الرئيسية » الهدهد » رجل أعمال إيطالي يفضح الإمارات من داخل السفارة الإيطالية بأبوظبي

رجل أعمال إيطالي يفضح الإمارات من داخل السفارة الإيطالية بأبوظبي

وطن- تحتجز الإمارات مواطناً إيطالياً يُدعى “أندريا كوستانتينو” (49 عاماً)، منذ أكثر من سنة ونصف، بعد أن اتهمته سلطات البلد الخليجي بتهم متعلّقة بالإرهاب، بسبب توصيله شحنةَ ديزل انطلقت من “إمارة الفجيرة” إلى اليمن، وسط قلق إيطالي من مآلات هذه القضية، التي يبدو أنّها ستتحول قريباً إلى أزمة ديبلوماسية بين الإمارات وإيطاليا.

الإمارات تحتجز رجل أعمال إيطالي

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إلى معاناة رجل الأعمال الإيطالي “أندريا كوستانتينو”، المُحتجَز حالياً داخل سفارة بلاده في الإمارات.

وكشف تقرير الصحيفة الذي ترجمته (وطن)، أنّ السبب وراء اعتقاله هو أنّ سلطات الإمارات اتهمته بالإرهاب، على خلفية توصيله شحنة ديزل نقلَها من إمارة الفجيرة في الإمارات إلى اليمن.

واعتُقل “كوستانتينو” على يد ضباط من القوات الخاصة الإماراتية، في مارس/آذار 2021، حيث كان مع زوجته وابنته في فندق “فيرمونت” في بالم الجميرة، بدبي.

وجاء حادث اعتقاله رغم تأكيد “كوستانتينو” أنّ شحنة النفط حصلت على تصريح إنساني من التحالف السعودي-الإماراتي، الذي يشنّ حرباً ضد المتمردين الحوثيين منذ عام 2015، وأن الديزل سيتم استخدامه في مولدات الكهرباء بالمدارس والمستشفيات لصالح شركة النفط اليمنية، وأن الشِّحنة حاصلة على تصريح من السلطات الإماراتية.

إلا أنّ المحققين في الإمارات زعموا أنّ الوسيط الذي سيتسلّم الشِّحنة مرتبط بالحوثيين، ووضع اسمه على “قائمة كبار المطلوبين” للسعودية، في نهاية عام 2017.

إلى ذلك، فقد قررت الإمارات مباشرة بعد اعتقاله، الزجّ به في سجن “الوثبة” سيئ السمعة، قبل أن تدخل السلطات الإيطالية على الخطّ من أجل إقناع الدولة الخليحية، لإخراجه من السجن، ونقله إلى سفارة بلاده.

وبحسب الصحيفة، قضى “كوستانتينو” نحو عام في سجن الوثبة، وقال إنّه تعرض لتعذيب أفقده كيلوجرامات من وزنه.

يأتي ذلك في الوقت الذي ترفض فيه دولة الإمارات مغادرته البلاد، إلا بعد دفع غرامة تقدّر بـ 275 ألف يورو.

تعذيب وانتهاك للجسد في الإمارات

وفي تعليق من رجل الأعمال الإيطالي “كوستانتينو”، نقلاً عن الصحيفة، حول التهم الموجهة إليه، أكد أنها تهم “عارية من الصحة”.

ووصف الوضع الكارثي الذي أصبحَ عليه خلال الفترة التي قضاها في سجن الوثبة، وقال إنه كان “يعيش مثل الجرذ في غرفة صغيرة بالسفارة”.

وتابع: “لا أنام إلا عدة ساعات في الليل حيث أعاني من كوابيس مستمرة، بسب الفترة التي قضيتها في السجن والكابوس الحالي العالق فيه، وأبدوا مثل شخص دفن حيا”.

ويواصل: “أصحو من النوم وأنا أشعر بالغثيان وأحضرّ القهوة، وعلى الأقل أستطيع عمل ذلك هنا؛ لأنه مستحيل في السجن”.

