الرئيسية » تقارير » كواليس قرار أوبك.. ابن سلمان فاجأ بوتين نفسه بتخفيض أكبر مما أراده

كواليس قرار أوبك.. ابن سلمان فاجأ بوتين نفسه بتخفيض أكبر مما أراده

وطن- كشف موقع أمريكي عن مفاجآت ومعلومات جديدة تنشر لأول مرة عن قرار “أوبك بلس” الأخير بتخفيض إنتاج النفط، والذي أحدث أزمة دبلوماسية لم تعرف تبعاتها بعد بين الرياض وواشنطن.

ابن سلمان حقق ما أرادته روسيا وأكثر

وقال مصدران سعوديان مطلعان لموقع “The Intercept”، إن الحكومة السعودية دفعت في الواقع لخفض إنتاج النفط بمقدار ضعف ما أرادت “أوبك+”، لدرجة أنها فاجأت حتى روسيا، والتي كانت تفضل التخفيض بمقدار مليون برميل يومياً فقط، لكن المملكة أصرت على 2 مليون برميل”.

وبحسب التقرير الذي ترجمته (وطن) قال الباحث الأمريكي Bruce Riedel مدير قسم الإستخبارات في معهد Brookings، إن “محمد بن سلمان يتصرف بشكل متعمد ومستمر ضد المصالح الأمريكية، وإدارة بايدن على وجه الخصوص”.

وتابع موضحا أن “ابن سلمان امتثل مرتان لطلبات ترامب في تحديد كمية إنتاج النفط؛ مرة في 2018، بزيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار؛ ومرة أخرى في 2020، بخفض الإنتاج لحماية صناعة النفط الأمريكية المحلية من ضرر انخفاض الطلب بسبب كورونا.”

أمير سعودي مقرب من “ابن سلمان” يهدد بإعلان “الجهاد” ضد الغرب!(شاهد)

مصدر سعودي مقرب من العائلة المالكة؛ ذكر أيضا أن ابن سلمان دفع باتجاه تخفيضات أعمق مما اعتقدته روسيا.

وبحسب الموقع الأمريكي تؤكد هذه المعلومات أن ولي العهد السعودي، يستهدف بشكل مباشر الحزب الديمقراطي، ويدعم الحزب الجمهوري لفوز ترامب في انتخابات عام 2024.

وأثار إعلان منظمة “أوبك+” للنفط في وقت سابق من هذا الشهر أنها ستخفض مليوني برميل من إنتاج النفط يوميًا – وهي خطوة من شأنها أن ترفع أسعار النفط قبل شهر واحد فقط من انتخابات التجديد النصفي – حفيظة الديمقراطيين في واشنطن.

واتهموا الرياض بالانحياز إلى روسيا، وهي عضو قوي آخر في أوبك +، والتي ستربح بالفعل من هذه الخطوة.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر: “ما فعلته المملكة العربية السعودية لمساعدة بوتين على الاستمرار في شن حربه الدنيئة الشريرة ضد أوكرانيا لن ينساه الأمريكيون”.

“أوبك بلس” وخفض إنتاج النفط

وفي 27 سبتمبر ، ذكرت وكالة “رويترز” أن روسيا تفضل خفضًا بمقدار مليون برميل يوميًا، ثم في 5 أكتوبر، أعلنت أوبك + أنها ستخفض مليوني برميل يوميًا.

وفي 14 أكتوبر ، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض “جون كيربي” إن “أكثر من عضو” في أوبك + اختلفوا بشأن مقدار الخفض لكن السعودية أرغمتهم على الموافقة، ورفض “كيربي” ذكر اسم هذه الدول.

ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن أعضاء أوبك + الذين عارضوا بشكل خاص قرار خفض الإنتاج يشملون الكويت والعراق والبحرين وحتى الإمارات حليف السعودية الوثيق.

وبحسب ما ورد كانت هذه الدول تخشى أن تؤدي تخفيضات الإنتاج إلى ركود من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى خفض الطلب على النفط.

بينما أكدت المملكة العربية السعودية أن هذه الخطوة كانت مدفوعة فقط بالمصالح الاقتصادية، قال البيت الأبيض وغيره من كبار الديمقراطيين إن السعوديين يسعون إلى تحالف مع روسيا.

وقال كيربي: “يمكن لوزارة الخارجية السعودية أن تحاول الالتفاف أو الانحراف، لكن الحقائق واضحة”، زاعمًا أنهم “يعرفون” أن خفض إنتاج النفط من شأنه أن “يزيد الإيرادات الروسية ويضعف فعالية العقوبات المفروضة عليها لغزوها أوكرانيا”.

