الرئيسية » حياتنا » لماذا تجذب بعض النساء الرجال أصحاب الشخصية السامة دونًا عن غيرهن من النساء؟

لماذا تجذب بعض النساء الرجال أصحاب الشخصية السامة دونًا عن غيرهن من النساء؟

وطن– إذا كان من الممكن أن تظهر الشخصية السامة تحت عدة وجوه وسلوكيات وبدرجات مختلفة، فإنه غالبًا ما تقع في فخّها نفس النساء؛ فبعض منهن يؤكدن أنهن يجذبن دائمًا الرجال أصحاب الشخصية السامة. وفيما يلي كشفت أمل طاهر، المتخصصة في العلاقات الزوجية وعلم الأعصاب، عن الأسباب التي تجعل الرجال ذوي الشخصية السامة ينجذبون إلى نوع معيّن من النساء.

وبحسب تقرير لمجلة “أوفيمينا” الفرنسية، فإنّ الشخصية السامة اليوم تغزو علاقاتنا البشرية بشكل رهيب. ويثير الرجال السامون -وخاصة المنحرفون النرجسيون- المشاعرَ والأسئلة في آن واحد. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ هذه الظاهرة ليست جديدة. فالعديد من النساء بغضّ النظر عن جيلهن، يقعن ضحية هذه الشخصية، سواء كنّ على دراية بها أم لا.

بفضل الشبكات الاجتماعية والتقنيات الجديدة، تتخذ الآن الشخصية السامة أشكالاً جديدة وتتمتع بقدرات لا حصر لها، تُفسد طريقتنا في تبادل المحبة وتوطيد العلاقات. ولكن، ما الشخصية السامة؟ أوضحت أمل طاهر، المتخصصة في علم الأعصاب بإيجاز، أنّ الشخصية السامة؛ هي تلك التي يقوم صاحبها بسلوكيات تضرّ بنفسه أو بالآخر.

الشخصية السامة، هي تلك التي يقوم صاحبها بسلوكيات تضرّ بنفسه أو بالآخر
الشخصية السامة، هي تلك التي يقوم صاحبها بسلوكيات تضرّ بنفسه أو بالآخر

ووفقًا لها، هناك بُعدان مهمان في العلاقة الرومانسية السامة: عدم التوازن، وعدم الثبات. وشرحت في هذا السياق قائلةً: “العلاقة الزوجية التي يكون بطلها شخصاً ساماً، ستكون غير متوازنة وغير ثابتة، وهذه هي الطريقة التي نتعرف بها عمومًا على العلاقة السامة، إذ لا يوجد اتساق بين الشريكين، فيوم الاثنين يكون هناك جدال كبير، ويوم الثلاثاء كل شيء على ما يرام. ثم تأتي أيام متتالية غير متوازنة. وهكذا، سيحاول أحدهما التحكم بالآخر والسيطرة عليه. وعلى وجه الخصوص، سيكون هناك جانب مهيمن إلى حد ما، أي إن أحدهما يتمتع بقوة التحكم في العلاقة”.

وبالطبع، فصاحب الشخصية القوية والمسيطر على العلاقة هو نفسه الشخص السام. وبالتالي، في سياق الزوجين، يكون الرجل هو الشريك السام، وستكون المرأة الضحية. تقول أمل: “ستظل المرأة دائمة القلق بشأن العلاقة أو قلقة من فكرة المعاناة من رد الفعل المحتمل للآخر (الغضب)، وقلقة أيضًا من فكرة خسارته، لأنه في كثير من الأحيان، يستخدم الرجل السام التلاعب، ويجعل الآخر يعتقد أنه يمكنه إنهاء العلاقة في أي وقت”.

بعض النساء يجذبن الرجال أصحاب الشخصية السامة، ويكنّ ضحيات العلاقات غير الصحية

من المرجح أن تكون بعض النساء على علاقة مع رجال سامين، ويبقين في العلاقات معهم دون التفكير في الانسحاب. هؤلاء النساء لا يجذبن الرجال فحسب؛ بل إنهن ينجذبن أيضًا إلى هؤلاء الرجال وهذه العلاقات الرومانسية الفوضوية، مثل: المغناطيس.

إن ديناميكية “الانجذاب السام” نحو الآخر، هي في الواقع متبادَلة: فهذا قرار المرأة أيضًا. وبما أن الموقف يتكرر فهي تعاني ولكنّ جزءاً منها يختار ذاك الشريك دون أن تعرف ذلك. إنها في الواقع آليات نفسية واجتماعية غير واعية تعمل وتوجّه سلوكها وتتخلله بشكل أعمى.

ووفقًا لما ترجمته “وطن“، فإن هناك العديد من الأسباب لذلك: يمكن أن تكون مرتبطة بقصة حياتهن أو مرتبطة بالقيم التي ينقلها المجتمع للمرأة.

بعض النساء يجذبن الرجال أصحاب الشخصية السامة ويكن ضحيات العلاقات غير الصحية
بعض النساء يجذبن الرجال أصحاب الشخصية السامة ويكن ضحيات العلاقات غير الصحية

 أنماط العلاقات الأسرية يؤدي إلى خلق أشخاص ذوي شخصية سامة

في الحقيقة، نحن لا نرث من آبائنا الأشياء المادية أو الثروة المالية فحسب؛ بل هناك أيضًا قيود نفسية سامة وطرق سيئة نستمدها من كبار السن لمحبة أنفسنا.

بهذا المعنى تشرح أمل طاهر، أن “العلاقة الخاصة بين الوالدين ونشأة الحب بينهما، يمكن أن تؤثر على علاقاتنا الرومانسية”. وهكذا، فإن طريقة تعامل آبائنا مع بعضهم، يقودنا إلى أن نحب بشكل صحيح أو غير صحيح. فهم الذين وضعوا أسسَ “حياتنا الطبيعية” في طريق المحبة، وهم الذين يغرسون فينا القواعد والقيم التأسيسية للحب في المستقبل.

يتأثر الأبناء وخاصة البنات بتصرفات الأب مع ألأم
يتأثر الأبناء وخاصة البنات بتصرفات الأب مع ألأم

يؤدي تدني احترام الذات إلى قبول الحد الأدنى في العلاقة الزوجية

تقول أمل طاهر: “احترام الذات هو ما تفتقر إليه النساء عمومًا في العلاقات الزوجية السامة”. وبالتالي، فإن النساء ذوات احترام الذات المتدني أكثر عرضة من غيرهن لجذب وقبول الرجال ذوي الشخصية السامة. لماذا؟ لأنهن لن يكنّ قادرات على أن يواجهن أنفسهن بالحقيقة.

احترام الذات هو ما تفتقر إليه النساء عمومًا في العلاقات الزوجية السامة
احترام الذات هو ما تفتقر إليه النساء عمومًا في العلاقات الزوجية السامة

وأخيرًا أيّد عالم نفسي اجتماعي أيضًا الخبيرة أمل طاهر، وأوضح: “أن الزوجين لا يحبان بعضهم بما يكفي لمعرفة ما يحتاجان إليه وما لا يحتاجان إليه. نتيجةً لذلك، فهم لا يدركون أنهم يستحقون علاقات صحية. الشخص الذي يبقى في علاقة سامة لا بدّ من أنه يعاني من حالة إنكار للذات، لأن مشاعره تجاه الشخص السام هي التي تسيطر على تفكيره، ما يجعله ينكر الحقيقة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.