الرئيسية » الهدهد » صحيفة ألمانية أوجعها تضامن منتخب المغرب مع فلسطين فهاجمت الأسرة الحاكمة في قطر

صحيفة ألمانية أوجعها تضامن منتخب المغرب مع فلسطين فهاجمت الأسرة الحاكمة في قطر

وطن– بعد فشل الحملة الكبيرة التي شنّتها وسائل الإعلام الغربية ضد استضافة قطر لبطولة كأس العالم تحت مزاعم “حقوق الإنسان”، ورفضها رفع شعارات مؤيدة للمثلية، لجأت الصحافة الألمانية لخلق سبب جديد لممارسة التحريض ضد الدوحة، بعد الهزيمة المذلّة التي تعرّض لها المنتخب الألماني، ومغادرته للبطولة.

ويبدو أنّ تضامن المنتخبات العربية الكبير والواسع مع القضية الفلسطينية، والذي أتاحته قطر بقيادة أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع القضية، كان ذريعة جديدة للصحافة الألمانية لتشنّ هجوماً جديداً على قطر وقيادتها.

وفي هذا السياق، اعتبرت “taz.de ” الألمانية، أن رفع اللاعبين العرب عقب المباريات للأعلام الفلسطينية، يعتبر “معاداة للسامية”، وهاجمت لاعبي المنتخب المغربي بعد قيامهم بحمل الأعلام الفلسطينية عقب الفوز على المنتخب البرتغالي، وتأهل “أسود الأطلس” للدور نصف النهائي.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: إن “النجاح المغربي أضيف إليه الكثير من الرمزية المتعلقة بفلسطين”، مشيرة إلى رفع لاعبي المنتخب المغربي علم فلسطين بعد فوزهم على إسبانيا والبرتغال، وكذلك ما فعله لاعبو المنتخب التونسي. مضيفةً أنّ “القطريين يرتدون الآن شارة “مؤيدة لفلسطين”، ردّاً على شارة “الحب الواحد” الأوروبية، والتي يرون “أنها وقاحة”.

وحدة عربية مزعومة!

واعتبرت الصحيفة، أن هذه التصرفات تعتبر “تحديًا طفوليًا”، مستنكرة أن “يُستخدم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتأكيد الوحدة العربية المزعومة”.

وفي تصوّر غير منطقي، زعمت الصحيفة أنّ العائلة الحاكمة في قطر سمحت وعززت تضامن المشجعين العرب مع القضية الفلسطينية، مدعيةً أنه “ليس من دون سبب أن قطر تدعم ماليا الإرهاب الذي تشنه حركة حماس الإسلامية ضد إسرائيل منذ سنوات!”.

شبهت مونديال قطر بدورة الألعاب الأولمبية في إندونيسيا عام 1963

وزعمت الصحيفة أنّ ما حدث في مونديال قطر يشبه -إلى حد كبير- دورة الألعاب الأولمبية في إندونيسيا عام 1963، والتي تمّ توجيهها من قبل الرئيس أحمد سوكارنو صراحةً ضد مشاركة إسرائيل في الرياضة العالمية.

وادّعت الصحيفة أنّ كلّ ما بدر من المشجعين العرب تجاه إسرائيل، هو من وجهة نظرها “عنصرية” يجب مناهضتها، مهاجمة الأسرة الحاكمة في قطر وواصفة إياها بـ”العصابة” التي تحاول إضفاء صبغة “معادة السامية” على احتفالات المنتخبات العربية في البطولة، بهدف تأمين سلطاتها، بحسب ادعاءات الصحيفة.

تضامن غير مسبوق مع القضية الفلسطينية في كأس العالم

يشار إلى أن التضامن مع القضية الفلسطينية، والدعاية السياسية التي حظيت بها خلال الأيام الأولى لمونديال قطر لم يكن مسبوقاً، وهو أحد إنجازات هذا المونديال على المستوى العربي، إذ أعاد المونديال قضية فلسطين إلى واجهة الصدارة والاهتمام.

كما أنّ ما حدث ويحدث في مونديال قطر يشكّل هبّة شعبية عالمية غير مسبوقة لتأييد الفلسطينيين، ورفض التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي؛ بل إن العَلَم الفلسطيني رُفع خلال المونديال أكثر من العلم القطري ذاته، أي إن فلسطين كان حضورها لا يقل عن حضور الدولة المستضيفة ذاتها، وهذا لم يسبق أن تحقّق للقضية الفلسطينية من قبل على المستوى العالمي.

رفض التطبيع

ولا تكاد تخلو مباراة من مباريات مونديال قطر 2022، من رفع الجماهير لعلم فلسطين، والتوشح بالكوفية الفلسطينية، وترديد الشعارات والهتافات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ انطلاق مونديال قطر العديدُ من المشاهد، التي أظهرت رفض الجماهير المتواجدة فيه التحدث لوسائل الإعلام “الإسرائيلية”، في إشارةٍ إلى تأييدهم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع.

صدمة إسرائيلية

ومع الارتباك الإسرائيلي أمام الالتفاف الجماهيري العربي حول القضية الفلسطينية في مونديال قطر، عنونت الإعلامية الإسرائيلية “ميخال أهروني” مقالَها بصحيفة “يسرائيل هيوم”، بجملة: “الفلسطينيون كلهم في قطر، الواقع محرِج”.

وتحدثت فيه “أهروني” عن حالة من التفوّق الفلسطيني، خلال كأس العالم.

وفي رسالةٍ بعثت بها للمجتمع الإسرائيلي، كتبت: “ها نحن نكتشف أن هناك شعبا فلسطينيا ينبض بالحياة، ولندرك ذلك كان يتعين على وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تطير حتى قطر لنتذكر هذه الحقيقة”.

وجاء في مقالة الكاتبة الإسرائيلية: “هي المشاعر التي عبر عنها الناس العاديون أو المسؤولون على حد سواء. وبعضهم عرفوا أنفسهم كفلسطينيين.. وبعضهم ببساطة يتذكر علاقته بالشعب الفلسطيني، وذلك خلافا لنا نحن الإسرائيليين الذين نسينا أصلا بأنه خلف الخط الأخضر يوجد هناك بشر”.

وهذه المشاهد يصفها مقال الكاتبة بـ”الصدمة، والدهشة”. وقالت: “هؤلاء هم الناس الحقيقيون -(بالإشارة للجمهور العربي)-.. لا يحبون إسرائيل، ويتضامنون مع إخوانهم الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولن ينجح أي اتفاق، مهما كان احتفاليا وناجحا، أن ينسيهم واقع الصراع”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.