وطن – لم يكن مقطع الفيديو المتداول الذي وثق غرق الكثير من السيارات في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بمياه الأمطار غريبا، فهذا المشهد بات معتادا في بلد غني لكن إنفاقه بعيدٌ عن تلبية احتياجات شعبه.
مقطع الفيديو، أظهر غرق السيارات بشكل شبه كامل، عقب الأمطار التي هطلت فجر اليوم على مدينة جدة.
وبدت من مشاهد الفيديو، أن السلطات أظهرت عجزا كبيرا عن مواجهة تلك الحالة الماطرة.
فيديو متداول :
– غرق الكثير من السيارات فجر اليوم بمدينة جدة إثر تساقط الأمطار .#جدة pic.twitter.com/ny9XC9UdNx— تفتيش الكويت 🇰🇼 (@TfTeeeSH) December 30, 2022
حالة ماطرة تضرب جدة
وكان خبراء الأرصاد الجوية، قد نبهوا إلى تعرض مدينة جدة لحالة جوية ماطرة، تمتد حتى مطلع الأسبوع المقبل، وتشمل هطول زخات من الأمطار مُتفاوتة الشدة.
وبدأت تلك الموجة التي تحولت إلى سيول، اعتبار من أمس الخميس، بعدما تكاثرت السحب ومن ثم تهيأت الفرصة لتساقط الأمطار.
#احيا #شمال #جده #جدة_الأن #امطار_جده #سيول_جدة pic.twitter.com/GLmbJ48bhb
— طقس ديار فهم ⛈ (@D_B_FHM) December 29, 2022
وتستمر حالة التقلبات الجوية حتى يوم الخميس المقبل، بحيث يظل الطقس غائماً جزئياً إلى غائم، مع وجود فرص لهطول زخات من الأمطار بين الحين والأخر، قد تشتد وتترافق بالرعد على فترات.
سيول جدة.. عنوان للغضب
سيول جدة عنوان لغضب السعوديين حتى وإن كان الغضب مكتوما، وذلك بعدما أصبح مشهد غرق المحافظة مستمرا مع تعرضها لهطول الأمطار.
بينما ينشغل ولي العهد السعودي ببناء مدينة نيوم، وبعد ان اغرقت السيول مدينة جدة، اجتاحت اليوم السيول بيوت واحياء المدن في مكّة المكرّمة.#سيول_مكة #وقائع pic.twitter.com/MI1tNWgEAq
— وقائع (@waqa2e3) December 23, 2022
مشاهد غرق جدة تتكرر منذ سنوات، ودائما في كل شتاء تكون تلك المحافظة عنوانا لتلك المعاناة، فيما تُوجه سهام الانتقادات للسلطات التي لا تولي أي اهتمام لمواجهة هذه الأوضاع.
تكرار مشاهد غرق جدة على مدار السنوات دون أن تلتزم السلطات بالتدخل جعل الكثيرون يشعرون أن هناك إهمالا متعمدا يتعرضون له، وقد زاد هذا الغضب بعد امتداد الغرق ليشمل مكة المكرمة أيضا.
ماذا لو تم الاهتمام بمكة وجدة كما يجري الاهتمام بمدينة نيوم؟ ما الذي ينقص مواطن جدة ومكة ليحضى باهتمام الحكومة؟ #سيول_مكة pic.twitter.com/PQosssxkTh
— نحو الحرية (@hureyaksa) December 23, 2022
أسر سعودية قتلتها الأمطار
معاناة السعوديين وتحديدا سكان جدة، خير شاهد على هذا الوضع، إذ تقول سيدة عانت الأمرين من تلك الأمطار: “جزء من منزلنا انعدم ودخلت المياه إلى إحدى الغرف الكبيرة المسمّاة بالمجلس، والتي هي أكبر غرفة مساحةً لدينا”.
وأضافت السيدة بحسرة: “إيش نسوي؟ لا شيء في اليد، لأننا وصلنا إلى قناعة أننا لن نستطيع الوصول إلى شيء”، متابعة في حديث للميادين: “الحكومة مجرد حكومة دعايات، والحل سيكون بترقيع ما حصل وانتهى الأمر”.
https://twitter.com/be4after/status/1606925239732027392?s=20&t=FSNVmd5xNSg8mE831cMzQg
وذكرت سيدة أخرى اكتوت عائلتها بـ”نيران الأمطار”: الناس التي انهدت بيوتها ما أخذوا تعويض، هل نحن الذين غرقت بيوتنا راح يعطونّا؟”.
فيما اختصرت إحدى السيدات التي نجت بأعجوبة أحد السيول: “وقفت مع الموت وجهاً لوجه، ولكنّ رحمة الله الواسعة أنقذتني”.
وأشارت إلى أن أحد أبنائها بات يحتاج علاجاً نفسياً بسبب تأثّره الشديد من هول الصدمة، وقالت إن مقاعد سيارتها تعفّنت وأن أحداً لم يتواصل معها من أجل تعويضها.
اخطاء البلديات بعدم تصريف السيول
للاسف نغفل عنها حتى تأتي الامطار وتكشف الاهمال والعمل من المكاتب للمختصين الذين كان يجب ان يتواجدوا في الميدان اكثر وتكون العقود مضمنة لاحتياطات السلامة وحتى الارصفة والشوارع تكون واسعة وحضارية للمشي والتشجير وغير ذلك. #امطار_سيول_مكه_جده_الرياض pic.twitter.com/mZQtoaga9G— محمد عبدالله العامري (@buabdall2) December 23, 2022
تطرف مناخي قابل للتكرار
وبحسب أحد أعضاء الجمعية العلمية السعودية للأرصاد الجوية، فإن الحالات الجوية المتطرفة مناخياً في المملكة قابلة للتكرار في ظل التغير المناخي الذي تشهده دول العالم في السنوات المقبلة.
وأضاف في تصريحات أدلى بها مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن كميات الأمطار التي هطلت على جدة مؤخرا أضعاف النسبة التي كانت معتادة أو طبيعية.
وفيما وصف ما تتعرض له المملكة بأنه ظاهرة متطرفة مناخيا، فقد أطلقت تحذيرات من أن مدينة جدة ستكون على موعد مع سيول جديدة خلال الأيام المقبلة.
وأمام هذه التقلبات والتطرف المناخي، يبقى مصير العوائل هناك رهن السياسات الحكومية، وسط قلقهم الدائم من تكرار السيول الجارفة التي تضع حياتهم في مهب الخطر الدائم.