الرئيسية » الهدهد » ميليشيات مسيحية لحماية المسيحيين وند لحزب الله.. من هي جماعة جنود الرب اللبنانية؟

ميليشيات مسيحية لحماية المسيحيين وند لحزب الله.. من هي جماعة جنود الرب اللبنانية؟

وطن – أثيرت حالة من الجدل في لبنان، بعد ظهور ميليشيا مسيحية مسلحة تُدعى جماعة جنود الرب.

الميليشيات التي يُنظر إليها بأنها تعزز من الانقسام الطائفي، تكونت في 2020 على يد شخص يُدعى جوزيف منصور، وتتخذ من شعار الصليب والإنجيل شعارا لها.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

وتنشط هذه الجماعة على وجه التحديد، في المناطق ذات الأكثرية المسيحية، وتقول عن نفسها إنها تحمي المسيحيين وتدافع عنهم، وتعادي الأفكار العلمانية والشيوعية والمثلية، وتدعي أنها تحارب انتشار المخدرات والإجهاض والزواج المدني.

عناصر هذه الجماعة، تُمجّد الحروب الصليبية، ويبلغ عدد أفرادها 300 شخص، ويتميزون بالبنية الجسدية الضخمة واللحية الكثيفة.

ويرفض أعضاء “جنود الرب” الظهور في وسائل الإعلام، مكتفين ببث أفكارهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

https://twitter.com/AlsayeghLayal/status/1605990238915940352?s=20&t=SDKMr4zeCaGGyE67CxstQg

من بين ظهورهم النادر، كان تكسير لافتة تحمل شعاراً للمثليين في الأشرفية، بالإضافة إلى محاولة منع معرض للفنانة التشكيلية ميرنا معلوف بعد عرضها مجسّمات لتماثيل نسائية ملوّنة في ساحة ساسين في الأشرفية.

كما ظهروا من جديد ليلة انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون عبر مسيرات سيّارة في الأشرفية على الرغم من التزام جميع الأطراف بعدم الاحتفال أو إبداء أي مظاهر.

لم يظهر السلاح في أيّ من تحرّكات الجنود حتى إنه لا زيّ موحّداً لهم، ولو أنهم يختارون الثياب السوداء، لكن اللافت في الأشهر الأخيرة هو عدم اقتصار هذه الظاهرة على الأشرفية التي انطلقت فيها بل بات لهم وجود في زحلة وجل الديب وبرج حمود، لكنها بقيت محدودة وغير كبيرة.

تمويل مجموعة جنود الرب

وربطت مصادر، تمويل هذه الجماعة المسلحة بالمصرفي الشهير أنطوان صحناوي رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك سوسيتيه جنرال.

يعمل معظم أفراد هذه المجموعة، حراس أمن في فروع البنك لحمايتها من اقتحامات المودعين الأخيرة للمصارف، لكن البنك نفى رسميا أي علاقة تجمعه بهذه المجموعة.

بينما هناك تقارير أمنية، تربط هذه المجموعة بقساوسة ورجال دين، فيما يتهم البعض الأجهزة الأمنية بالتواطؤ مع المجموعة.

مخاوف اللبنانيين من مجموعة جنود الرب

الكثير من اللبنانيين، عبروا عن مخاوفهم من ظهور مثل هذه الجماعات التي تدعي أنها مرسلة من الرب، وتقوم بأنشطة حماية وأمن ذاتي وبشعارات ولباس موحد.

وهناك تجربة سيئة للبنانيين مع حزب الله مثلاً، لا سيما أن المجموعة الجديدة اختارت تسمية مشابهة وهي جنود الرب، بما يعطي أبعادا أوحت بندّية معنوية لفكرة حزب الله.

علاقة جنود الرب بالأجهزة الأمنية

كانت النائبة بولا يعقوبيان، عنوانا للكثير من الجدل، بعدما كشفت عن قيام امرأة في محلة الأشرفية بالاتصال بفصيلة الدرك المعنية وإبلاغها بوجود سرقة في محلة سكنها، ليحضر بعدها بعض الشبان من جنود الرب ويخبروها بأنّهم حضروا بناءً على معلومات وردت إليهم من المخفر ما أثار استغراب المدّعية.

تصريحات يعقوبيان أشارت بشكل ما إلى تبعية هذه المجموعة إلى الأجهزة الأمنية، فأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي،بيانا، قالت فيه إنه من خلال جمع المعلومات والمتابعة، تبيّن أنّه لم يرد أيّ اتصال في هذا الشأن من سيّدة لدى أيّ من فصائل الأشرفية، الجميزة، والنهر.

وأضافت أنّ الفصيلتين الأخيرتين قد انتقلتا منذ تاريخ 25 نوفمبر إلى مبنى آخر بسبب أعمال الصيانة في المبنى القديم من جرّاء انفجار مرفأ بيروت، وحتى هذه اللحظة الأعمال جارية لتثبيت أرقام الهواتف الأرضية في هاتين الفصيلتين، وفي الإطار نفسه، لم تتلقَّ غرفة عمليات شرطة بيروت، بعد الإطلاع على التسجيلات، أيّ اتصال من سيّدة بهذا الخصوص.

وأضافت أنها ليس لها أيّ علاقة أو اتصال مع المجموعة التي ذكرتها يعقوبيان، وهي موضع متابعة وملاحقة من قِبلها، مؤكّدةً رفضها أيّ فكرة تقوم على مبدأ الأمن الذاتي.

وشدّدت على أنّها رغم كل هذه الأزمات المتراكمة، تؤكّد التزامها حفظ الأمن والنظام، ومتابعة القضايا الأمنية ومساعدة المواطنين لكي ينعموا بالراحة والأمان.

بحسب تقارير لبنانية، تتنصّل جميع الجهات السياسية والاقتصادية من إعلان دعمها لهذه الظاهرة، حتى من تُسمّى عليه أي رئيس مجلس إدارة مصرف “سوسييتيه جنرال” أنطون الصحناوي ينكر مكتبه بشدة أن تكون هذه المجموعات مموّلة منه.

ويقول موقع قناة النهار: “إن لم ينكر المكتب أن يكون بعض هؤلاء يعملون في مؤسسات تابعة لهم، فمؤسساتنا لديها عدد كبير من الموظفين وينتمون سياسياً الى جميع الأحزاب والقوى اللبنانية، ولا نتدخل في الميول السياسية أو الدينية للموظفين”.

ويضيف أنه لا يوجد تخوّف من امتداد الظاهرة وتوسّعها، أو تحوّلها إلى ميليشيات مسلحة، ويتابع: “البيئة المسيحية أو المناطق التي بأغلبها يقطنها سكان مسيحيون لن تتقبّل شرطة آداب مسيحية بتسميات جديدة وغطاء ديني، وهي بطبيعتها ترفض هذه الأنواع”.

ويشير التقرير إلى أن الجيل الجديد بمختلف انتماءاته لم تعد تستهويه فكرة الميليشيات وإن نادت بها بعض الأصوات، فهي ستبقى محدودة ولا تشكل أي خطورة، لا بل هي بعكس ما يحاول البعض إشاعته أن هذه الظاهرة تكبر، ستحارَب ويُطرد أفرادها ويصبحون منبوذين من بيئتهم قبل البيئات الأخرى، ولن يبقى منهم سوى بعض المرنّمين، وبعض مفتولي العضلات لا قيمة لهم، على حد تعبير التقرير.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.