الرئيسية » الهدهد » عاصفة الغضب من إحراق المصحف.. لماذا برز الموقف الأردني ضد الجريمة السويدية؟

عاصفة الغضب من إحراق المصحف.. لماذا برز الموقف الأردني ضد الجريمة السويدية؟

وطن– من بين عديد المواقف المنددة والمستنكرة لجريمة إحراق المصحف الشريف في السويد، برز للواجهة موقف المملكة الأردنية التي أثيرت فيها موجة غضب سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.

يميني سويدي متطرف كان قد أحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مقر السفارة التركية في السويد، فردّ أردنيون بتصرف غاضب أمام سفارة السويد في العاصمة عمّان.

وأظهر مقطع فيديو، عدداً من الأردنيين الذين تجمّعوا أمام مقر سفارة السويد في عمّان، وأضرموا النيران في علم دولة السويد، كردِّ فعل غاضب عما ارتكبه اليميني المتطرف، في مشهدٍ وثّقته العشرات من عدسات الكاميرات.

وزارة الخارجية تدين الجريمة الاستفزازية

الغضب الأردني جرى على الصعيد الرسمي أيضاً، فقد عبّرت وزارة الخارجية الأردنية عن رفضها القاطع لما جرى، وعبّرت عن رفضها، وإدانة المملكة لهذا الفعل الذي يؤجج الكراهية والعنف، ويهدّد التعايش السلمي.

وقالت الوزارة إن هذا الفعل يؤجج الكراهية والعنف ويؤجج التعايش السلمي، مشددة على أن نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشتركة وإثراء قيم الوئام والتسامح ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية، مسؤولية جماعية يجب على الجميع الالتزام بها.

البرلمان الأردني يطلب اعتذاراً

بدوره، عبّر رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، عن رفض وإدانة المجلس قيام أحد زعماء اليمين المتطرف بحرق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة السويدية (ستوكولهوم).

وقال الصفدي، في جلسة برلمانية: “نطالب الحكومة الأردنية عبر وزارة الخارجية بمخاطبة السفارة السويدية لرفض هذه الممارسات، والاعتذار الفوري، وعدم تكرار مثل هذه الأفعال تحت ذريعة حرية التعبير والرأي”.

وأضاف: “على الرغم من تصريحات وزارة الخارجية السويدية في رفض هذه الممارسات، إلا أننا نريد اعتذارا واضحا وصريحا لكل المسلمين”.

وتابع: “ندين بأشد عبارات الرفض هذه الممارسات التي تؤجج مشاعر مليارات المسلمين حول العالم، وتشكل إساءة للمسلمين والمصحف الشريف، الذي يحث على المحبة والخير وتحقيق العدل والمساواة وصلاح المجتمعات”، مشيراً إلى أن الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني يدعو دوماً إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش ونبذ الكراهية والتطرف.

إحراق المصحف في السويد
الأردن يرفض ويدين حرق المصحف في السويد

ودعا السلطات السويدية إلى وقف تلك الحماقات التي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار، والتي تعارض بشكل صارخ القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والدينية.

وتابع: “إن حرية الرأي والتعبير لا تكون بالإساءة للأديان والمعتقدات، وهذا العمل المتطرف لا يقل إرهاباً عن سواه من أفعال الإرهاب، ونحن لا نقبل بأي شكل من أشكال هذا التمادي والتطاول على القرآن الكريم”.

رابطة علماء الأردن تحذر من العواقب

في السياق، أصدرت رابطة علماء الأردن بياناً تستنكر فيه حرق المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولهم، قائلة إن هذه الجريمة الاستفزازية ليست الأولى من نوعها، وإنها جريمة كراهية بحجة حرية التعبير.

وقالت الرابطة: “الجريمة ليست هي الأولى من نوعها، وواضح أنّها لن تكون الأخيرة؛ طالما أُعطوا الضوء الأخضر، للقيام بمثل هذه الأفعال المنكرة، التي ترقى إلى مستوى جرائم كراهية، بحجّة حرية التعبير في بلد أوروبي يقطنه أكثر من ٦٠٠ ألف مسلم، وسط حماية من الشرطة، التي قامت بدورها بحماية المجرم، ومنعت أي أحد من الاقتراب منه أثناء ارتكاب جريمته الشنعاء”.

وأضافت أن هذا العمل الاستفزازي، لا يقتصر على مسلمي السويد؛ وإنما يعدّ استفزازاً لمليار ونصف المليار من المسلمين، ومثيرًا لغضبهم في جميع أنحاء العالم، كما يأتي هذا العمل الاستفزازي مخالفًا لحرية التعبير أصلاً، ولا مبرّر للقيام به، إلا لنشر الكراهية والبغضاء، وتفشي الجريمة بين الناس.

وعبّرت الرابطة عن إدانتها واستنكارها لهذه الجريمة بشدة، وحمّلت الجهات الرسمية في السويد مسؤولية معاقبة الفاعل، ومحاسبته قانونيًا، ومنع مثل هذه الجرائم قبل وقوعها، وإلا فلا بدّ من محاكمة الفاعلين، ومَن فتح لهم المجال لإثارة الطّائفيّة بين الشّعوب الآمنة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.