وتشير أحدث الإحصائيات، حتى كتابة هذه السطور، إلى ارتفاع عدد قتلى الزلزال في تركيا إلى 6234 قتيلاً، في حين وصل عدد الضحايا في سوريا إلى أكثر من 2000 قتيل.
تعقيدات إنسانية في سوريا
وتثير الحالة السورية تعقيدات إنسانية بالغة، إذ تكافح منظمات الإغاثة والدول الغربية من أجل توفير خدمات لوجستية وإرسال مساعدات طارئة إلى سوريا، خصوصاً المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهي مناطق خارجة عن نطاق سيطرة الحكومة السورية.
ويعيش نحو نصف السوريين المتضررين من الزلزال في مناطق يسيطر عليها نظام دمشق الخاضع للعقوبات الغربية.
في حين يعيش النصف الآخر في منطقة إدلب، آخر معقِل رئيسي للمعارضة في البلاد، وأجزاء متاخمة من محافظة حلب تسيطر عليها المعارضة المدعومة من تركيا على الحدود التركية.
من جانبه، قال مارك شكال المسؤول عن العمليات في سوريا نيابةً عن منظمة أطباء بلا حدود، إن سوريا لا تزال تمثل منطقة رمادية من الناحية القانونية والدبلوماسية.
في سياق متصل، حذّرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، من أن 23 مليون شخص في تركيا وسوريا معرضون للخطر بسبب الزلزال.
وقالت هاريس، إن هناك 5 ملايين شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة في هذا التوقيت، إضافة إلى 12 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات قبل هذا الزلزال، مضيفةً أن الشعب السوري يعاني فعلاً كارثة فوق كارثة.
من ناحيته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المعابر بين تركيا وسوريا تواجه صعوبات تعيق إيصال المساعدات، بسبب تضرر الطرق وسوء الأحوال الجوية.