وطن – تزايدت حوادث سرقة الطعام في مصر خلال الآونة الأخيرة في ظل ارتفاع حاد لمعدلات التضخم، وانتقال الكثير من الأُسَر إلى حافة الفقر، وعدم قدرة ملايين المواطنين على تحمل تكاليف المنتجات الغذائية الأساسية.
تزايد حوادث سرقة الطعام في مصر
وكشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن مصر كانت تعاني بالفعل من الآثار المزدوجة للحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كوفيد-19 على الاقتصاد المعتمد على الاستيراد.
لكن أزمة أسعار الغذاء تفاقمت، على حد قوله، بسبب التخفيض الأخير لقيمة الجنيه المصري، مما جعله يفقد نصف قيمته في أقل من سنة.
يُذكر هنا إن صندوق النقد الدولي قد وافق على حزمة مساعدات موجهة إلى القاهرة، منتصف ديسمبر كانون الأول الماضي، وهي الثالثة منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة بعد انقلاب عسكري عام 2013.
ونقل الموقع البريطاني عن مصدر قانوني، قال أنه “في الأسبوع الماضي، قُبض على امرأة تبلغ من العمر 45 سنة لسرقة علبة هامبرغر من محل تجاري في مصر لإطعام أطفالها، وتم الإفراج عنها بعد انهيارها أمام المدعي العام، في نيابة العامرية جنوب القاهرة، وأبلغته أن أطفالها كانوا جائعين وأنها تريد إطعامهم”.
وأضاف “انخفضت قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي من 7 جنيهات في سنة 2013 إلى ما يزيد قليلًا عن 30 جنيهًا حتى وقت نشر هذا التقرير”.
كما تابع حديثه قائلا “يعدّ التحول إلى نظام سعر الصرف المرن من بين الشروط الرئيسية للمقرض الدولي للحد من التضخم وتعزيز ديون البلاد المتصاعدة”.
اقتصاد منهار وسخرية رسمية من معاناة المصريين
وتطرق الموقع في سياق حديثه عن الوضع المتردي الذي صارت عليه مصر منذ سنوات، إلى أن هذه الإجراءات المالية (أي التي فرضها صندوق النقد الدولي) كان لها آثار فورية على غالبية سكان مصر البالغ عددهم 104 ملايين نسمة.
%68 من المصريين يقولون إن طعامهم نفد ولم يكن لهم ما يكفي من المال لشراء المزيد.
المواطنون في #مصر يعانون من انعدام #الأمن_الغذائي أكثر من أي دولة #عربية أخرى مستطلعة في الدورة 7 للباروميتر العربي.
المزيد في هذا التقرير:https://t.co/jN0Od8pmbx#الفقر #الجوع #القمح #التضخم #الغلاء pic.twitter.com/Tswx3yl6PD— الباروميتر العربي /Arab Barometer (@ArabBarometer) January 30, 2023
مصر التي يعيش فيها حوالي 60 مليون شخص تحت خط الفقر أو فوقه بقليل (3.20 دولارات في اليوم)، أصبحت اليوم عُرضة أكثر من أي وقت مضى لإنفجار اجتماعي خطير سيكون بداية لمرحلة سياسية واقتصادية جديدة، كما يرى مراقبون.
لكن المثير للجدل في الحالة المصرية، هو التعامل الساخر من قبل أعلى رأس في النظام، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك الإعلام الموالي للنظام في علاقة بالوضع الاقتصادي الكارثي الذي تشهده البلاد منذ سنوات.
#عاجل| #السيسي: الجوع في #مصر مش آخر الدنيا لازم نضحي عشان تفضل مصر موجودة
ما تعليقك؟#قناة_الشعوب pic.twitter.com/elXA2TpUHw
— قناة الشعوب (@AlshoubTv) January 23, 2023
حيث دعا مقدمو البرامج الحوارية التلفزيونية الموالية للحكومة، الشعب المصري، قبل أسابيع إلى أكل الدجاج بدلاً من لحم البقر، لكن عندما ارتفعت أسعار الدجاج، نصحوا بتناول البيض، وبعد أن ارتفعت أسعاره نصحوا بتناول الفاصوليا، كما أورد موقع “CNN” البريطاني.
قبل أن تصل هذه السخرية من معاناة المصريين أشدها، بنصح الشعب المصري تناول “أرجل الدجاج” من قبل مؤسسة حكومية رسمية.
هؤلاء هم من يدافعون عن الجمهورية الجديدة باستماتة ، هذه هى مرتباتهم، هؤلاء هم من يطالبون الشعب المغلوب على امره بالتقشف واكل ارجل الدجاج، الشعب عليه التحمل، انا هم فلا!!! pic.twitter.com/deZWuM7WIy
— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) January 23, 2023
حيث دعا المعهد الوطني للتغذية المصريين إلى تناول أرجل الدجاج، باعتبارها مصدرًا غنيًّا بالبروتين ومنخفض التكلفة بدلًا من بقايا الدجاج، في إعلان أثار غضب واستياء عموم المصريين.