الرئيسية » الهدهد » وفاة الأردنية منال محيلان.. السرطان هزمها وسجون الإمارات حرمتها من فلذتي كبدها

وفاة الأردنية منال محيلان.. السرطان هزمها وسجون الإمارات حرمتها من فلذتي كبدها

وطن– توفيت السيدة الأردنية منال محيلان، والدة معتقلَيْ الرأي في السجون الإماراتية ياسر وعبدالله أبو بكر، وذلك بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.

السيدة “منال” التي رحلت عن عمر ناهز (69 سنة)، كانت قد أطلقت خلال العامين الماضيين، عدةَ مناشدات للسلطات الإماراتية من أجل العفو عن ولدَيْها، والسماح لها برؤيتهما، لكن هذه المناشدات لم تُجدِ صدًى.

مناشدات لتدخل أردني دون جدوى

وكانت السيدة منال قد وجّهت أيضاً مناشدةً للسلطات الأردنية، للتدخل والإفراج عن ولديها، لكن هذه المناشدة أيضاً لم تُجدِ صدًى من قِبل سلطات المملكة، وتجاهلت ملف المعتقلين الأردنيين في الإمارات، ولم تقم بأي تحرك للإفراج عنهم.

والسيدة الراحلة كانت أرملة، وعاشت مدة طويلة وحيدة بعد اعتقال ولديها الوحيدين: ياسر وعبدالله، وقد تم اكتشاف إصابتها بمرض السرطان منذ عدة سنوات، ومنذ ذلك الوقت كثّفت نداءاتها بهدف رؤية ابنَيْها، قبل الموت.

تدهور الحالة الصحية في الأيام الأخيرة

وكانت الحالة الصحية للراحلة قد تدهورت بشدة في الأيام الماضية، حيث أدخلت منذ شهرين إلى مستشفى الجامعة الأردنية، من أجلِ إجراء عملية عاجلة لها لاستئصال مجموعة من الأورام في جسدها، لكنها لاحقاً دخلت في غيبوبة تامة.

إدانة حقوقية للقمع الإماراتي

في السياق، عبّر مركز مناصرة معتقلي الإمارات، عن خالص التعازي للمعتقلينَ: ياسر وعبد الله، بالتعازي بوفاة والدتهما.

وطالب المركز، في بيان، السلطات الإماراتية بالسماح لهما بالمشاركة في إلقاء نظرة الوداع، وصلاة الجنازة على أمهما.

وأضاف: “مضت 7 سنوات من المناشدة والانتظار، حتى انقطع الأمل، ورحلت منال محيلان، بعيدة عن ابنيها المعتقلين في السجون الإماراتية، دون أن تلقى نداءاتها آذانا صاغية لدى الحكومتين الإماراتية والأردنية، رحلت منال، ولم يتسنَّ لابنيها فرصة التواجد في لحظاتها الأخيرة”.

وتابع: “حاولنا أن نوصل صوت السيدة الأردنية منال محيلان، والدة ياسر أبو بكر وعبدالله أبو بكر، المعتقليْن في سجون الإمارات، لكن الوقت قد فات وماتت منال، فهل تفرج السلطات عن ولديْها المعتقلين بسبب رسالة “واتساب”؟!”.

مرارة الانتظار وألم السرطان

وقال مركز الإمارات لحقوق الإنسان، في بيان: “ترتحلُ المسنة الأردنية منال محيلان عن الدنيا دون أن تتحقق أمنيتها بلقاء أبنائها المعتقلين في سجون أبوظبي “عبد الله وياسر أبوبكر” حتى قضت آخر آيامها بين مرارة انتظارهم وألم السرطان الذي أنهك جسدها، رغم إطلاقها عدة مناشدات للقاء أبنائها إلا أنها لم تلقَ أذانًا صاغية”.

هشام سليم.. هكذا تحدث الفنان الراحل في التسعينيات عن مرض السرطان الذي مات به (شاهد)

ضغط جديد للإفراج عن المعتقلين

كما دعا ناشطون، مؤسسات المجتمع المدني والحقوقيينَ في الأردن الضغطَ على حكومتهم من أجل تحرّك حقيقي وفعال، لإخراج المواطنين الأردنيين المعتقلين ظلماً في الإمارات.

وغرّد الناشط الحقوقي الإماراتي عبد الله الطويل: “هذه المرأة والدة المعتقلين عبدالله ووياسر أبوبكر توفاها الله بعد ضنك سبع سنواتٍ لم تكل ولم تمل وهي تناشد حكام #الإمارات والمؤسسات الحقوقية وكل حر في العالم بالإفراج عن نجليها الذين اعتقلوا بسبب رسالة واتس اب ولكنها أغمضت عينيها دون لقاء ما أقسى الظلم في وطني!”.

وكتبت الإعلامية التونسية رانيا الدريدي: “توفيت أمس منال محيلان والدة المعتقلين الأردنيين في السجون الإماراتية ياسر و عبد الله أبوبكر ، بعد معاناة مع مرض السرطان ، ورغم معرفة السلطات بوضعها الصحي والمناشدات العدة بالافراج عنهما ، لم تأبه الامارات بهذه الاستغاثات ، بعد 7 سنوات من الانتظار رحلت دون أن تتمكن من رؤيتهما”.

سبب اعتقال الأردنييّن

وكانت السلطات الإماراتية قد اعتقلت عبد الله وياسر أبو بكر في العام 2015، بتهمة تداول فيديو عبر “واتس آب” لتنظيم داعش، ما اعتبرته السلطات ترويجاً للتنظيم.

وقضت محكمة إماراتية بسَجن الشقيقين، بالإضافة إلى مواطنينِ أردنيين اثنين بالسَّجن 10 سنوات.

والدة معتقَل آخر قد تُواجه نفس المصير

وقالت السيدة “رقية مطر” والدة المعتقل الأردني بهاء مطر، الموقوف على ذات القضية رفقةَ الشقيقين أبو بكر، والمعتقل الرابع ماهر أبو الشوارب، إنّ وزارة الخارجية الأردنية لم تأخذْ قضية ابنها وزملائه على محمل الجد، ولم تسع بشكل حقيقي للإفراج عنهم.

وأضافت أنهم طيلة السنوات الماضية، لم يحصلوا على أي وعود بإنهاء معاناة أبنائهم، مشيرة إلى أن ابنها يتواصل معها من وقت إلى آخر، ويتم أحياناً حرمانه من الاتصال عدة شهور.

وأوضحت أن معاملة ابنها وزملائه في سجن الوثبة تخضع لمزاجية مسؤولي السجن، حيث ذكرت تقارير سابقة، أن المعتقلين يعانون من الحرمان من أبسط حقوقهم، وتتم معاملتهم بشكل سيئ، في تصريحات لموقع “عربي 21”.

وتابعت: “ماتت السيدة منال رحمها الله حزينة، انحرمت من حنان أبنائها ورعايتهم في عجزها في أثناء مرضها، قاومت وقاومت سبع سنوات وهي تتأمل عودة أبنائها، ولكن قساوة القلوب سرقت منها الأمل الوحيد الذي حاربت المرض من أجله”.

وأكملت: “الآن جاء دوري، هل سأتغلب على المرض وأحظى برؤية ابني بهاء؟ أم سوف ألقى نفس المصير؟”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.