الرئيسية » الهدهد » الوثائق البريطانية: “نادٍ للحكام الشبان” بقيادة حمد بن عيسى.. ما علاقة محمد السادس وعبدالله الثاني؟

الوثائق البريطانية: “نادٍ للحكام الشبان” بقيادة حمد بن عيسى.. ما علاقة محمد السادس وعبدالله الثاني؟

وطن- كشفت هيئة البث البريطانية “بي بي سي” نقلاً عن الوثائق البريطانية التي أفرج عنها مؤخراً، عن انخراط بريطانيا في رعاية ديمقراطية عربية ناشئة مطلعَ الألفية الحالية، بالتزامن مع مرحلة ضخّ الدماء الجديدة في هرم السلطة في دول مثل: المغرب وسوريا والأردن.

ما قصة “نادي الحكام الشبان” في المنطقة العربية؟

مع مطلع الألفية الحالية، راهنت بريطانيا، وفق وثائق رئاسة الوزراء البريطانية التي أُفرج عنها أخيراً، على عدد من الزعماء الشبان العرب لقيادة مساعي الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية قبل 10 سنوات من بدء ثورات الربيع العربي.

أُطلق على تجمع هؤلاء الزعماء اسم “نادي الحكام الشبان”، وهي فكرة طرحها حينذاك أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.

وكُشف عن هذا “النادي”، خلال الترتيب لزيارة الشيخ حمد إلى لندن ما بين 23 و26 يوليو/تموز عام 2000.

تلك الزيارة التي اعتبر فيها مايكل تاثام، السكرتير الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني، حينذاك، توني بلير، للشؤون الخارجية، مملكة البحرين “شريكاً جيداً لبريطانيا في الخليج”.

حيث كتب “تاثام” مذكرة تنصح بلير بالقضايا التي تخدم المصالح البريطانية، ويجب إثارتها خلال لقاء القمة البريطاني البحريني المرتقب.

الوثائق البريطانية نادي للحكام الشبان بقيادة حمد بن عيسى
الوثائق البريطانية نادي للحكام الشبان بقيادة حمد بن عيسى

وقال تاثام في مذكرته، إنه “رغم أنها (البحرين) تمرّ بعملية حذرة للانتقال إلى الليبرالية السياسية، فإن سجلها في مجال حقوق الإنسان موضع تدقيق سياسي ناقد”.

وأضاف: “الأمير يرى نفسه واحداً من جيل الزعماء العرب الجديد، مع عبد الله (الثاني) ملك الأردن، ومحمد (السادس) ملك المغرب“.

وختم مذكرته بنصيحة قائلاً: “سوف يسعد (الشيخ حمد) بأن يظن أننا نقدر قيمة رؤاه”.

دور كبير لبيتر فورد، السفير البريطاني في المنامة

وكان حمد بن عيسى، أمير البحرين، مع حلول عام 2000 أكبر “أعضاء النادي” سناً، إذ كان سنه 50 عاماً، بينما كان الملك الأردني في الـ38، والملك المغربي في الـ37 عاماً.

وجاءت فكرة النادي بعد شهور من تولّي الزعماء الثلاثة مقاليد الحكم في بلادهم، في عام 1999.

كان لبيتر فورد، السفير البريطاني لدى المنامة، إسهام واضح في شرح الوضع في البحرين لحكومته، قبل الزيارة.

فكتب يقول: “الشيخ حمد حريص على تثبيت التعاون العسكري معنا”. وأضاف أن الأمير “يواصل بشجاعة عملية سياسية ليبرالية”.

وحسب تقدير السفير، فإن الأمير حمد سعى إلى الحصول على المساندة من زعماء عرب آخرين لمشروعه السياسي.

وقال فورد: “على جبهة الشؤون الخارجية، يحرص الأمير على تعزيز “نادي” الحكام الشبان الذي شكّله. وربما يجتمع مع الملك عبد الله في لندن، ويطير معه إلى المغرب لحضور تتويج رفيق روحه الملك محمد”.

علاقة ملك البحرين الوطيدة مع بشار الأسد

تشير تقارير وزارة الخارجية كذلك إلى وجود اتصالات قوية بين الشيخ حمد وبشار الأسد، رئيس سوريا الذي لم يكن قد مرّ على تولّيه الرئاسة خلفاً لوالده الراحل حافظ الأسد عام 2000، سوى أيام قليلة.

