الرئيسية » الهدهد » ارتفاع ضحايا زلزال تركيا إلى 1700 قتيل… لماذا تضرب الزلازل تركيا منذ عقود؟

ارتفاع ضحايا زلزال تركيا إلى 1700 قتيل… لماذا تضرب الزلازل تركيا منذ عقود؟

وطن- رفعت تركيا عدد ضحايا الزلزال إلى 1121، وفقًا لتقارير رويترز، مستشهدة بوكالة الطوارئ لإدارة الكوارث في البلاد، مما رفع العدد الإجمالي للضحايا في تركيا وسوريا إلى أكثر من 1700 قتيل مؤكد.

لقي أكثر من 1700 شخص مصرعهم، بحسب آخر تحديث من رويترز، على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب وسط تركيا وشمال غرب سوريا، صباح الاثنين، في واحد من أقوى الزلازل في المنطقة منذ قرن على الأقل.

لماذا تضرب الزلزال تركيا ومنطقة الأناضول؟

تقع تركيا في واحدة من أكثر مناطق الزلازل نشاطًا في العالم، حيث يمتدّ البر الرئيسي لتركيا على طول خط الصدع الأناضولي في شمال البلاد، الأمر الذي تسبب لعقود في حدوث هزات أرضية كبيرة ومدمرة، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

ويعتبر خط الصدع الواقع شمال الأناضول، أحد أكثر خطوط الصدع تدميراً في تركيا، حيث تلتقي صفيحتا الأناضول والأوراسيا.

يمتد هذا الخط من جنوب مدينة إسطنبول وعلى طول الطريق إلى شمال تركيا، وقد تسبب هذا الخط تاريخياً في وقوع زلازل مدمرة.

حيث تعرضت إزميت ومنطقة كوجالي بالقرب من إسطنبول، لزلزال بقوة 7.4 درجات في عام 1999، وهو أسوأ زلزال يضرب تركيا منذ عقود.

قتل ذلك الزلزال أكثر من 17 ألف شخص بينهم ما لا يقل عن ألف في إسطنبول، مُخلّفاً وراءه دماراً واسع النطاق.

كذلك يمتد خط صدع شرق الأناضول قرابة 650 كيلومتراً من مرتفعات شرق تركيا إلى البحر المتوسط، حيث يتجه جنوباً ويلتقي في النهاية مع الصدع الكبير الذي يفصل بين الصفائح الإفريقية والعربية.

وتشكّل صدع الانزلاق قبل ملايين السنين عندما كانت الصفيحة العربية تدفع صفيحة الأناضول نحو الشمال الغربي.

يتأثر غرب تركيا أيضاً بصفيحة تكتونية صغيرة أخرى، وهي صفيحة بحر إيجه.

يأتي ذلك في الوقت الذي يُحذّر فيه الخبراء منذ فترة طويلة من أن زلزالاً كبيراً قد يدمر إسطنبول.

حتى أن ناسي جورور، خبير الزلازل في أكاديمية العلوم التركية، قد حثّ المسؤولين المحليين على فحص سدود المنطقة على الفور بحثًا عن الشقوق لتجنب حدوث فيضانات كارثية محتملة، في المنطقة التي حدث فيها الزلزال اليوم.

الزلزال تضرب تركيا ومنطقة الأناضول
الزلزال تضرب تركيا ومنطقة الأناضول

زلزال يضرب وسط تركيا وشمال غرب سوريا

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن الزلزال وقع في الساعة الـ4.17 صباحاً بالتوقيت المحلي (الـ1.17 صباحاً بتوقيت جرينتش) على عمق نحو 17.9 كيلومتر بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، التي يقطنها نحو مليوني شخص، بحسب ما نقلت الغارديان.

وأظهرت لقطات تلفزيونية من تركيا أشخاصاً مصدومين يقفون في الثلج بملابس النوم يشاهدون رجال الإنقاذ وهم يحفرون بين حطام المنازل المتضررة. تم تسوية المباني بالأرض بينما كان كثير من الناس لا يزالون نائمين.

https://twitter.com/akarh99/status/1622599629413011456?s=20&t=90jtH5yCN01yH6V2Z5Hs9A

وشعر السكان بالهزات في مناطق بعيدة مثل: لبنان واليونان وإسرائيل وجزيرة قبرص.

