أردوغان يكشف تفاصيل لقاء الـ45 دقيقة مع السيسي بوساطة أمير قطر
وطن- كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تفاصيلَ اللقاء الذي تمّ بينه وبين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في قطر أثناء حضورهما افتتاح مونديال قطر 2022 في الدوحة، يوم 20 نوفمبر.
اجتماع السيسي وأردوغان في قطر
وكانت صور التقطت آنذاك وثّقت مصافحة السيسي وأردوغان في حضرة الشيخ تميم بن حمد، قد أحدثت ضجة كبيرة على مواقع التواصل، وسْطَ حديث عن دخول العلاقات المصرية التركية مرحلة جديدة.
وبعد كثرةِ الأقاويل بين النفي والإثبات عن لقاءٍ تمّ بين الرئيسين المصري والتركي في قطر، ها هو أردوغان يؤكّد أنه بالفعل تمّ عقد اللقاء المشار إليه، وكشف أيضاً مدته وتفاصيله.
https://twitter.com/aa_arabic/status/1596937671821398016?s=20&t=2ZzfeDegkYPXxvVuY5SuQw
وفي برنامج حواري تلفزيوني تمّ تسجيله في محافظة قونية التركية، السبت، قال الرئيس التركي، إنه بوساطة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قمنا بخطوة لإزالة قطيعة 9 سنوات، “واجتمعتُ ثنائياً مع السيد السيسي لمدة 30 إلى 45 دقيقة”.
ما وراء مصافحة أردوغان والسيسي: الرئيس التركي لم يكن متعاطفًا مع الفكرة!
وأوضح، أنه أخبر السيسي أنّ تركيا مهتمة بإزالة القطيعة والخلاف مع مصر، ومنع حصول مشكلة بين الجانب المصري والتركي في البحر المتوسط، حسب قوله.
وأشار أردوغان أيضاً، إلى أنّه أخبر الرئيس المصري بأنّه يريد تبادل الزيارات بين وزراء الدولتين الآن، وبعد ذلك نرفع مستوى اللقاءات.
وشدّد على أنّ علاقات شعبي تركيا ومصر قوية جداً، “وعلينا أن لا نخسرها لصالح الآخرين فتسلل اليونان للمنطقة لن يكون جيدا”.
هذا ولفت الرئيس التركي في حديثه، إلى أنه كما دخلت علاقة تركيا مع مصر طريق التحسّن، فإنه من الممكن أيضاً -حسب قوله- أن يحصل ذلك في علاقة أنقرة بسوريا.
https://twitter.com/aa_arabic/status/1596934158999330817?s=20&t=2ZzfeDegkYPXxvVuY5SuQw
مضيفاً: “فلا مكان للقطيعة في السياسة”.
كما ذكر أنّ هناك -جهات لم يسمِّها- من أرادوا الاستفادة من القطيعة في فترة ما مع دول الخليج، لكنّ خططهم فشلت عندما أزلنا هذه القطيعة.
وشدّد الرئيس التركي في حديثه مجدّداً، على أنه ستحدث تطورات إيجابية مع مصر قريباً وبشكل سريع.
مصافحة أردوغان والسيسي
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التقى في حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش افتتاح مونديال قطر 2022، وهو اللقاء الأول بين الزعيمين اللذينِ ساد الفتور علاقتهما منذ صعود السيسي للسلطة في مصر بانقلاب عسكري أدانه أردوغان.
https://twitter.com/hamadlahdan/status/1594349047380320257?s=20&t=PxgU6JanggahpqRBUcTC8g
وكانت قطر قد دخلت في حالة من الدفء السياسي منذ ما يزيد عن سنة مع النظام المصري، بعد تدهور كبير في العلاقات وصل حدّ المُقاطعة من قبل الجانب المصري، الذي شارك السعودية والإمارات في حصار الدوحة عام 2017.
وأكد مسؤول في الرئاسة التركية لوكالة “فرانس برس” وقتَها، هذا “التواصل الثنائي الأول” بين الرئيسين أثناء حفل افتتاح البطولة.
وأظهرت الصورة التي نُشرت على الموقع الرسمي للرئاسة التركية، الرئيسينِ اللذين ساد الفتور علاقتَهما منذ تولي السيسي الرئاسة في مصر، يتصافحان مبتسمينِ.
وذكر محللون وقتَها، أن لقاء السيسي وأردوغان في الدوحة، بمناسبة انطلاق فعاليات مونديال قطر 2022، يمثّل ما يمكن أن يكون بداية فصل جديد في العلاقات بين الطرفين بعد أزمة دبلوماسية معقدة وطويلة.
أول تعليق رسمي من مصر
وفي اليوم الثاني للمصافحة جاء أول تعليق رسمي من مصر عليها، عبر بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وقال المتحدث في بيان له رصدته (وطن) آنذاك:” إنه تمّ التوافق خلال مصافحة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش فعاليات افتتاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بالدوحة، على أنْ تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين.”
وقال “بسام راضي” المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في البيانٍ الذي نشره على صفحته الرسمية “بفيسبوك”، إنّه “تمّ التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي”.
أول تعليق رسمي من مصر على مصافحة السيسي وأردوغان
مضيفاً، أنه “تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين”.
وكان أردوغان قد قال قبل أيام إن “تركيا مستعدة لمراجعة علاقاتها مع مصر وسوريا ولكن بعد انتخابات يونيو (حزيران) المقبل”، حسب وكالة أنباء “الأناضول” الرسمية.
تعليقا على هذا الاختراق بين البلدين، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، قوله إن المصافحة بين الرئيسين المصري والتركي ذات دلالة دبلوماسية وتحتاج إلى مراجعة من الجانب التركي، بهدف تقديم أوراق اعتماد إلى مصر وليس العكس.
وشدد على أن تلك المؤشرات الإيجابية لا تنفي وجود قضايا شائكة في العلاقة بين البلدين، ويحتاج حسمها إلى مشاورات معمقة وصريحة ووفق التزامات محددة.