وقال السفير فورد: “الشيخ حمد على اتصال وثيق مع بشار الأسد، وهو (بشار) عضو محتمل في النادي”.

وفي هذا السياق، أبدى السفير تحمّسه لتوجه الشيخ حمد، ونصح حكومته بضرورة الاستمرار في مساندته.

وقال: “ثقة الأمير في نفسه تنمو، غير أنه لا يزال يميل إلى التردد، مع ذلك، خشية اتخاذ أي خطوات خرقاء”، ولهذا “سيكون جيداً أن نحاول دفعه لأن يمضي بسرعة في موضوع ناديه الذي يضم الحكام الشبان، وفي الإبقاء على انطباعاته عن بشار”.

علاقة ملك البحرين الوطيدة مع بشار الأسد
علاقة ملك البحرين الوطيدة مع بشار الأسد

ويكشف السفير عن استشارات قدّمتها بريطانيا للأمير بشأن الإصلاح. وقال: “فيما يتعلق بحقوق الإنسان، سيكون جيداً أن نتابع الأمر فيما يتصل بالإنهاء المتوقع للاعتقال دون محاكمة، والنصيحة التي قدمناها بشأن الانتخابات البلدية وسلطات المجلس الاستشاري”.

ومع اقتراب موعد الزيارة، أوصى توم بارو، السكرتير الشخصي لوزير الخارجية، بأن يبلّغ بلير الأمير حمد بأنّ لندن ترى أنّ “بداية بشار جيدة في سوريا”.

ونصح بأن يُسأل الأمير البحريني عن “تصوره لنهج بشار في العمل على استتباب أموره”.

وكشف بارو، في توصياته، عن أن تقييم البريطانيين هو أن بشار “جاد في تنفيذ قرار والده الراحل بتحقيق السلام”. وطلب التأكيد للزعيم البحريني على أن المملكة المتحدة “جاهزة لمساعدة (بشار) إن طُلب منها”.

وبعد مداولات، تقرر أن يركز لقاء بلير والشيخ حمد، الذي استمر نصف ساعة فقط، على القضايا الإستراتيجية، على أن يناقش “هين” القضايا الأخرى بما فيها حقوق الإنسان، مع الأمير.

تشجيع بشار على الخروج من قوقعته

وحسب تقرير للخارجية البريطانية، فإن لقاء حمد وهين، الذي سبق القمة البريطانية البحرينية، أكد “على دعمنا للتقدم الذي حقّقه الأمير في طريق الإصلاح الداخلي وتناول مسائل حقوق الإنسان”.

وخلال اللقاء مع بلير، قال الأمير، إن “(وجود) بشار شيء جيد. غير أنه يحتاج إلى تشجيع للخروج من قوقعته ويرى العالم”.

وحسب محضر اللقاء، اتفق رئيس الوزراء مع الأمير حمد. وقال: “نحتاج إلى المساعدة في بناء ثقة بشار في نفسه. وسيكون دائماً مرحّباً به للغاية هنا”.

واستعرض الأمير مشروعه السياسي الداخلي، الذي قال إنه يهدف لأن تكون البحرين “نموذجاً حديثاً للأمم الخليجية الأخرى”.

تشجيع بشار على الخروج من قوقعته

وعرض لبعض نتائج هذا المشروع قائلاً: يمكن للأجانب الآن أن يتملكوا عقارات في البحرين. النظام القانوني قائم على القانون المدني وليس المبادئ القبلية. النساء قادرات على المشاركة الكاملة في المجتمع، العمل، قيادة السيارات والتصويت. هناك نظام تعليم حديث. والمجتمع البحريني متسامح مع كل الأديان”.

وأثنى بلير على ما قاله الأمير، و”هنّأه على التقدم الذي يحقّقه”.

غير أنّ الشيخ حمد أسرّ إلى بلير بعقبة تواجه مشروعه، وقال: “يصعب أحياناً الحفاظ على زخم التحديث عندما تكون محاطاً بقوى محافظة في المنطقة، وضرب أمثلة بالعراق، وعناصر في إيران وعناصر في السعودية”.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “الوثائق البريطانية: “نادٍ للحكام الشبان” بقيادة حمد بن عيسى.. ما علاقة محمد السادس وعبدالله الثاني؟”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.