الرئيسية » تقارير » اذا كان هذا حصانك يا ياسين أقطاي فحصانك أعرج وأعور! مختار الشنقيطي؟!!

اذا كان هذا حصانك يا ياسين أقطاي فحصانك أعرج وأعور! مختار الشنقيطي؟!!

وطن- مقالة ياسين أقطاي الأخيرة في موقع الجزيرة، التي بعنوان “جولة في الأفق مع الشنقيطي.. مشكلة الفكر والتجديد والدستور في العالم الإسلامي”، مقالة محزنة جداً ومقلقة، محزنة لأنه يطالب فيها بالعودة لأول معاول هدم في العصر الإسلامي الحديث، والتي انتهت للشرذمة التي نحن فيها الآن، والتي شاركت أيضاً بفعالية في سقوط آخر دولة للاسلام وهي الخلافة العثمانية، ومقلقة لأن صاحب المقالة “ياسين أقطاي” هو مستشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والذي تمكن من وضع ينتظر كثير منه من أجل تقديمه للأمة الاسلامية.

يراهن ياسين أقطاي على “مختار الشنقيطي”، الذي يعتبره من أهم المفكرين الاسلاميين! من أجل الأخذ بنهضة فكرية إسلامية حديثة.

والعجيب أن ياسين أقطاي يستعيد أسماء “أبطال” الشنقيطي الذي لطالما طالب بالعودة الى إرثهم! وهم: جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وفوقهم الصفوي عبدالرحمن الكواكبي، الذي يعتبره الشنقيطي أباً روحياً له.

هل تعرف يا ياسين أقطاي حقيقة جمال الدين الأفغاني.. هذا الغامض المريب الذي أعلن حرباً شعواء على السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله وعلى الخلافة العثمانية، هل تعلم عن ماسونيته بل ونشره للمحافل الماسونية في كل مكان يحل فيه، بل ترجم دساتيرها للغات الأقوام التي حل بها.

هل تعلم أن الأفغاني في خلافه مع الإنجليز في إحدى المراحل لم تكن لسواد عيون المسلمين، بل لارتباطه مع الروس في البداية، وحين طرد من مصر على يد الإنجليز كان بسبب علاقته مع الفرنسيين، فكانت خلافات حادة ما بين الفرنسيين والإنجليز في مصر، والتي لم تنتهِ إلا عام ١٩٠٥ بأشبه ما يكون هدنة هشة فيما بينهما.

وهل تعلم أن جريدة العروة الوثقى التي أسسها الأفغاني مع زميله محمد عبده وشاركهم فيها يعقوب صنوع اليهودي، لم تكن لعيون المسلمين، بل أُسست بدعم من المخابرات الفرنسية لإحداث المتاعب للإنجليز في البلاد الإسلامية التي سيطروا عليها دون توافق مع الفرنسيين، بالذات بعد أن كشف الإنجليز أن صحيفة “فتح البصائر” ومن ثم “مرشد الألباب” هي صحف أنتجتها بالكامل المخابرات الفرنسية، لذا ترك الفرنسيون الأفغاني ومحمد عبده ليقوموا بالمهمة على أنهم مسلمون ويقومون بنشر صحفهم ومبادئ حريتنا تسمح بذلك!.


هل تعلم أن السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله، عرف خبث الأفغاني وشره المستطير من خلال أول لقاء ما بينهما، والذي قال عنه: “عميل بريطاني غبي”.

فيما بعد طلب السلطان عبدالحميد الثاني تقريراً عنه وهكذا جاء: “الشيخ جمال الدين هو أحد شيوخ الجمعية البابية وقاطع طريق، وهو رجل لا يحظى باحترام أو ثقة أي طرف. والشخص المذكور لديه علاقات واتصالات سرية مع الجمعية الماسونية واللجان الأرمنية ومنظمة تركيا الفتاة”!.

وهل تعلم أن الطلبة الأتراك أوقفوا محاضرته في جامعة إسطنبول عام ١٨٧١ بعد أن قال، إن “النبوة فن”، وإنها تنال بالجهد! وقال إن الدين يعيق التقدم!، وعلى إثر هذه المحاضرة طرد من تركيا، وسافر إلى مصر، وهل تعلم مَن استقبله فيها ومنحه راتباً شهرياً، إنه رياض باشا رئيس وزراء مصر آنذاك، والذي يسميه المصريون برياضستون على غرار رئيس الوزراء البربطاني جلادستون حين كان ذيلاً له، وذهبت بعض الأقاويل إلى أن رياض باشا من أصل يهودي لأن أحد أفراد أسرته وهي سناء حسن التي هاجرت للكيان الصهيوني عام ١٩٧٦، ألمحت لأصلها اليهودي.

وهل تعلم يا ياسين أن المحافل الماسونية الإنجليزية في مصر رفضت قبول عضوية الأفغاني، لأنه لا يؤمن بإله! مما جعله ينتمي للمحافل الفرنسية التي لا تعير للإيمان أي اهتمام.

هل هذا من تريده أو يريده الشنقيطي، أن تكون أفكاره أساسا لنهضة إسلامية، أليس الأولى من الشنقيطي قبل التفكير بنهضة إسلامية أن يطلب من حكومة بلده في موريتانيا بتعبيد مدرجات مطاراتها بالأسفلت على الأقل.
ثم هل تعلم من الذي قام ببناء مزار على قبر جمال الدين الأفغاني في تركيا كي “يحجّ” له الأتراك -قبل أن ينقل جثمانه لأفغانستان التي لا علاقة له بها- إنه السياسي والثري الأمريكي “المستعرب” تشارلز كرين، هو ما غيره حامل دفتر شيكات عائلة روكفلر.