واستطرد: “وبعد ذلك أقوم ببعض التمارين من أجل أن أخلص تفكيري من الكوابيس. وأقضي معظم الوقت وأنا أتحدث مع عائلتي ومن أستطيع من الناس، مع أن تغطية الإنترنت هنا محدودة”.

كما أكد أنّ ولديه تعرّضا للتنمر في المدرسة، حيث أطلق الأطفال على والدهما لقب “الإرهابي”، ويقول “كوستانتينو”، إنه خسر كل أمواله، ويستخدم بطاقة والده الائتمانية، كي يطلب الطعام الذي ينسى أن يأكله في معظم الوقت، ويحاول والده جمع المال الكافي لتأمين الإفراج عنه.

معارض إماراتي بارز يكشف مصير جهود السفارة العمانية للإفراج عن عبدالله الشامسي من سجون الإمارات

جورجيا ميلوني وماريو دراجي على خط الوساطة مع الإمارات

أثارت هذه القضية تحركات سياسية على أعلى مستوًى، في إيطاليا.

حيث ناشد “أندريا كوستانتينو”، رئيسةَ الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني” التدخّلَ لإخراجه من السفارة، مؤكّداً أنه “ضحية أزمة سياسية بين البلدين”.

ولفتت صحيفة الغارديان الانتباه، إلى مقطع فيديو عُرض خلال الصيف الماضي، وصفت “ميلوني”، قبل توليها رئاسة الحكومة، اعتقال “كوستانتينو”، “بغير المبرر”.

مضيفةً، أنه “يدفع الثمن الغالي للتوترات القوية” بين إيطاليا والإمارات، ويمكن أن “يتحول لرهينة” التوترات.

يُذكر أنّ “ميلوني” قد أصبحت رئيسة للوزراء في إيطاليا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبعد شهرين من تولّيها منصبَها، يقول “كوستانتينو”، إن مناشداته للحكومة السابقة والحالية قوبلت بالصمت.

وتابع: “أناشد الآن ميلوني الوفاء بوعدها والطلب من قادة الإمارات السماح لي بالعودة إلى إيطاليا”.

المثير للاهتمام في تصريحات كوستانتينو، أنّه قد تمّ اعتقاله في أبو ظبي بعد شهرين من إعلان وزير الخارجية الإيطالي السابق “لويجي دي مايو”، إلغاءَ صفقة صواريخ وقنابل للطائرات، مع كلٍّ من السعودية والإمارات.

ووصف “دي مايو” القرارَ، بأنه “رسالة سلام واضحة من بلدنا، وتظهر التزاماً لا يتزعزع بحقوق الإنسان”.

لذلك، يرى “كوستانتينو” أنه ضحية لخلاف سياسي، وقال: “عندما قابلني المحقق بعد عدة أيام من اعتقالي، قضى 20 دقيقة وهو يسألني أسئلة عن إيطاليا.. هذا جنون”.

تشير الصحيفة إلى ما قاله متحدث باسم “دي مايو”، بأنه “لا علاقة له باعتقال كوستانتينو”، مضيفاً، أنّ “وزير الخارجية السابق تدخل لنقل “كوستانتينو” من السجن إلى السفارة”.

يذكر في السياق أن حكومة “ماريو دراجي”، قد حثّت السلطات المعنية على التدخل سريعاً، وإحضاره إلى إيطاليا.

إلى ذلك وفي سياق التصعيد، بسبب رفض الحكومة الإيطالية بيعَ الأسلحة إلى الإمارات والسعودية، فقد طلبت الإمارات في يونيو/حزيران الماضي -بحسب الغارديان- من القوات الإيطالية، مغادرةَ قاعدة “المنهاد” الجوية في دبي، انتقاماً من قرار حظر تصدير السلاح الإيطالي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.