وطن- أثارت رسالة قاسية على قبر متوفى، الجدل على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وتتعلق هذه الرسالة بدين في ذمة المتوفى، وأن مقرضه لن يسامحه إلا إذا سدّد ذووه ما عليه.
وألصق الشخص صاحب الرسالة “سند الدين الذي يعود إلى أيلول عام 1994″، على قبر المتوفى، وتحته عبارة كتبها بخط يده تقول: “عندك وفي ذمتك 6000 دولار الله يجعلها حديد ونار على جسدك”، فيما تم تمويه اسم المتوفى.
صاحب الدين لم يسامح المتوفى ودعا له بالعذاب
ولم يكتفِ صاحب الدين بذلك؛ بل أرفق ورقة بصور إقرار موقّع يثبت أخذ المتوفى هذا المبلغ، في يوم 20 أغسطس عام 1994، وتتضمن أيضًا إقراراً بالحصول على المبلغ: «أقر أنا.. أني أخذت مبلغ ستة آلاف دولار أمريكي، وهذا سند مني بذلك إلى عند الطلب»، مع إمضاء المتوفى والشاهد.
ولم تمرّ القصة مرور الكرام؛ بل انهالت التعليقات على الورقة، التي يستشهد بها الرجل كونه لا يسامح المتوفى، لكونه أخذ هذا المبلغ ولم يردّه له قبل وفاته؛ بل أصيب الجميع بالصدمة جراء هذا التصرف.
ووصف بعضهم هذا التصرف بأنه نابع من الغل والحقد، “لأن الإسلام يحث على المسامحة”. بينما تعاطف آخرون مع صاحب الرسالة مقرين بأن لديه الحق وعلى ذوي المتوفى سداد الدين، لأن المتوفى مطالَب به يوم القيامة ولن يستطيع سداده حينها.
وتباينت ردود وتعليقات مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي حيالَ تصرف الرجل صاحب الدين.
ردود أفعال النشطاء بشأن الرسالة على قبر الميت
حيث علّق “محمود سعد“: “صورة مؤلمة لكلمة كتبها رجلٌ على قبر رجلٍ استدان منه 6000 دولار منذ ثلاثين سنة ولم يردها حتى مات”.
واستدرك بنبرة دعاء: “اللهم أعنا على الوفاء بالحقوق والديون وأخرجنا من هذه الدنيا غير ظالمين أحدا أو آكلين مال أحد”.
صورة مؤلمة لكلمة كتبها رجلٌ على قبر رجلٍ استدان منه 6000 دولار منذ ثلاثين سنة ولم يردها حتى مات.
اللهم أعنا على الوفاء بالحقوق والديون وأخرجنا من هذه الدنيا غير ظالمين أحدا أو آكلين مال أحد. pic.twitter.com/24BuDOUbQQ— Mahmoud Saad PhD (@doc_mahmoudsaad) January 20, 2023
فيما عقبت “روان” بنبرة قاسية: “الديون مش بس فلوس كسر خواطر ظلم شهاده زور”.
وأضافت مخاطبة ذوي المتوفى: “يرضي علي الغريب اللي ميرضاهوش ع نفسه واهل بيته ف ربنا يجعلها حديد ونار علي جسد كل ظالم”.
وقال”أبو عبد الله” متحدّثاً عن صاحب الرسالة: “كان من واجبه على أخيه المتوفى أن يعفو عنه بعد مماته”.
واستدرك: “ما بال بني آدم أصبح قلبه شديد وقاسي حتى على الأموات”.
لاحول ولا قوة إلا بالله كان من واجبه على أخيه المسلم المتوفى أن يعفو عنه بعد مماته ❗️
ما بال بني آدم أصبح قلبه شديد وقاسي حتى على الأموات 👎
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
🔸️«نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى عنه»
— 🇰🇼ⒷⓄツ③ⓑⓓⓤⓛⓛⓐ❽❸🇰🇼 (@AB0_aBdulla_83) January 20, 2023
وعلق آخر: “لا نعرف ظرف المتوفى ان كان يماطل أو عدم المقدرة على السداد”.
وتابع: “علينا أن نحسن النية فالرجل أفضى إلى ربه”.
ورأى “علي الأدهم“، أن “هناك نوعاً من البشر يستدين المال وفي قرارة نفسه عدم رد الدين معتقدين عدم وجود حساب في الآخرة”.
هناك نوع من البشر يستدين المال وفي قرارة نفسه عدم رد الدين علي بالهم عدم وجود حساب في الآخرة
— aladham ali (@aladhamali2) January 21, 2023
وتذكر “مسفر” قصة مثيلة لعامل هندي توفي بالصعقة الكهربائية، وهو يسقي الزرع.
حيث وجدوا في جيبه رسالة كان يريد إرسالها لأهله، يشتكي فيها أن كفيله لم يسلّمه رواتبه من سنة.
اذكر عامل هندي توفي بالصعقه الكهربائيه وهو يسقي الزرع ووجدوا في جيبه رساله الظاهر كان يبغى يرسلها لأهله يشتكي أن كفيله لم يسلمه رواتبه من سنه…شيء مؤلم صراحة الرجل متغرب ليعين أهله..
— MMM (@Missvir94354990) January 21, 2023
ويحضّ الإسلام على سداد الدين قبل الوفاة، لأن الإنسان لا يعرف متى يحين أجله.
وقد ورد في السنة الصحيحة، زجر أكيد ووعيد مخيف لمن تساهل في حقوق العباد.
كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحللها من صاحبه من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه). رواه البخاري.
فرق كبير ببن من يريد السداد و يبذل جهده للسداد و لكن ليس لديه المال . و بين من ينكر الدين !