قلت أعلاه إن الأفغاني لا علاقة له بأفغانستان، لأنه تبين فيما بعد على أيدي باحثين استقصائيين وصلوا حتى لأسرته وتحققوا منها، أنه من أسد آباد في أيران وليست أسد آباد التي في أفغانستان، وأنه تلقى تعليمه الأول بالنجف في العراق قبل مغادرته لأفغانستان، والتي لم يطل به المقام فيها حيث طُرد من هناك.

في كل منطقة اسم جديد ومع كل اسم بلد جديد، يغير اسمه أكثر مما يغير لباسه، وحتى دينه غيره في تعامله مع الأجانب، هذا لا أشتري منه صحن فول كي آخذ عنه مشروع نهضة.

فهل هذا المريب يريد خيراً بالأمة؟!

أما محمد عبده فهو تلميذه المخلص الذي أكمل رسالته وأخلص لها أيّما إخلاص، وهو الذي رماه المصريون بكل رذيلة وخيانة بسبب عمالته للورد كرومر؛ بل اعتمد عليه ويلفريد مثله مثل أحمد عرابي في تعبيد الطريق لبريطانيا لاحتلال مصر، وبلغ بأحد رجالات الإنجليز حين مرض محمد عبده مرض الموت، أن يقول: “من سوء حظنا نحن الإنجليز أنّ مَن كنا نعتمد عليه في كل شيء في طريقه للموت”!.

بل تكفي رسالة محمد عبده لشيخه جمال الدين الأفغاني كي نعرف حقيقة الاثنين، وما الذي أرادوه لهذه الأمة: “نحن الآن على سنتك القويمة، لا نقطع رأس الدين إلا بسيف الدين!، ولهذا لو رأيتنا لرأيت زهادًا عبَّادًا ركعًا سجدًا، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون!”.

اما رشيد رضا فهو تلميذ الاثنين والمخلص لهما، والذي نشر رسالتهما لأبعد مكان، وكفاه أنه في عام ١٩١٧ حين اختلف مع الانجليز في قضية أموال كانت تمنح له من الأوقاف، بدا يفكر أن يتحول للفرنسيين، ففي أثناء الحج عام ١٩١٧، أبلغ رئيس بعثة الحج الفرنسية في منى: “أنا جاهز لأي شيء تريدني فرنسا أن أعمله في مصر، فأنا أعرف كل ما يتعلق بالسياسة الإنجليزية في مصر، فأنا جاهز لخدمتهم بأي شيء يريدونه، سياسياً أو غير سياسي..”.

IOR/L/PS/10/645- File 110/1917 Arabia.
IOR/L/PS/10/645- File 110/1917 Arabia.

أما عبد الرحمن الكواكبي الذي يعتبره الشنقيطي إماماً، فكفاه أنه عمي عن كل استبداد على وجه الأرض ولم يرَ إلا “استبداد” السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله، ظلماً وبهتاناً، رأى في الغرب الذي كان ينهب العالم الإسلامي ويجرم بحقه أي إجرام، أنه أساس العدل والمساواة، واعتبر الخديوي عباس حلمي الثاني، أمام المصلحين، عباس حلمي الثاني الذي كان الإنجليز يرسلون التقرير تلو التقرير عن صحة حالته العقلية، عباس حلمي الثاني الذي ما ترك أحداً إلا وتجسس عليه من إمام المسجد وحتى أمه التي أنجبته.

هل تعلم يا ياسين أقطاي ماذا فعل “سمي عم الرسول” عباس حلمي الثاني كما كان يحلو للكواكبي أن يدعوه، هل تعلم ماذا فعل بأحد العلماء حين اختلف معه، أوداه للجنون وظل لمدة ١٤ سنة في مستشفى العصفورية للأمراض العقلية في بيروت. هذا هو عباس حلمي الثاني الذي كان يدعو الكواكبي له بالخلافة بدلاً من السلطان عبدالحميد الثاني، وذلك مقابل ٥٠ جنيهاً شهرياً دفعها له عباس حلمي خلال رحلته لمكة وعدن و٩ مناطق أخرى كما يشير السفير البريطاني في إسطنبول إلى وزير الخارجية البريطاني قري، راجع هذا الملف في الأرشيف البريطاني ستجد كل شيء بالتفصيل:
(Gerard Lowther (Istanbul) to Grey (London), July 28, 1910, FO 371/1007, doc. 433)
وبعد كل هذا نسأل الله أن يرحمنا من عنده، فهو القادر على كل شيء فقد عجزنا والله المستعان على كل شيء.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “اذا كان هذا حصانك يا ياسين أقطاي فحصانك أعرج وأعور! مختار الشنقيطي؟!!”

  1. ياسن اقطاي انسان يالتمام و الكمال شبيه معلمه و استاذه رجب اردوغان.
    شخص ضئيل المعرفه يالاسلام.
    يحاول استغباء البشر .
    فلا عجب اردوغان ادان عملية القدس البطوليه قبل يومين
    وقبلها استقبل هيرتزوغ رئيس الكيان الغاصب للاقصى استقبال الفاتحين.
    فلا عجب

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.