وطن- كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، عن استعداد حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى سيناريو الحرب السيبرانية، الذي “أصبح واقعياً للغاية لدى الأعضاء في الحلف وأيضاً حلفائهم، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا”، على حد تعبيرها.
حلف الناتو يستعد إلى حرب سيبرانية شاملة
وأشارت إلى “أن نحو 150 من خبراء الأمن السيبراني في حلف الناتو، اجتمعوا في مبنًى غير معروف في قلب العاصمة الإستونية “تالين” هذا الأسبوع، من أجل الاستعداد لحرب سيبرانية“.
وعن السبب وراء قدوم المسؤولين في الأمن السيبراني وعدد من الخبراء الفنيين إلى العاصمة الإستونية، قادمين من أوروبا والولايات المتحدة، وحتى اليابان، تقول الصحيفة إنهم جاؤوا، من أجل التنديد ومواجهة الهجمات السيبرانية التي تعرّضت لها جزيرة “Icebergen”، بين أيسلندا والنرويج مع بداية الحرب الأوكرانية.
يذكر أنّ الجزيرة قد تعرّضت في 28 نوفمبر الماضي، لهجوم سيبراني في محاولة لسرقة المعلومات الاستخباراتية والملكية الفكرية، وتعطيل الخدمات الحكومية، وتعطيل شبكة الكهرباء في الجزيرة.
إلى ذلك، تقول الصحيفة، إن سيناريو تلك الحرب “أصبح اليوم واقعياً للغاية بالنسبة للدول الأعضاء في الناتو، وحلفائهم منذ الغزو الروسي لأوكرانيا“.
وتابعت، أن الحرب “أجبرت أوكرانيا على الدفاع ضد الهجمات الصاروخية والمحاولات المستمرة من قبل القراصنة (هاكرز) الروس بهدف إطفاء الأنوار وجعل الحياة أكثر صعوبة على جيرانهم المحاصرين”.
هل يشنّ حلف الناتو حرباً سيبرانية على روسيا؟
“هناك مستوًى من الجدية المضافة، لم يعد الأمر خياليًا بعد الآن، لقد أصبح من الواضح تمامًا أن هذه الأشياء (الحروب السيبرانية) تحدث في الواقع”، أو هكذا نقلت الـ بوليتيكو عن الكولونيل “بيرند هانسن”، رئيس فرع الفضاء السيبراني في قيادة حلف الناتو، في خلال حديثه عن تأثير تلك الحروب على الصراع الدائر في أوكرانيا.
تقول الصحيفة الأمريكية، إن القوات السيبرانية التابعة لحلف الناتو، تراقب الحرب في أوكرانيا عن كثب، لإيجاد طرق لمساعدة أوكرانيا، ومعرفة كيفية جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لروسيا والأعداء الآخرين، الذين يُحاولون اختراق البنية التحتية في الدول الأعضاء في الناتو وحلفائهم.
وتؤكد في السياق، أن الصراع في أوكرانيا، زاد من أهمية وضرورة التدريبات السنوية التي يجريها حلف الناتو في علاقة بالحرب السيبرانية.
حيث يعمل أكثر من 40 دولة عضواً في الناتو ومن الحلفاء وعدد من المنظمات معًا، على تدريبات محاكاة لهجمات إلكترونية، وخاصة كيفية التعافي شأن تلك التي تستهدف على وجه التحديد، البنى التحتية الحيوية، مثل: شبكات الطاقة، وحركات الملاحة، والسفن.
وامتدت تلك التدريبات إلى جميع أنحاء العالم، حيث شارك ما يقرب من 1000 متخصص في مجال الإنترنت عن بُعد من بلدانهم الأصلية، كما تشير الصحيفة الأمريكية.
تقول الـ بولوتيكو، إن العالم لم يشهد سابقاً تجارب عن حرب سيبرانية شاملة، تُستخدم فيها الهجمات السيبرانية التي لها تأثير مُدمر لا يختلف عن أي سلاح ملموس آخر، والحديث هنا عن إيقاف تشغيل خدمات حيوية، مثل: الطاقة والمياه، ومنع الوصول لمصادر تشغيلها.