وقال بروس ريدل، الزميل البارز في معهد بروكينغز ، لموقع The Intercept عبر البريد الإلكتروني: “يدرك السعوديون جيدًا أن سعر الوقود يمثل قضية سياسية حاسمة في الولايات المتحدة منذ عام 1973”.

موضحًا أن محمد بن سلمان يرى أن عودة الحزب الجمهوري إلى الكونغرس هي “الخطوة الأولى لفوز ترامب في عام 2024 وانتكاسة لبايدن”.

ولفت التقرير إلى أن ولي العهد السعودي، كان يتمتع بعلاقة حميمة مع ترامب، الذي وقف بجانبه عندما قتل خاشقجي ودعم حربه في اليمن التي جوع فيها عشرات الآلاف من الأطفال، ولم يكن هناك أي انتقاد لانتهاكات حقوق الإنسان السعودية من قبل إدارة ترامب.

هل يعود ترامب لرئاسة أمريكا بدعم السعودية؟

وبحسب الموقع الأمريكي فقد تخلى ترامب عن التقاليد الرئاسية القديمة من خلال قيامه بأول زيارة خارجية له كرئيس للرياض، حيث تم إغراقه بالهدايا ووقع صفقة قياسية لبيع أسلحة بقيمة 350 مليار دولار للمملكة.

كما استخدم حق النقض ضد ثلاثة مشاريع قوانين منفصلة للكونغرس، كان من شأنها أن تمنع مبيعات الأسلحة إلى الرياض. ويقال إنه تفاخر بحماية محمد بن سلمان من عواقب مقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي ، قائلاً: “لقد أنقذت مؤخرته”.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة “الديمقراطية في العالم العربي الآن”:لا نحتاج إلى التفكير لفهم أن محمد بن سلمان يتصرف بشكل متعمد ومستمر ضد المصالح الأمريكية وإدارة بايدن على وجه الخصوص.

وتابعت أن “أفعاله ليست مجرد “ازدراء” بل لكمات في الوجه. إنه يستخدم النفط كأداة لمحاولة التأثير على انتخابات التجديد النصفي.”

ويشار إلى أنه في أكتوبر 2018، وبعد أنباء عن مقتل خاشقجي المروع، هدد مقال كتبه مدير قناة “العربية” السعودية المحسوبة على النظام بـ “كارثة اقتصادية” إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الرياض.

كتب تركي الدخيل ، الذي يشغل الآن منصب سفير المملكة العربية السعودية في الإمارات وقتها: “إذا تم فرض عقوبات أمريكية على المملكة فسنواجه كارثة اقتصادية ستهز العالم بأسره.. وسيؤدي ذلك إلى فشل السعودية في الالتزام بإنتاج 7.5 مليون برميل من النفط.”

وقف صفقات الأسلحة.. “عين حمراء أمريكية” ضد السعودية بعد قرار أوبك بلس

محمد بن سلمان وبوتين

وتعود علاقة محمد بن سلمان المكثفة مع بوتين إلى يونيو 2015 ، عندما شعر بالإحباط لأن الرئيس باراك أوباما رفض طلبه لعقد اجتماع، واختار ابن سلمان ـ كان يشغل منصب نائب ولي العهد ـ آنذاك لقاء بوتين على هامش منتدى “سانت بطرسبرغ” الاقتصادي الدولي التاسع عشر ، كما ذكرت “انترسبت” سابقا.

وفي ظل خيارات قليلة ، أعلنت إدارة بايدن هذا الأسبوع أنها ستفرج عن 15 مليون برميل من النفط من احتياطيات النفط الاستراتيجية. ويدرس البيت الأبيض أيضًا رفع العقوبات عن فنزويلا للتخفيف من الضرر الاقتصادي لخفض إنتاج أوبك + ، وهي خطوة يدعو إليها بعض الخبراء منذ سنوات.

وقال تريتا بارسي ، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي ، لموقع The Intercept: “لقد ساعدت الولايات المتحدة بشكل مصطنع في جعل المملكة العربية السعودية أكثر قوة في أسواق الطاقة من خلال فرض عقوبات على نفط المنتجين الرئيسيين الآخرين”.

وتابع:”تمامًا كما قال وزير الخارجية توني بلينكين إن تدمير خط أنابيب الغاز نورد ستريم كان فرصة لأوروبا لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي ، يجب على بايدن تحويل الأزمة الحالية إلى فرصة لتقليل اعتمادها على الرياض من خلال إعادة التفكير في عقوبات الطاقة الفاشلة المفروضة على فنزويلا وإيران”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.