الرئيسية » تقارير » الغارديان: فرنسا تعرف كيف تفوز.. لكن المغرب سينصب فخاخا جديدة

الغارديان: فرنسا تعرف كيف تفوز.. لكن المغرب سينصب فخاخا جديدة

وطن- قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن المدرب “وليد الركراكي” والمنتخب المغربي سيكونون أمام اختبار صعب لأسلوب لعب المنتخب الفرنسي بقيادة مدربه “ديدييه ديشامب“، في تأكيدٍ واضح على أنّ المواجهة الكروية التي ستجمع الطرفين، في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، ستكون مباراة تكتيكية فريدة من نوعها.

فرنسا والمغرب وحرب الركراكي في الميدان مع ديشامب

أكد المراسل الرياضي لصحيفة “الغارديان” البريطانية في الدوحة “يعقوب ستيرنبرغ”، أنّ أسلوب لعب المنتخب الفرنسي لكرة القدم هو أسلوب براغماتي ينطلق فيه المدرب “ديشامب” مع صافرة بداية المباراة بتحليل مختلف المعطيات.

لكن رغم ذلك، تقول الغارديان، إنّ مدرب المنتخب المغربي، بحسب تأكيداته هو نفسه- ما زال يخفي الكثير في جعبته، في إشارة واضحة إلى أنه يحمل حلولاً جديدة للتعامل مع المنتخب الفرنسي.

يُصرّ وليد الركراكي في كل ظهور إعلامي خلال المونديال، على كلمات أصبحت اليوم عناوين للصحف العالمية، من قببيل “نريد إعادة كتابة التاريخ”.

يواجه وليد الركراكي، الأربعاء، نظيره ديديه ديشماب، تقول الصحيفة.

أتقن المنتخب الفرنسي في مونديال قطر 2022، حتى الآن على الأقل، فن البراغماتية داخل المستطيل الأخضر.

إنهم يمتصون الضغط المسلّط عليهم من قبل الخصم، ويتمترسون في خطوط دفاعية مغلقة أمام المرمى، يستدرجون الفريق الخضم إلى منطقتهم، وفي غمضة عين ينطلق هجوم معاكس برعاية الأسمر الفرنسي فائق السرعة “كيليان مبابي” على اليسار، بإسناد نوعي على اليمين من الساحر “عثمان ديمبيليه”.

حتى أنّ المنتخب الفرنسي في بعض الأحيان، كما اكتشفت إنجلترا ذلك في الشوط الثاني، يحتاجون فقط إلى تسديدتين دقيقتي التوجيه من “تشواميني”، أو برأسية متقنة من “جيرود”.

هذه هي كرة القدم الفرنسية برعاية السريع “كيليان مبابي” والمُخضرم “أوليفيه جيرود”، بدفاع متماسك ووسط ميدان دائم اليقظة، في انتظار تحويل الهجمة المرتدة، إلى هدف محتوم.

فرنسا اليوم هي “أنطوان جريزمان” سيّد المساحات الصغيرة، وهي أيضاً “أوليفييه جيرود” الذي إلى اليوم لا يزال محلّ استخفاف من الكثيرين، رغم أنه يأتي في المرتبة الثانية رفقة ميسي، في قائمة هدافي المونديال بأربعة أهداف، ويتصدرهم مبابي بخمسة أهداف.

المنتخب الفرنسي في مواجهة أسود الأطلس

لقد كانت التشكيلة وهذه الطريقة في اللعب مُربحةً لديدييه ديشامب، الذي يفصل فريقَه انتصاران عن أن يصبح أول بلد -منذ البرازيل عام 1962- يحتفظ بكأس العالم.

لا يمثّل استحواذ الخصم على الكرة قلقاً بالنسبة لمدرب فرنسا، ولا يتحدث “ديشامب” عن وجود أي فلسفة وراء ذلك، فقط إنه يفكر في أفضل طريقة للفوز سواء كان المتحكم في نسق المباراة (مع أستراليا)، أو أنه كان فاقداً للاستحواذ في مواجهات أخرى.

المغرب.. أفضل دفاع في البطولة

لكن وعلى الرغم من ذلك، تواجه فرنسا معضلة كبيرة تتمثل في كيفية اختراق الخصوم الذين يمنحونهم الكرة بالفعل، ويثقون في أنّ لديهم أفضل دفاع في البطولة، والحديث هنا عن المنتخب المغربي.

المنتخب المغربي هو أول فريق أفريقي يصل إلى نصف النهائي، وهو غداً، الفريق الذي سيقف في طريق المنتخب الفرنسي، ثابتاً في الدفاع، رغم أنه من المرجح أن يتزحزح بعض الشيء نحو الهجوم.

