الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس الذي قسّم بلاد العرب وصمّم أعلامهم هكذا نعتهم بأبشع العبارات العنصرية “أقزام بقلوب ثعالب”!

وطن- عندما كان الانجليز يُعدّون العرب للثورة على الأتراك عام ١٩١٦، ويُمنونهم بالتحرر والانعتاق من نِير الأتراك كما يدّعون!!.

كانت بريطانيا عبر ممثلها السير مارك سايكس تغدر بهم من خلف ظهرهم، وتقسّم العالم العربي ككعكة، في اتفاقية سرية وقّعها سايكس مع السفير الفرنسي جورج بيكو، ما بين الانجليز والفرنسيين والروس (قبل الثورة البلشفية).
لكن، دعنا هنا نتوقفْ عند العنصرية البشعة التي بلغت بمارك سايكس اتجاه العرب والإسلام، من خلال ما كتبه من تقارير أو توصيات ورسائل ومذكرات.

“فورين بوليسي: مصيبة العرب في حكامهم المستبدين ولا لوم على “سايكس بيكو”

ففي التقرير العربي الذي رفعته الاستخبارات البريطانية لإدارتها في مكتب الهند في فبراير ١٩١٦، يصف مارك سايكس العربَ في “رابغ” قرب المدينة المنورة أثناء “الثورة العربية الكبرى” بسبب الفوضى التي حدثت، بأنّ العرب هناك “متوحشون ومشبوهون”، لأنهم “شعب قزم بقلوب ثعالب”، لذا يجب الاستعداد للتعامل معهم. كما يصف العرب في تقرير آخر بأنّ لديهم استعداداً للحجج والانقسامات، لأن “العرب رُحّل أساساً”.

وصف مارك سايكس العرب
وصف مارك سايكس العرب

وفي مكانٍ آخر، يصف العرب بالبدائيين، تماماً كما تصف أمريكيا وأستراليا وكندا ما يُطلَق عليهم بـ”الهنود الحمر”، فيقول: “هؤلاء البدائيون في مستنقعات بلاد ما بين النهرين هم حقاً متوحشون وغدارون وخارجون عن القانون، أما القبائل المختلطة القريبة من الشواطئ في العراق، فهم فوضويون بالطبيعة لأسباب جغرافية وتاريخية”. وذكر أن العربي في بيروت لا يستطيع أن يفهم على العربي في الموصل، وأنّ الحرب والعنف من نسيج المجتمع العربي، وذكر أن الحروب البدوية استمرت ٦ آلاف سنة!!.

 

والعجيب أن عميلهم المخلص “عزيز المصري”، الذي قاد ثورتهم في الحجاز عسكرياً ضد الأتراك، تعود أصوله إلى بلاد ما بين النهرين. وقال، إن مَن يحاول تعليم العرب والمسلمين والعمل على تحضّرهم وإخراجهم من عفنهم وأمراضهم وترك خيامهم وقطعانهم حتى يصبحوا جنوداً وجواسيس ولصوصاً ومتزمتين، من شأنه أن يرتكب جريمة تدعو السماء من أجل الانتقام.

بريطانيا استخدمت صور الحكام العرب ضمن برنامج الدعاية لها أثناء الحرب العالمية الثانية

وقال، إن العرب غير قادرين على الحكم، لأنهم غير قابلين للاستمرار في الحضارة، رافضاً أي فكرة تعمل على “تحضّر” الشرق الأوسط.

بل طلب من الحكومة البريطانية أن تُسخّر مواردها، من أجل التلاعب بالقبائل العربية.

ردّ عليه بعض البريطانيين العارفين بأحوال العالم العربي، بأنّه مبالغ بأوصافه وكذّاب ومتزمت لصالح كاثوليكيته، وأنه لا يستقرّ على رأي، وأنه فوضوي حتى في وضع الطوابع على تقاريره، وأنه ثرثار وقصير نظر ولا يفهم في السياسة، و”أن لديه موهبة غير عادية في ألا يتعلم!”.

عاش مارك سايكس طفولةً بائسة لأب ثري خُدع بالزواج من مراهقة منحرفة أدمنت الخمر ولعب القمار، رغم تقدمه في السن وصغرها، ولكن تبيّن للأب أن هذه الزيجة أوقعته فيها والدة الزوجة، وكان هدفها دفع ديون ابنتها للمرابين اليهود، التي كانت تستدين منهم لتغطية خساراتها في لعب القمار، وحين زاد الأمر عن حدة، أعلن في الصحف عن عدم مسؤوليته بدفع ديونها معلناً طلاقَها، والذي لم “يثمر” سوى عن طفل واحد وهو بطل موضوعنا “مارك”.
وكما وقعت أمه ضحية في أيدي المرابين اليهود، ووقع هو الآخر في أيديهم حين دخل عالم السياسة والجاسوسية، فكان أكبر عون للحركة الصهيونية، وكان ممن ساعدوا في إصدار وعد بلفور وحجز مكان لهم مقدّماً ضمن اتفاقية سايكس- بيكو.

بعد ثلاث سنوات من تقسيمه لبلاد العرب وانتقاصه من شعوبها، وفي مؤتمر السلام في باريس ١٩١٩ لم يتبع أساليب النظافة العامة المتّخَذه للحد من انتشار الإنفلونزا الإسبانية في الفندق الذي يقيم فيه في باريس، فأصيب بالوباء وقتله، ليُنقل إلى لندن في صندوق من رصاص عام ١٩١٩.

هكذا كان الانجليز يذلون حكام الساحل المتصالح.. “جدكم كان يستاذننا.. نعفيكم الآن!”

أثناء إعداد حفيده كريستوفر سايكس لكتاب يسرد حياة جدّه، وضع عنواناً له: “الرجل الذي صنع الشرق الأوسط”، لكنّ الناشر نصحَه بتغيير العنوان إلى “الرجل الذي دمر الشرق الأوسط”!.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث