وطن- شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن موجةَ جدل وغضب واسعين، بسبب رواية “ميرا” للكاتب الأردني قاسم توفيق، والتي هاجمها النشطاء كونَها تخدش الحياء وتدعو للإباحية، حسب وصفهم.
“رواية ميرا” تفجر غضب الأردنيين
والرواية المشار إليها تمّ اعتمادها من قبل وزارة الثقافة الأردنية، وأُعيد نشرها ضمن برنامج مكتبة الأسرة لهذا العام، الأمر الذي دفع نشطاء أردنيين للمطالبة بإقالة وزيرة الثقافة “هيفاء النجار”.
ويأتي ذلك رغم قرار الوزارة سحب “رواية ميرا”، والصادرة عن دار نشر أردنية منذ ثلاث سنوات، وأعيد نشرها ضمن برنامج مكتبة الأسرة الجديد.
بموافقة وزيرة الثقافة هيفاء النجار تم اعتماد رواية ميرا للكاتب الأردني قاسم توفيق في مكتبة الأسرة التابعة للوزارة والموجهة للاسرة والأطفال!
الصور مرفقة في التغريدة رغم أنها تتعارض مع قيمنا#الأردن pic.twitter.com/qaMbrKHe2Q— 𝕲𝖊𝖓𝖊𝖗𝖆𝖑 𝕴𝖓𝖘𝖕𝖊𝖈𝖙𝖔𝖗 (@GeneralInspect2) November 29, 2022
وبحسب رصد (وطن)، فقد جاء ضمن سطور هذه الرواية للكاتب قاسم توفيق، إيحاءات جنسية صريحة وتصوير لمشاهد جنسية، في الرواية التي من المفترض أنها موجهة للأسرة والأطفال.
كاتب أردني: الحراك الشعبي يتجدّد في الأردن والمرحلة المقبلة أكثر خطورة
وبعد الضجة الواسعة والغضب الشعبي على مواقع التواصل، اضطُرّت الوزارة لسحب الرواية وإصدار بيان في هذا الشأن.
الوزارة سحبت الرواية بعد الضجة
وبحسب وسائل إعلام أردنية، فقد أوضح أمين عام وزارة الثقافة بالوكالة، مدير برنامج مكتبة الأسرة “أحمد راشد”، أن الوزارة قررت “سحب رواية ميرا للكاتب الأردني قاسم توفيق، والصادرة عن دار نشر أردنية منذ ثلاث سنوات، وأعيد نشرها ضمن برنامج مكتبة الأسرة لهذا العام”.
البيان أضاف، أنه “تم سحب الرواية من معارض القراءة للجميع في جميع مراكز التوزيع في المملكة”.
وذلك -بحسب ذات البيان- نتيجةً لملاحظات وردت من بعض زوار مراكز البيع، مشدّداً على أن “الوزارة بصدد إعادة تقييم الرواية للوقوف على المسوغات النقدية التي وجهت إليها”.
وتسبّب إعادة نشر هذه الرواية بجدل واسع بين الأردنيين على السوشيال ميديا.
وفي هذا السياق، كتب أحد النشطاء مستنكراً: “فلنتخيّل معًا شكل الأسرة التي تراها وزارة ثقافتنا!”
أين الرقابة؟
وغرّدت ناشطة باسم “فرح”: “انتهى عصر المثلية الجنسية وبدأ عصر البيدوفيليا.. هذه رواية مدعومة من وزارة الثقافة الأردنية فالأردن يتجه باتجاه العالم الغربي أم سقط سهوا”.
وتابعت: “لكن أي رقابة على الكتب والروايات.. واذا افترضنا أن الوزارة سحبت الرواية من الأسواق فهذا “الخطأ” ينذر لأمر اكبر واخطر من ذلك؟!”
انتهى عصر المثلية الجنسية وبدأ عصر البيدوفيليا
هذه رواية مدعومة من وزارة الثقافة الاردنية فل الاردن يتجه باتجاه العالم الغربي أم سقط سهوا لكن أي رقابة على الكتب والروايات واذا افترضنا أن الوزارة سحبت الرواية من الأسواق فل هذا "الخطأ" 😉 ينذر لأمر اكبر واخطر من ذلك ؟!#رواية_ميرا pic.twitter.com/P98BGZJbB8
— Farah Alkaabneh (@farahkaabneh) November 29, 2022
الناشطة “ساجدة الحجاوي” من جانبها، طالبت باستقالة وزيرة الثقافة هيفاء النجار.
وكتبت: “اللي يُفهم من إصدارات أي وزارة ثقافة في العالم، إنه إصدارها يُصنف أدب وفن.. فهل رواية ميرا تُصنف بالنسبة لوزارة الثقافة عنا ضمن الأدب و الفن!”
وأضافت: “أقل القليل استقالة وزيرة الثقافة، مش كافي مع كل خطأ ومصيبة بنطلع ببيان توضيح أو اعتذار على استحياء”.
اللي يُفهم من إصدارات أي وزارة ثقافة في العالم = إنه إصدارها يُصنف أدب و فن .
فهل رواية ميرا تُصنف بالنسبة لوزارة الثقافة عنا ضمن الأدب و الفن !
أقل القليل استقالة وزيرة الثقافة ، مش كافي مع كل خطأ و مصيبة بنطلع ببيان توضيح أو اعتذار على استحياء . #رواية_ميرا #وزارة_الثقافة pic.twitter.com/DRi5V5BeeS— ساجدة الحجاوي (@AlhijjawiSajeda) November 29, 2022
وأكد مغرد أردني آخر، على أن هذه “ليست رواية انما لغة شوارع للاسف”.
فيما غرد ناشط باسم يوسف مستنكراً: “في الوقت الذي يكاد لا يجد الأردني قوت يومه تخرج لنا وزارة الثقافة الأردنية بهذا العهر في التخلف “التنويري” وثقافة الانحطاط تطل رواية ميرا بصورة اللامنطق الثقافي الغبي بمزاعم تقبل الآخر”.
وتابع، أنه “ثمة من يبرر ان ما ورد في الرواية بزعم أحقية الإثارة لتسويق الرواية.. والمؤسف ان الرواية صدرت قبل نحو ثلاث سنوات غير ان وجودها مؤخرا ضمن فعاليات مكتبة الأسرة والقرأة للجميع لفت الانتباه للمحتوى”.
في الوقت الذي يكاد لا يجد الأردني قوت يومه تخرج لنا وزارة الثقافة الأردنية بهذا العهر
في التخلف "التنويري" وثقافة الإنحطاط ، تطل #رواية_ميرا ، بصورة اللامنطق الثقافي الغبي بمزاعم تقبل الآخر. pic.twitter.com/S6Cvs1jTWh— Yousef Altawarh (@YAltawarh) November 29, 2022
نائب أردني يدخل على الخط
ودخل النائب المحامي الأردني عماد زيدان العدوان، هو الآخر على الخط، وطالب وزيرة الثقافة الأردنية، بالإسراع إلى تقديم الاعتذار للشعب وتقديم استقالتها، بعد ما وصفه بالفضيحة التي ألمّت بمهرجان القراءة للجميع، الذي تنظمه وتشرف عليه وزارة الثقافة.
كاتب أردني معلقا على التعديل الوزاري في حكومة الملقي: بدون تغيير الفكر والنهج “ترف وقرف”
وقال “العدوان” في بيان صادر عن مكتبه: إن “الشارع الأردني بات يفقد الثقة بكل شيء بما فيه مهرجانات وزارة الثقافة، وأصبح هناك من يسعى لاستغلال كل حدث لتمرير ثقافة متناقضة ومخالفة لقيمنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا”.
وأضاف: “من يعول على أن الشعب الأردني سيرحب بالأفكار الهدامة فهو مخطئ لأننا في بلد مجبول بدماء الصحابة والشهداء، وأهله يحملون لواء العفة والطهارة ويدافعون عنهما بكل شجاعة، ولا يقبلون بالرذيلة وكل من يروج لها”.