سيكون المهاجمون الفرنسيون أمام آلاف المشجعين المغاربة والعرب في “استاد البيت“، حيث لا بد أنّ تلك الأجواء المشتعلة ستختبر شجاعة لاعبي فرنسا.

لا يضع المنتخب المغربي في حساباته، أي حديث عن “خسارة مُشرفة”؛ بل على العكس من ذلك، فهو يراهن على الفوز في هذه المواجهة الكروية.

أسود الأطلس الذين لعبوا -إلى الآن- ثماني ساعات ونصف من كرة القدم الاحترافية والممتعة، وواجهوا ثلاث ركلات جزاء في فوزهم بركلات الترجيح على إسبانيا، وما زال مرماهم في حماية “ياسين بونو” نظيفاً من الأهداف، باستثناء الهدف اليتيم الذي تلقَّوه عندما وضع نايف أجرد الكرة في مرماه ضد كندا.

“الصبر” -كما اعترف حارس مرمى فرنسا “هوغو لوريس”- سيكون المفتاح، في المواجهة الحاسمة أمام المغرب.

تشكيلة المنتخب المغربي في مواجهة المنتخب الفرنسي

يتطلّع المنتخب المغربي إلى ظهيره الأيمن اللامع “أشرف حكيمي“، من أجل إيقاف صديقه وزميله في باريس سان جيرمان “مبابي”.

ستكون هناك مسؤولية على “سفيان أمرابط” قلب الدفاع الصلب والمثابر، من أجل محاصرة جريزمان، الذي كان مثيراً للإعجاب ضد إنجلترا، وسيكون أمام “بونو” مهمة صعبة لتقديم المزيد من العجائب في المرمى.

سيكون الدفاع المغربي في أشد قوته، مع “نايف أجرد” و”رومان سايس” و”نصير مزراوي”.

سيسعى المغرب الذي تصدّر مجموعة تضم بلجيكا وكرواتيا، إلى إغراء فرنسا في فخ الدفاع قبل الانطلاق إلى الأمام في الشوط الثاني.

كما أشار لوريس، إلى أنه لدى أسود الأطلس خطّ وسط قوي وتهديدات إبداعية من حكيم زياش وسفيان بوفال، وكذلك يوسف النصيري، الذي سجّل هدف الفوز ضد البرتغال.

اعترف ديديه ديشامب بقدرات المنتخب المغربي الكروية قائلاً: “إنهم ليسوا جيدين في الدفاع فقط”.

وتابع: “لم يكونوا ليبلغوا نصف النهائي لو كانوا مجرد فريق دفاعي”.

ستُضفي ذكريات الماضي الاستعماري الفرنسي في المغرب، ميزةً إضافية على المناسبة، في المدرجات.

ووليد الركراكي، الذي نشأ في ضاحية خارج باريس، جاهز لهذه المقابلة، حيث قال في تصريحات صحفية، الثلاثاء: “نريد إفريقيا أن تكون على قمة العالم”.

مضيفاً، “نحن لسنا المفضلين. قد تقول إنني مجنون، لكن القليل من الجنون أمر جيد”.

واستطرد: “نحن لسنا هنا لنمزح ولسنا متعبين… نريد إعادة كتابة التاريخ لإخواننا الجزائريين والتونسيين، للمصريين والليبيين – كل أولئك الذين حلموا برؤية فريق أفريقي في نصف النهائي. لا أريد الانتظار 40 سنة أخرى لمنح فريق أفريقي آخر فرصة. أنا مجنون قليلا، فليكن إذا قليلا من الحلم”.

كان الركراكي، خلال الندوة الصحفية، في مزاج مفعم بالحيوية، ولم يكن مستعدًا لسماع أي اتهامات بأن أسلوب فريقه الكروي “مُمل”.

وقال: “نحن هنا للفوز… لقد انتقد الكثير من الصحفيين الأوروبيين أسلوبنا، لا يحبون رؤية فريق أفريقي يلعب بذكاء. يعتقدون أن الفرق الأفريقية كانت ممتعة لكنها خرجت.تلك الأيام قد ولت الآن”.

وتابع، أنه “لا توجد طريقة واحدة للفوز.كانت لدينا فرصة بنسبة 0.01٪ للفوز بكأس العالم في البداية. الآن لدينا 0.03. لكننا سنحاول تدمير الإحصائيات”.

ستعتقد فرنسا ببساطة أنّها تستطيع إيجاد طريقة للفوز، وسيراهن أبناء وليد الركراكي على “الروح القتالية” ودعم آلاف الجماهير، من أجل انتزاع فوز ثمين من حامل اللقب.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.