زلزال يضرب وسط تركيا وشمال غرب سوريا
زلزال يضرب وسط تركيا وشمال غرب سوريا

تضرر مدن بأكملها

في مدينة غازي عنتاب بجنوب تركيا، على بعد 150 ميلاً من الحدود مع سوريا و50 ميلاً من مركز الزلزال في كهرمان مرعش، شعر السكان بهزات ارتدادية بعد ساعات.

كما أظهرت الصور من غازي عنتاب أن الزلزال تسبب في انهيار القلعة التاريخية للمدينة، وهي عبارة عن مبنًى حجري قديم وفخم فوق تل كان يُستخدم كنقطة مراقبة خلال العصر الروماني.

قال رئيس الهلال الأحمر التركي، أكبر منظمة إنسانية في تركيا، إنه بدأ بالفعل في حشد الموارد للمنطقة وحث الناس على إخلاء المنازل المتضررة.

وقال رئيس وكالة إدارة الكوارث في تركيا: إنه “تم حشد جميع قدرات دولتنا” بعد الزلزال، محذّراً المدنيين من الاستمرار في التواصل مع الرسائل النصية العاجلة فقط لمساعدة خدمات الطوارئ في العثور على ناجين.

وأظهرت صور بثها التلفزيون التركي رجال الإنقاذ وهم يحفرون بين أنقاض المباني المدمرة في مدينة كهرمان مرعش وغازي عنتاب المجاورة، حيث دُمّرت مبانٍ شاهقة بالكامل.

كما انهارت المباني في مدن أديامان ملاطية وديار بكر، حيث هُرع الناس إلى الشوارع في حالة من الذعر.

قال سكان بلدة بازارجيك إنهم يخشون على المحاصرين تحت المباني المنهارة.

أردوغان يخاطب الأتراك والخوذ البيض تتدخل في سوريا
أردوغان يخاطب الأتراك والخوذ البيض تتدخل في سوريا

أردوغان يخاطب الأتراك والخوذ البيض تتدخل في سوريا

قال أردوغان، إنه “تم إرسال فرق البحث والإنقاذ إلى المناطق المتضررة، لا نعرف إلى أي مدى سيرتفع عدد القتلى والجرحى. ونأمل أن نتجاوز هذه الكارثة بأقل الخسائر”.

وأضاف: “هذه أكبر كارثة شهدناها في القرن الماضي بعد زلزال إرزينجان عام 1939″، مستشهداً بحادث قتل فيه أكثر من 32 ألف شخص في شرق تركيا.

ووصف فهاب ألتينوك، المسؤول في حزب الشعب الجمهوري المعارض المحلي في بلدة ملاطية، على بعد 162 ميلاً من مركز الزلزال، هذا الزلزال بأنه “أكبر زلزال شهدته على الإطلاق، وهو الأطول والأقوى”.

أفادت وزارة الصحة السورية بوقوع أضرار في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.

من جانبه، قال الدفاع المدني السوري، خدمة الإنقاذ المعروفة باسم الخوذ البيضاء التي تعمل على إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض من الغارات الجوية، إنها أعلنت حالة الطوارئ لإنقاذ العديد من الأشخاص الذين يخشون أنهم محاصرون تحت المباني المنهارة في المناطق المحيطة بإدلب وعبر المعارضة، المناطق الخاضعة للسيطرة في شمال غرب سوريا.

ووصفت المنظمة في بيان لها الوضعَ قائلة: “الوضع كارثي مع انهيار المباني أو تعرضها لشقوق كبيرة، وإصابة المئات وقد تقطعت بهم السبل وعشرات القتلى ونقص الخدمات والملاجئ الآمنة ونقاط التجمع في ظل الظروف الجوية العاصفة والثلجية ودرجات الحرارة المنخفضة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.