الرئيسية » الهدهد » سبب وفاة منيرة القبيسي.. صاحبة حركة غامضة ومحاطة بالسرية ووفاتها تقسم السوريين

سبب وفاة منيرة القبيسي.. صاحبة حركة غامضة ومحاطة بالسرية ووفاتها تقسم السوريين

وطن- توفيت في دمشق، الاثنين، الداعية الموالية لنظام الأسد “منيرة القبيسي”، مؤسسة حركة القبيسيات في سوريا، وهي حركة نسوية دينية ذات طابع صوفي، وعرفت الداعية التي رحلت عن 89 عاماً، بدعمها للنظام منذ بداية حربه على السوريين.

ونعت وزارة الأوقاف في دمشق ومجمع أبو النور والجامع الأموي وشخصيات وجِهات دينية إسلامية في دمشق، الداعية منيرة القبيسي التي توفيت في دمشق.

وفاة منيرة القبيسي تقسم السوريين

وكشفت حسابات مقربة من الراحلة نبأَ الوفاة، وقال صلاح الدين أحمد كفتارو، نجل مفتي سوريا السابق على حسابه الشخصي في (فيس بوك): “مع غياب شمس هذا اليوم تغيب عن دنيانا الفانية المربية الفاضلة والمعلمة الطاهرة الأستاذة منيرة القبيسي”.

وفاة منيرة القبيسي تقسم السوريين
وفاة منيرة القبيسي تقسم السوريين

وكان المستغرَب نعي شخصيات محسوبة على المعارضة السورية لـ”القبيسي”؛ حيث غرد الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب على حسابه في “تويتر“: “المربية الفاضلة منيرة القبيسي ٩٣ عاماً في ذمة الله اللهم ارحمنا وإياها واغفر لنا جميعاً”.

وفاة الداعية منيرة القبيسي
وفاة الداعية منيرة القبيسي

وعاد “الخطيب” ليغرّدَ ردّاً على من ذكّره بأنّ الداعية منيرة القبيسي شاركت في التصويت لبشار الأسد قائلاً: “تجلت العقلية البعثية والببغائية اليوم بشكل مذهل، وفوقها اخترعوا صورة لانتخاب مزيف اكتشفوه اليوم”.

وأضاف، أن “المربية لم تشارك في تصويت أو انتخابات بحياتها ولم تقابل رئيساً ولا زعيماً وكان موقفها بالصمت بين الوحوش رغم ضغوط هائلة أكثر شجاعة من آلاف الجبناء الذين ينهشون من لحمها بوضاعة اليوم”.

وكتب الشيخ عبد الكريم بكار، الممنوع من دخول سوريا منذ أحداث الإخوان المسلمين أوائل الثمانينات في نعيها: “فقدت أمة الإسلام اليوم الداعية الدمشقية الأستاذة الفاضلة منيرة القبيسي، التي أسست واحدة من أهم الجماعات الإسلامية في العصر الحديث”.

وعاد “بكار” ليحذفَ التغريدة من حسابه الموثّق، والظاهرة في صورة التغريدة المرفقة.

الشيخ عبد الكريم بكار عضو المجلس الاسلامي السوري يترحم على الهالكة مؤيدة النظام النصيري منيرة القبيسي

منيرة القبيسي من أسرة دمشقية تجارية

ووُلدت منيرة القبيسي عام 1933، في كنف أسرة دمشقية تجارية. تابعت تعليمها الجامعي وتخرجت في كلية العلوم الطبيعية، ثم سلكت طريق التعليم في مدارس دمشق.

ومع بداية عقد الستينيات، أسهم قربها من جامع “أبو النور” في الاتجاه نحو النشاط الدعوي بعد تتلمذها بدايةً على يد الشيخ الراحل ومفتي الجمهورية السابق أحمد كفتارو، المقرب من رئيس النظام السابق حافظ الأسد، عزّزته بدراسة علوم الدين في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وترك مهنة التعليم لتتفرغ كلياً لنشاطها الدعوي.

https://twitter.com/aboalmogerh/status/1607426086396215298?s=20&t=ijDWIyknYoYfuuTYKycBtQ

وبعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام سنة 2011، انقسم السوريون حول الموقف من منيرة القبيسي وجماعة القبيسيات، على خلفية عدم إعلان منيرة القبيسي موقفاً واضحاً من النظام، ومن ثم تأييد الداعيات القبيسيات للنظام.

في كنف الأسد وداعة للنظام

وبينما أيّد سوريون وعرب مواقف القبيسيات، لكون منيرة القبيسي داعيةً وأستاذةً ومربيةً رائدةً في مجال الدعوة النسائية، انتقد آخرون علاقتها مع النظام.

وعلّق “محمد عطري“: “رحيل الشبيحة منيرة القبيسي التي أسست من دمشق “القبيسات” بدعم مخابرات الأسد والتي حولت الدعوة في سوريا إلى عبادة طاغية الشام من الأسد الأب إلى الوريث القاصر الابن. وباركت إراقة دماء الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء ولا غرابة-كما قال- أن ينعاها بوق وعراب موسكو معاذ الخطيب”.

وعقّب “محمد الحاج”: “يبدو أن السرية التي كانت تحيط بشخصية منيرة القبيسي لا تختلف كثيراً عن زعــامات وقيــادات غالبية الحركات الإسلامية”.

رحيل الشبيحة منيرة القبيسي التي أسست من دمشق القبيسات
رحيل الشبيحة منيرة القبيسي التي أسست من دمشق القبيسات

وأضاف: “قلة من يعرفون وجوههم قبل وفاتهم، ولا يمنع هذا بالطبع أن يؤمن بفكرهم ويتبعهم ويبايعهم عشرات أو مئات الآلاف من البشر!”.

رأي آخر: “كانت مغيّبة بسبب سنها ومرضها”

وعبّر “زاهر إحسان بعدراني”، عن اعتقاده بأنّ القبيسي التي تربت في مدرسة الشيخ أحمد كفتارو، “كانت مُغيّبة منذ مدة طويلة بسبب مرضها وسِنِّها عن تفاصيل الوضع العام للحركة أو الجماعة “أو سمّوها ما شئتم””. حسب وصفه.

وأردف: “من خلال فهمنا لِمدرسة كفتارو التي تُحرِّمُ الخروج على الحاكم الظالم (وإن جلد ظهرك وانتهك عرضك وسلبك مالك و و ) لم تكن السيدة منيرة وأخواتها لتدعم حراك الشارع السّني ولا ثورة الشعب، وبالحدّ الأدنى ستدعو لأخذ موقف الحياد”.

ومن جانبه، قال الصحفي “بسام جعارة“: “ماتت منيرة القبيسي زعيمة القبيسيات بعد مسيرة حافلة بالتشبيح والأهم انكشاف أوراق عشرات الشبيحة الذين حاولوا التغطية على مساندتها لمعتوه الشام!”.

أما الإعلامي أحمد موفق زيدان، فكتب: “هلكت منيرة القبيسي اليوم كما هلك البوطي و من قبل هلك كفتارو غير مأسوف عليهم”.

وتابع: “فقد كانوا أعمدة للفتك بالشام وأهله ولعقود. في رقبتهم مئات الآلاف من الضحايا، فضلاً عن تثبيت حكم طائفة مجرمة”.

وبدورها، قالت د.فاطمة الوحش، إن حركة القبيسيات التي كانت تقودها منيرة القبيسي، هي مجموعة نسوية دينية ذات طابع صوفي، ولها صفات مشتركة خاصة ذات فئوية فكرية تميل الى إدخال البدع وبعض الأفكار الصوفية.

وأضافت: “وأخرى خليط من أفكار باطنية تنتشر بين نساء سوريا وتعرف بقربها من النظام الحاكم وتركز على النساء من الطبقة المخملية”.

وقال الصحفي والكاتب “ماهر شرف الدين“: المربية الفاضلة التي وصفت معارضي الأسد بـ “قطاع الطرق” تهل عليها الرحمات من “قطاع الطرق الأفاضل”. واستدرك: “أكاد أتقيأ من هؤلاء”.

https://twitter.com/mahersharafeddi/status/1607400178675507202?s=20&t=MvGyADHLj7jYnfWAq7cFxw

ووجّه كثير من النشطاء السوريين انتقاداً شديداً للعديد من المحسوبين على المعارضة السورية، لنعيهم “منيرة القبيسي”، معتبرينَ أنّهم يدعمون وينعون من أيّدت سفك الدم السوري وقتل الأطفال على يد نظام بشار الأسد.

هذا وتحجّج أصحاب بيانات النعي والترحم على منيرة القبيسي، بأنه لا يوجد أي دليل على أنها تحب الأسد، لتنهال عليهم الصور والفيديوهات التي تثبت دعم القبيسي وحركتها للنظام السوري المجرم وشيطنة الثوار.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.